مناجاة سوداء بين بشار وأبوه الملعون

مؤمن كويفاتيه

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

"هذه الدراما السوداء قائمة على حقائق واقعية ، وهواجس نفسية مريضة بداء العظمة ، بين جزاري سورية المجرم بشار ابن أنيسة يناجي أباه عميد الشجرة الملعونة إبن ناعسة" 

بشار الابن ابن أنيسة لأبيه : أبي حبيبي ومُلهمي ومُعلمي ، نفذت كل أوامرك وتعليماتك بعد موتك ، وكنت أشد منك يا أبي بهذا الشعب ظلماً وبطشاً وإرهاباً على حسب تعليماتك ووصاياك الإجرامية ، فلم أرحم فيهم صغيراً ولا كبيراً ، ولم أرعى حرمة لامرأة او سيخ عجوز ، وكنت يا أبي الأقذر منك في تدنيس المقدسات ، فأمرت بتمزيق وتدنيس القرآن ، وضرب المساجد والاعتداء على حرماتها ، والسخرية من مرتاديها ، وقتل المصلين وهم ساجدون وراكعون وعابدون ،، وأغلقت البلد عن الإعلام ، وأطبقت الأجواء ، وأدخلت عصاباتنا يا أبي التي أسستها أنت بلؤمك وحقدك وكرهك الى الحرم الجامعي في عدّة مدن ، بعدما جهّلت الشعب معظمه ، ولم يصل 85% منه إلى الإعدادية كما قال وزير تربيتي ، وقتلت الأبرياء في كل مدينة وقرية وشارع وبيت ، ولم أستثني مدينة كما فعلت أنت ، فأزهقت الأرواح في كل مكان ، وأجريت أنهاراً من الدماء ، وأخفيت عن الأعين ممن قتلت يا أبي أضعاف ماتمّ الإعلان عنه ، وجرحت أضعاف أضعاف من قتلوا برصاصنا غدراً ، وأضعافهم ممن أخفيت جثثهم ، والكثير منهم يا أبي أصبتهم بعاهات مستديمة ، واغتصابنا لحرائر هذا الشعب وهو فعل لم يفعله المُستعمر ، ولم يسبقني عليه إلا أنت ، واعتقلت واختطفت عشرات الآلاف ، حتّى أنّه يا أبي لم يبقى أمكنة للاحتجاز ، فلحشتهم في الملاعب والنوادي فوق بعضهم ، وحاولت إذلالهم وقهرهم بأقصى حدود الممكن ، وجعلتهم يصومون قسراً عن الطعاموالشراب ، حتّى أنّ العديد منهم مات دون رحمة منّا لنجعلهم عبرة للآخرين ، وجعلت نسبة مادون خط الفقر لأكثر من ثلاثة أرباع السكان ، ولا أُخفيك يا أبي بأنّي أحرقت السجون بمن فيها بعدّة أماكن ، وتذرعت بذلك بفعل المندسين ، وقمت على محاصرة المدن ، ومنع الطعام والماء والكهرباء والإمدادات الإنسانية والدواء ، حتى المستشفيات منعت الجرحى الوصول إليها ، وقتلت الكثير منهم في الشوارع ، والاعتداء على الطواقم الطبية ،وقطعت الكهرباء على الخدّج لأريحهم من الحياة، وفعلت يا ابي حرب إبادة حقيقة في درعا وبانياس وحماة وحمص وأدلب واللاذقية وريف دمشق والعديد من المدن والبلدات ، والبوم أفني أهل دير الزور، عبر إدخال الدبابات والمصفحات ، واستخدام الطائرات في قصف المدنيين ، وتهجير عشرات الآلاف منهم ، فهل أنت راض عنّي يا أبي عن حقارتي ، وقد فعلت كل مابوسعي لأنال رضاك

فيُجيبه حافظ الأب أبن ناعسة وهو في قبره المدنس الذي كان فرحاً بما فعله إبنه بالنّاس : أبني حبيبي ياشرر عيوني ، بيضرب بحقارتك المثل ، كل الشياطين بتهنيني ، طبعاً ما أنا اللي خلفتك ، ياولدي أنت سبقت أبوك ، وأنا قد رسمت لك خارطة طريق السفالة من خلال وصاياي ، ولكن رب تلميذ فاق معلمه ، وأبن فاق أباه ، وهذا مصدر اعتزازي وافتخاري ، حققت يابني ماكان غاية طموحي ولم أصل إليه ، فكيف إذا امتدت حياتك بطول سنيني التي عشتها ، فستحسدك الشياطين والأساطين والأباطرة والأكاسرة والفراعنة وكل عتّل زنيم ، وأنا قبل مماتي كنت مرتاح الضمير بمن أوكلت من بعدي لمثل هكذا أعمال خاسئة ، ولم أكن أبداً أقلّ منك إجراما وطغياناً ، ولكن ظروفك كانت أحسن حالاً لممارسة هواياتك التي ربيتك عليها ، فساعدتك على أن تتقدمني في كل ميادين الشر والرذيلة وما يُندى له جبين الإنسانية ، وكما يقولون الابن سر أبيه ، وأنت يابني قد أخذت منّي البذرة النجسة ، وأنت النبتة الملعونة التي غرستها بيدي ، وباركتها الشياطين التي تستحي من إعمالك...

ويتابع السفّاح الأب حديثه مُسائلاً أبنه : هل تذكر يابني عندما أرسلتك وإخوتك الملاعين إلى حلب بعد كل المجازرالتي ارتكبتها ، لتطلعوا على إنجازات أبيكم في ميدان العهر والجريمة ، وخاصة مذبحة المشارقة في عيد ألله أكبر، التي ذبحت فيها المصلين وهم يُهللون ويُكبرون ، ولم يكن معهم سلاح أو سكين ، إجراماً مني ولؤماً ، وقلت حينها فليبلطوا البحر أو يشربوا ماءه ، وأفعل ما أُريد ، ثُم طافوا بكم في كل المدن التي لم يسلم منها بيت أو أسرة أو مستشفى وكنيسة أومسجد ، فكل كان مُستهدف ، وختمتم زيارتكم بحماة التي تقومون الآن بواجبكم تجاهها على شر مايرام من المذابح والمجازر ، وأنتم تُعيدون سيرة أبيكم الأولى ، بشلالات من الدم البريء الذي سفكته آنذاك ،ولعلكم تذكرون تلك الجثث التي امتلأت بها شوارع حماة ، وكنتم لاتمشون إلا عليها ، لأن لامكان للشارع من بين أنقاضها ، وركام المباني الذي هدمته فوق رؤوس ساكنيه ، وقتلت فيها أكثر من خمسين ألف ماعدا المفقودين والجرحى ، وعشرات الآلاف ممن هجرتهم عنها بالمنافي ، كما هجّرت مئات الآلاف عن سورية التي اتخذتها مزرعة لنا ، ولاحقت أولئك لأقاصي الدنيا بقصد إيذائهم ، وقتلت عشرات الآلاف في السجون ، وهذا ما أريدك ان تفعله يابني ، وما أراك إلا وتتهيأ له ، بعدما علمت عن حملتك الإرهابية ، لأرتاح في تربتي التي أقسم فيها البوطي أنني في الجنان ، وأنا في قاع جهنم ، مع الشياطين وأكابر مجرميها ، ولا ادري عن كذبة البوطي بأي قبّان تُزان

فيتأثر بشار ابن أنيسة من كلام أبيه العاطفي ويقول له : أبي حبيبي فإنّي لا أُخفيك ، وقد كنت أظن أنّي سأنجو بفعلتي كما نجوت أنت ، وكنت قد اتخذتك مثالاً للشناعة والبشاعة والقبح ، وعلقت تماثيلك في كل مكان لأتخذك قدوة لي في كل أعمالي ، ولكن يا أبي الشعب قد هبّ من قمقمه كما هبّ عليك ، ولكن في هذه المرّة قد تجاوز ألاعيبنا في التفرقة والخطاب الطائفي ووتر العصابات المُسلحة ، فاحتاط بالكاميرات والفيس بوك واللحمة الوطنية ، ووقفت إلى جانبه محطات فضائية ساندتهم إعلامياً كالجزيرة والعربية وال ب ب سي ، وهم يهتفون يا أبي "نموت ولا نهون" "والموت ولا المذّلّة " ويلعنون روحك يا أبي ، ويشتمونك وذريتك بأقبح الألفاظ ، وأنا أواجههم بالبارود والنار ،ولكنهم يا ابي يواجهوني بصدورهم العارية ولا يأبهون ، وقد نزع الله من قلوبهم كما يقولون الخوف ، ومايزيدهم رصاصنا وقذائفنا إلا إصراراً وتصميماً على انتزاعنا يا أبي من جذورنا بما أسموه بالثورة ، رغم أننا نقول أنهاعصابات مسلحة ، وعمالة وتآمر خارجي ، وإلصاقهم بصنيعتنا إسرائيل ، ولكن مامن أحد يُصدقنا ، رغم رجاءتنا الكثيرة لهم ، وتهديدنا للخليج البارحة عندما كسروا جدار صمتهم ببيان ضعيف باستخدام الجانب الطائفي بتحريك شارعهم ، ولكنهم سخروا منا لما عرفوه عن وهن تماسكنا ، وفلتان الأمر من أيادينا ، وحتّى روسيا حليفتنا توعدتنا بمصير حزين يا أبي ، وصار العالم بأجمعه علينا ، إذ لم يحتمل هول جرائمنا أحد ، وهذا مالم نحسب حسابه ، لنقع في شر أعمالنا وما جنته أيادينا القذرة ، وما أظن لنا من خلاص ، ليقتلوا طموحنا في أن نسابق مجموع ماعمله عتاة الأرض سوءاً وخسة ، وهذا مايؤثر على نفسيتنا المريضة والحقيرة ، بعدما وعدونا بأعواد المشانق وهذا مالم نحسب حسابه ، فنحن يا أبي كما علمتنا أسود على شعبنا ، وجرذان على العدو نختبئ في الجحور ، والشعب يُلاحقنا يا أبي في كل مكان ، حتى أنه اقسم ألا يُبقي لنا مكان نختبئ فيه ، وحتى حفرتك سينبشوها ويجعلوك معنا عبرة للمعتبرين ، وهم يراهنون على الجيش وانشقاقاته ، وتخلي المحيطين فينا ، وعلى هزيمتنا النفسية التي صارت في الحضيض ، فهذا ماجنيناه على أنفسنا يا أبي ، ومصيرنا إلى جهنم جمعاً آل الأسد ، والشعب يقول الى جهنم وبئس المصير

أهم جرائم عصابات آل الأسد "النظام السوري : 

* إنزال الدبابات والمجنزرات والمدرعات التي اُشتريت من أموال الشعب لجيش مطلوب منه حماية الشعب وليس لقتل الشعب ، إلى المدن والقرى السورية وقتلها عشرات الآلاف من المواطنين عام 1980 وتتويجها بالعمل الجبان الهمجي تدمير مدينة حماة فوق ساكنيها ، حتى وصل عدد ضحاياهم من المواطنين السوريين مايُقارب المائة ألف شهيد ، وعشرات الآلاف من المختفين داخل المعتقلات ، ونفي هذه العصابات لمئات الآلاف السوريين عن أوطانهم قسراً ، وملاحقتهم وذريتهم بكل وسائل الخسة وأنواع الإضرار

* مجازره في لبنان بحق الفلسطينيين ، وأهمها تل الزعتر على عهد الأب ، وما يفوق عن العشرين ألف شهيد ، وأضعافهم من الشهداء اللبنانيين قُتلوا خسّة وظلماً ، وتوجها الابن القاتل بشار عام 2004 بقتل رمز لبنان رفيق الحريري رحمه الله وفضيحته في التنظيم المسلح فتح الإسلام

* استجلابه للقاعدة بالتعاون مع الإيراني ، وعمل الفتنة الطائفية التي أودت بحياة مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي

*مجازر رئيس العصابة بشار الجماعية في سجن صيدنايا بسبب انتفاضتهم احتجاجاً على تدنيس القرآن ومجازر في مناطق الأكراد ، وعمليات الاختطاف الواسعة للمواطنين ، وقتل الكثير منهم في أقسام التعذيب التي سلخت جلود النّاس ، هذا عدا عن نهبه لأموال الدولة والنّاس ، وتعمده إفقار الشعب ، كما وأنّ النظام برأسه العفن مطلوب للعدالة الدولية ، ومعه 13 من أركان عصاباته ، ولكن حصانته كرئيس هي من يمنع جلبه لمحكمة لاهاي الدولية ، والمتوقع مثوله إليها قريباً بإذن الله

* ، إرساله للطائرات الحربية المُحمّلة بأدوات القتل ، لتحصد أرواح المدنيين الليبيين ، دعماً لأبيه الروحي الجزّارالمجرم المعتوه القذافي وأسرته اللعينة

* وكان آخر جرائم بشار منذ 15 آذار 2011 ، إطلاق شبيحته في أنحاء سورية وقوات الغدر والجريمة المُسماةبالأمن ، وقتله لما يُقارب الخمسة آلاف شهيد ، وخمسة وعشرون ألف مُعتقل على خلفية التظاهرات ، وتوجيه الدبابات والمدرعات وناقلات الجند التي لم يوجهها يوماً إلى جبهة الجولان المحتل ، ولا إلى المعتدين الذين قصفواوانتهكوا الأرض السورية ، بل الى صدور الشعب السوري المسالم ، المطالب بحريته وكرامته ، لعمل المجازر وحرب إبادة على غرار ماحصل في الثمانينات من فظائع وتدمير المدن ، وإطلاق القذائف الثقيلة باتجاه الأهالي الآمنين ، ليقتل أبناء شعبنا بالرصاص الحي مباشرة على الصدور والرؤوس ، وقلع الحناجر وقتل الأطفال ذبحاً بالسكاكين ، والمعدات العسكرية التي تم شرائها من عرق الشعب وكده ، فلم يسلم من غدرهم ونيرانهم شيخ أو امرأة ولاطفل أو شاب ، وقد مُثل بالكثير منهم وهم أحياء ، وقتلوا بدم بارد ، وسادوية مُفرطة ، ومحاصرة المدن والقرى وتجويعها ، ومنع الإمدادات الإنسانية لها ومنع الإسعاف، وقطع الكهرباء عن الخدّج ليموتوا من ظلم عصابات آل السد ، وكل هذا لم يفت من عزيمة شعبنا العظيم ، الذي قال كلمته الأخيرة .... الشعب يُريد إسقاط آل الأسد وما سُمي بنظامهم المشؤوم .. ولا للحوار مع القتلة.