كواسر الشعوب

أحمد علي عولقي

أحمد علي عولقي

[email protected]

يقال في الأمثال

(  من شابه أباه  فما ظلم  )

(  ما أشبه الليلة بالبارحه  )

(  أسد علي وفي الحروب نعامة )

لم يستقر الأمر لحزب البعث ويحكم سيطرته على سوريا إلا بمجازر ومذابح  وإرهاب وقمع  ورعب  وانتهاكات  وتصفيات جسدية  . في عهد الأسد الأب  تعرضت مدينة حماة لإبادة .  واليوم يتعرض الشعب السوري العظيم  لحرب شعواء من الأسد  الابن .  ومن الظلم  والإجحاف ان يطلق على هؤلاء الرعاديد كلمة أسد .

أين النخوة والشجاعة  والمروءة والكرامة  والجولان ترزح وتئن تحت وطأة الاحتلال الصهيوني  منذ عام 1967م  ولم تطلق عليهم قذيفة من النظام الشمولي البعثي ...الجولان وتصرخ  طالبه الاستغاثة  والنظام السوري يقابل  استغاثتها  بإذن من طين وإذن من عجين  .وعندما نسمع صياحه ونباحه  عبر إعلامه الكاذب نقول غدا  الأسد  سوف يثبت للأمة  وللعالم  انه أسد حقيقي  وانه اسم على مسمى ، سوف يلقن بني صهيون درس لن ينسوه   ولكن للأسف تمر السنوات تباعا وبعدها عشرات السنوات  وإذا بنا نكتشف اننا نعيش في وهم صنعه لنا إعلام زائف كاذب  متعود على قلب الحقائق وعكس المفاهيم  . ينادي بالحرية  ليلا ونهارا  وهو يكبت الأصوات  ويغتال الأبطال  ويقمع المظاهرات  ويتبجح بالديمقراطية .. يعلن  لا صوت يعلو فوق صوت حزب البعث . ولا احد يحكم إلا حزب البعث  ولا زعيم  إلا  أسد . هذا الحزب اللعين وأمثاله من الأحزاب الشمولية التي ابتليت بها امتنا وحكمت الأمة عقود من الزمان.. إيديولوجية هذه الأحزاب  ان الحزب أهم من الوطن  والانتماء للحزب  فوق الانتماء للوطن  والكادر الحزبي  مهما كانت عقليته وثقافته وبلاهته يعطى ارفع المناصب وأعلى الرتب.الكوادر هم  القيادات على رأس مؤسسات الدولة  وهم اصحاب القرار .. يتسيدون على منهم أعلى علم  وثقافة وفكر.

ومن هنا ظهرت الحقيقة جلية باننا لسنا إلا امام  هر  بئيس  رعديد يلبس عباءة  أسد  ومن حوله من المنافقين  يوهمونه بأنه  الفارس الوحيد على الساحة العربية الذي يحمل راية  الأمة والقادر على تحرير القدس !  ولم نرى منه خطوه نحو الجولان فكيف القدس !  

عندما عجز عن تحرير الجولان  وعجز ان يثبت  انه ضرغام  قرر ان يظهر بطولته وشجاعته على شعبه  فجمع عدته وعتاده  ودباباته وطائراته  وأمنه وجيشه  ومباحثه واستخباراته  وصاح  بأعلى صوته هجوم  كأنه هولاكو  وانطلقت جحافله  كما انطلقت  قديما جحافل المغول على بغداد  فارتكب النظام الطاغوتي البعثي  كثير  من الجرائم الوحشية  ضد الشعب السوري العظيم الذي يطالب بالخروج من الزقاق المظلم البعثي  والانطلاق  الى رحاب الحرية  والسير قدما في السباق الحضاري الذي يشهده العالم في كل المجالات  المتنوعة  .

ما أصاب هذا الشعب أصابنا كأمة في مقتل . فالأمة العربية  بعيدا عن الأنظمة المهترئة والفاسدة  كالجسد الواحد  ما أصاب عضوا منها تأثر له سائر الجسد .. فما حدث في العراق  وقبل ذلك تشريد الشعب الفلسطيني وما يحدث الآن في اليمن وليبيا وسوريا  يؤلمنا جميعا يحز في نفوسنا . ابطالنا يذهبون هدرا  رجالا ونساء وشيوخا وأطفال ..أوطان تحترق تحت لهيب نيران الطغيان.  هؤلاء الحكام  لا زالوا في غيَهم  وغبائهم  لم يستوعبوا  صحوة  الأمة وثورات الشعوب التي قررت إنهاء عهد الطواغيت  والقضاء على  أسباب تأخر الأمة العربية  وهوانها .

هذا النظام وامثاله من الانظمة العربية الاستبدادية  الفاسدة  والغاشمة  التي صارت وبالا وشؤما على شعوبها .. لم نسمع حاكم عربي يتحدى إسرائيل أو ينذرها  أو يحذرها  وهي  تذيق شعبنا الفلسطيني الويلات بكل أنواعها .لكننا نرى هؤلاء الحكام كواسر ضارية ضد شعوبهم يقتلونهم بقلوب باردة  وضمائر ميتة . 

من رحم المعاناة  التي يعيشها الشعب السوري وكثير من البلدان العربية  تعلو في سماء الأوطان  صرخات الثكالى  وأنين الضحايا  وآهات المكلومين  و بكاء اليتامى  ودموع  المساكين و نواح الأرامل .  وتسيل دماء الثوار الشهداء  على ارض الأوطان  لتطهرها  من رجس وآثام  الأصنام  عبيد الشيطان  الذين يصرون  ان يستعبدون  عباد الرحمن.  وكأن الله خلقهم  ليكونوا حكام . 

المبادئ الوطنية الصحيحة  التي تربينا عليها من ديننا الحنيف ومن الرواد  الأوائل قادة الأمة  هي واحدة وثابتة لا تتبدل ولا تتغير  تبعا للأهواء  وحسب المصالح  فليس من المنطق ولا من المعقول  ان نرفض  حكم  الحزب الواحد أو الدكتاتور  الظالم في بلادنا  ونؤيده  في بلد عربي آخر

الانتماء الوطني العروبي واضح كالشمس في كبد السماء في رابعة النهار  لا يحتاج الى تبريرات  ومراوغات . الحكم الفردي للصنم الواحد أو للحزب الواحد في حاضرنا مرفوض رفضا تاما

فالأمة لا بد ان تخرج من كبوتها ومن ضعفها وتبعيتها وهوانها .  لقد وصل بنا  الضعف  الى الدرك الاسفل  واصبحت بلادنا ملطشة لمن هب ودب  ومرتع للغزو الصليبي والصهيوني .

انني واثق كل الثقة لو ان بلادنا العربية تحضى  بديمقراطية حقيقية  وان كل حاكم يحكم البلاد لفترة محدودة ( فترتين ) أو حسب ما ينص عليه  الدستور  لما وصل بنا الحال الى ما نحن عليه . لأن كل حاكم يعرف تماما انه سيترك الكرسي  وسوف يتعرض للمحاسبة والمسألة .

هؤلاء الأجلاف  من الحكام وصل بهم الغرور الى منتهاه يعتبرون البلاد والعباد  ملك من أملاكهم  ومن حقهم ان يحكموها حتى الممات  ومن بعدهم أبنائهم   يستلمون التركة  ويزيدون  الكيل على ما فعلوه أبائهم من الجرائم . كأن الشعوب قطيع من المواشي يتوارثونها  ويفعلون بها كما يشاؤن . يرون أنفسهم خيار الأمة  ولا احد يستطيع قيادة الأمة غيرهم  ولولاهم لهلكت البلاد والعباد  ولا غرابه في ذلك فهذه صفات  سيدهم إبليس  الذي أدبر واستكبر وعصى ربه  وقال انا خير منه .