الطائفية الإيرانية والصهيونية الإسرائيلية:

صافي الياسري

مشروعان متعاضدان أم مشروع واحد!؟

صافي الياسري

يؤلمني بل ويحز في نفسي بقوة، مع شديد الأسف، أن يترصد بعضهم ما أكتب وأنشر في الشأن العربي ـ الإيراني، ليرد تحت بند (لا تُغلقوا أبواب الحوار مع إيران الحليفة الاستراتيجية ضد الصهيونية!!؟؟) في أبسط ردودهم، ولا أذكر الردود الأخرى المتشنجة، وتلك التي تشم منها بقوة رائحة الإرتزاق والعمالة، من بعض الإقلام التي تحمل الجنسية العربية مع الأسف، وما أكتب وما أفضح، إنما هي كشوفات موثقة بالأدلة والبراهين التي لا تقبل الجدل، زيف كل دعاوى نظام ولاية الفقيه، وأنه ليس سوى مشروع عنصري بثوب إسلامي، وأداة طائفية هدفها مرحلياً اقتسام الوطن العربي، ضمن مشروع أوسع هو المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي، وأن أمريكا و(إسرائيل) وإيران، هما (السي باندي) أو الثلاث ورقات التي يلعبها (المحتال الإيراني) منذ ثلاثة عقود، وتحديداً منذ قيام ولاية الفقيه في طهران عام 1979، ضمن دوره في المشروع الثلاثي الواحد الموحد، الذي أوجد نظام ولاية الفقيه من أجله، والذي بات معروفاً تماماً أن صفحته الأولى كانت المؤامرة على البحرين، وهي المؤامرة التي أكدنا ونؤكد، على استمراريتها بسيناريوهات جديدة، وأداتها الآن بعد أن فشلت في موجتها التخريبية الإرهابية الأولى، الإعلام الموجه بالعربية من داخل إيران، والإعلام العميل من داخل الوطن العربي، والإعلام المترجم الأصفر، والأخير واحد من إثنين؛ إما شريك في المشروع الثلاثي آنف الذكر، أو مرتزق توافقت إرتزاقيته وحقده الكامن على العرب والمسلمين، والإثنان يتلفعان دعاوى حقوق الإنسان وانتهاكاتها، الشماعة التي عرفناها، منذ بدء الحرب بين المعسكرين الشرقي والغربي، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

والآن ماذا يقول أصحاب الأقلام والصُحف والمواقع الإلكترونية والفضائيات الصفراء، وماذا يقول أصحاب الهوى الإيراني في العراق والبحرين، وبقية ديار العرب عن هذه المعلومات المدرجة أدناه!؟

مرات عديدة كتبت عن التعاون الإسـرائيلي الإيراني، ومرات عديدة قلت أن العداء الإيراني لـ (إسـرائيل)، ضرب من الوهم والخداع والضحك على العرب السُـذج، وأُحدد العرب لأن بقيـة الدنيا كلها تعرف الحقيقـة! وأود القول هنا أن سياسة إيران تخص إيران، وهي لا تهمني إلا بمقدار ما تعنيه من أضرار تُلحقها بالعرب وأوطانهم ومواطنهم، وأن لا جديد في علاقة النظام الإيراني بـ (إسرائيل)، إذ سبق لي أن كتبت كما كتب غيري ونشر عنها الكثير، وأرفقت كتاباتي بالوثائق والأدلة، والعراقيون لهم تجارب تاريخية مع عداء الحكومات الايرانية، التي لم تُمثل يوماً للشعوب الإيرانية، إلا كوابيس جبروت وطاغوت وبطش وقمع وانتهاكات أعراض وسلب أموال وغمط حقوق، ولم تُمثل للعراقيين إلا قوى تدميرية إحتلالية، منذ تدمير بابل وأيام كورش الكالحة حتى أيام الأمام خميني السود وامتداداتها تحت جناح الأمام الوريث خامنئي!! كما أن في فمي ماءً من إخوة عرب، سحبوا البساط من تحت أقدامنا، حين احتضنوا أحلام الصهاينة، واعترفوا بكيانهم، وافتتحوا سفارات لهم، وبنو جسور علاقات من كل لون، حتى المصاهرة وزواج المتعة والزواج الافتراضي، ما يُلقمني حجراً إذا عِبت على إيران علاقتها بـ (إسرائيل)، ولكن ما يدفعني للحديث عن هذه العلاقات وتكرار هذا الحديث، هو هذا العواء الإيراني كل يوم، بإنهاء وجود (إسـرائيل)، ومحوها من الخارطـة، الذي ربما يُصدقـه بعض العرب، أو يريد أن يُصدقـه بعضهم، في غياب الخطاب العربي، المدافع عن حقوق العراق وأهله، والبحرين وأهلها، والفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والمصريين والأردنيين وبقية العرب، في الأرض والماء والكرامة والاعتبار، وتحمل استحقاقات هذا الخطاب المفترض واقعاً، هذا الأمر يجعلني في حلٍ مما فعله أبناء قومي المنبوذون من ديوان العرب، ويطلق لساني في تبيان الحقيقة، لمن ضرب أخماساً بأسداسٍ في عالم الوهم، فالدبابـة والطائرة والصاروخ والبارجـة الإيرانيـة، لا يمكن أن تسـتهدف إلا العرب، وإيران ليسـت عدوة لـ (إسـرائيل)، ونجاد وخامنئي ومن لفَّ لفهم يكذبون، والمظهر شـيء والحقيقـة والواقع شـيء آخر؛ إيران لم تنشـر خلاياها النائمـة في (إسـرائيل)، وإنما نشـرتها في دول الخليج وبقيـة دول الوطن العربي وهي تشن حرباً مستدامة على اليمن، وتحرك عملاءها لاحتلال، أو في الأقل، لإسقاط النظام الوطني اليعربي في البحرين، ولأقلمة العراق وتفتيت السودان وقبرصة مصر، على وفق إيقاعات المشروع الصهيوني، وهي موجودة بأسوأ ما يكون عليه الوجود، وفي الخنادق المعادية، والمتربصة، في تونس والجزائر والمغرب والصومال ونيجيريا ومصر وليبيا، وما دعمها للإسلاميين في فلسطين، و"حزب الله" في لبنان، إلا أوراق ضغط من أجل تقاسم الغنائم، في عملية بلقنة الشرق الأوسط والوطن العربي، التي تخدمها بكل جهد وجدية.

ولن أُطيل كثيراً في هذه المقدمات، التي باتت متلازمات لا بد منها، عند الحديث عن علاقة النظام الإيراني بـ (إسرائيل)، والآن أتساءل مع العديدين، ممن اطلعوا على حقيقة قيام الشركات الإعلامية الإسرائيلية، بنشر وتعميم الخطاب الإيراني في المنطقة العربية، ماذا يقول أصحاب الهوى الإيراني، والمتخاذلون أمام عمائم إبليس من ديار العرب؟؟ وكيف يُفسرون أو يُبررون أو ينظرون لهذه الوقائع؟؟ لماذا تسـتضيف شـركـة إتصالات إسـرائيليـة، عدداً من القنوات الإيرانيـة الطائفيـة، الموجهـة لشـيعـة العراق والخليج العربي والسـعوديـة واليمن بخاصـة؟؟ معلومات خطيرة فعلاً تُنبت أسئلة أشد خطورة... ليتنا نجد إجاباتها في برانيات المراجع، وديوانيات الساسة الدراويش، الهائمين جوى بأنسام طهران الخمينية الصهيونية؟؟ ولا أدري، هل يعرف أو يعلم أو يفهم أو يدري، الذين يُطلون علينا كل يوم من قناة العالم الإيرانية الناطقة بالعربية، ليُهاجموا مملكة البحرين العربية..!! هل يدري هؤلاء أن كل ما تبثه لهم هذه المحطة وسواها، إنما يمر عبر الـ (فلتر) الإسرائيلي!؟

فلو بحثت عزيزي القارئ، عن شركة إتصالات الأقمار الصناعية المستضيفة لعدد من القنوات الطائفية الإيرانية، التي تلبس رداء التشيع، وتتظاهر بالولاء لآل البيت، وآل البيت الأطهار وشيعتهم الحقيقيون منها براء، وتنشد المقتل وردات اللطم بالزناجيل وسيوف وقامات التطبير صباح مساء،.. فسوف تأتيك المفاجأة عندما تكتشف أن الشركة المستضيفة لهذه القنوات هي شركة إسرائيلية، تبث من فلسطين المحتلة..!! وهي ذاتها التي تنقل وتبث خطابات خامنئي ونجاد، التي تُهدد "بمحو (إسرائيل) من الوجود"!؟

كل ما عليك أن تفعله هو زيارة الموقع:

http://www.satage.com/en/Channels/ArabicChannels.php

وسوف تكتشف أنها شركة  RRsat، وهي المسؤولة عن بث القنوات التالية:

1 ـ قناة فدك

2 ـ قناة الإمام الحسين

3 ـ قناة العالم

4 ـ قناة آل البيت

5 ـ قناة الأنوار

6 ـ قناة الغدير

وتشاهدون في الصورة كلمة RR sat والظاهرة تحت أسم القناة في الصورة الملتقطة لقناة "فدك" أثناء البث.. فمن هي شركة RRSat؟ كل ما عليك أن تفعله هو أن تذهب لموقعها:

www.rrsat.com

ثم اذهب إلى فقرة اتصل بنا، ستجد أن هذه الشركة مقرها (إسرائيل)، نعم.. نها شركة إتصالات إسرائيلية خاصة يملكها رجل الأعمال اليهوديDavid Rive (دافيد رايف)، وهي واحدة من أكبر 100 شركة في (إسرائيل)..! فما هو القاسـم المشـترك يا تُرى بين المشـروع الصهيوني الإسـرائيلي والمشـروع الطائفي الإيراني في المنطقـة؟؟ وهل يسـتضيف الصهاينـة هذه القنوات، حباً بالحسـين وبآل البيت، واللطم عليهم في مجالـس عزاء خاصـة، تُعقد في القدس وحيفا ويافا أم...!!؟؟ أم أن هناك مشـروعاً صهيونياً إيرانياً مشـتركاً، لتمزيق الأمـة العربيـة والإسـلاميـة، من خلال نشـر قنوات اللطم والنواح، وإثارة الأحقاد والمطالبـة بالثارات الأسـطوريـة، من العرب قادة الكتائب الإسـلاميـة التي حررت إيران والإيرانيين، من بطـش الأكاسـرة، بدعوى أنهم حطموا الإمبراطوريـة الكسـرويـة العظيمـة؟؟

لقد كان أهم دعائم قيام واسـتمرار وجود الكيان الصهيوني، هو الإعلام، ولهذا سـيطرت المؤسـسـات الصهيونيـة وبخاصـة المؤسـسـات الماليـة التي يبرع فيها الصهاينـة، وأجدادهم هم الذين اخترعوا الربا، على المؤسـسـات الإعلاميـة في أمريكا وأوروبا والآن في روسـيا، ولم يتورعوا عن اسـتخدام أي أسـلوب مهما كان دنيئاً، للهيمنـة على السـاحـة الإعلاميـة، كما تكشـف الآن فضائح الصهيوني العالمي (مردوخ)، مالك أكبر إمبراطوريـة إعلاميـة في العالم، والتي تعلمت أجهزة إعلام نظام ولايـة الفقيـه في إيران، أسـاليبها وكررتها دون وازعٍ من حياء، أو أخلاق أو مبادئ، فهل يتولى هؤلاء ترويج الخطاب الإيراني ضد وجود كيانهم؟؟ بذريعـة أن القوانين الليبراليـة تسـمح؟؟

حدث العاقل بما لا ُيصدق فإن صدق فلا عقل له، إن المشروع الطائفي الإيراني في المنطقة، لا يختلف عن المشروع الصهيوني، بل يتطابق معه إلا بالثوب المظهري فإن ما يرتديه المشروع الإيراني أشد خطورة بسبب تمكنه من المخادعة والتمويه والتستر، بأستار تمنحه الأفضلية، للنفاذ بين صفوفنا، وإلا ما الفارق بين احتلال إيران لجزر الإمارات العربية الثلاث واحتلال (إسرائيل) الأراضي العربية الفلسطينية؟؟

وأخيراً فإن الهجمة الجديدة القديمة على البحرين، لا تعدو أن تكون صفحة جديدة من صفحات المؤامرة الطائفية الإيرانية على البحرين، وصفحة ضمن مشروع العدوان الثلاثي الجديد على العرب، والقول بغير ذلك وادعاء المظلومية ليس أكثر من تغطية على الحقيقة، ومراءاة ما بعدها مراءاة،.. و.... ثوب الرياء يشف عما تحته / فإذا ارتديت فأنت عارٍ.