اليوم انتهى النظام

أحمد العبد الله

أحمد عمر العبد الله

تم دق المسمار الأخير في نعش النظام السوري وبقي حفر القبر ونقل جثته العفنة إليه – كان الله في عون الأرض التي ستستقبله - وذلك لأسباب عدة منها داخلي – وهو الأساس – ومنها خارجي .

الأسباب الداخلية : استنفد النظام كل الوسائل ( القتل التعذيب التجويع الاعتقال ) وقل ما شئت من مفردات الهمجية استخدم كل ذلك واستمرت التظاهرات في أكثر من خمسين نقطة . ولا ننسى هنا النار التي بدأت تظهر في حلب من تحت الرماد حيث تحرك الأطباء وهم الشريحة المتنورة المتعلمة كما تحرك العلماء ببيانهم المتأخر ولكن يشكرون عليه كل هذا يبشر باكتساب الثورة زخما جديدا وباتساعها أفقيا وعموديا ولا ننسى أيضا المظاهرات اليومية في الريف الحلبي وأقول للنظام الغبي لو كنت تظن أنك تخيف السوريين باقتحام المدن بالدبابات فاعلم يا أحمق أنك تسكب البنزين على النار فالشعب السوري لا يصدق رواياتك الممجوجة وأساطيرك الخرافية عن العصابات المسلحة ، أقول وبكل صراحة النظام بغبائه أسقط نفسه .

الأسباب الخارجية : أضيفت عدة أحداث خارجية لمسار الثورة السورية وهذه الأحداث ستحفز همم الثوار وتقوي من عزيمتهم كما أنها ستضعف من عزيمة النظام وتسبب له العمى وسيكون كالثور الهائج الجريح وبالتالي ستكثر الأخطاء منه وسستتضاعف مما يعني التعجيل في دفنه نبدأ بهذه الأسباب وذكري لها سيكون بترتيب لا يعكس بالضرورة قوة هذه الأسباب .

الجامعة العربية : التي طلبت وقف العنف على لسا ن أمينها العام نبيل العربي وهو موقف متقدم جاء بعد البيان الخليجي الذي يدور حول الفكرة ذاتها وهذا تحول مشكور ومحمود ولو أنه خجول على الأقل كشف كشف كذب النظام وسحب منه التفويض بقتل الشعب الأعزل وهنا أتذكر مؤتمر وليد المعلم عندما ســـئل عن موقـف الدول العربية وقال إنها تقف مع سـورية ، أقول نعم أيها المعلم – التلميذ الغبي – تقف مع سورية ولكن سورية الشعب سورية الدولة التي تحترم شعبها لا مع العصابة التي تقتل السوريين .

موقف خادم الحرمين الشريفين : فالسعودية بثقلها العربي والإسلامي تدرك أنه لا يمكن ترك سورية للمجهول وترك الشعب السوري يذبح كالنعاج وتركه لهذه العصابة فالملك عبد الله لم يظهر هذا الموقف المشرف للإعلام إلا بعد أن استنفد – على ما أعتقد – كل القنوات الدبلوماسية مع النظام السوري ، ولكنه يئس من نظام ملأ أذنيه طينا وتركهما تصغيان لإيران التي لم ترد يوما خيرا للعرب والأمثلة كثيرة ولا يظن أحد أن إيران تدعم القضية الفلسطينية بل تتاجر فيها وليس الآن موطن إثبات ذلك . أقول إن السعودية لا تقف وحدها بل يقف معها العالم العربي والإسلامي وموقفها لا وزن له لو كان الشارع السوري يحب النظام. فتحركها إنما كان بطلب من الشارع السوري الكاره والمبغض لهذا النظام ويريد من إخوته إنقاذه من آلة القتل .

المظاهرات في الدول العربية : هذه المظاهرات التي أكدت على التلاحم بين الشعوب العربية وعلى إحساس العربي بمعاناة أخيه العربي فانطلقت المظاهرات شرقا وغربا تأييدا لهذه الثورة المباركة .

تقرير الأمم المتحدة : الذي يثبت تورط إيران وعصابته حزب الله في قتل الجنود السوريين الرافضين إطلاق النار على إخوتهم وأبناء وطنهم ناهيك عن شحنة الأسلحة المصادرة من قبل تركيا وشهادات الأهالي والضباط والجنود المنشقين .

التهديد التركي : صبرنا نفد وهذه الكلمة لا تقال إلا للأعداء فالنظام السوري بعد أن استعدى شعبه بالقمع والقتل والاستعباد يستعدي أصدقاءه الذين قدموا له النصيحة تلو النصيحة ليس حبا به بل حرصا على سورية الموحدة وشعبها الحر الأبي .

 اليوم انتهيت أيها النظام – العصابة- وأنت أيها الشعب السوري لاح لك فجر الحرية ، اليوم ستسترد كرامتك اليوم ستعيش إنسانا، اليوم نقول وداعا للعبودية، اليوم يولد السوري من جديد ، اليوم سنقول إن دماء الشهداء ومعاناة الأحرار لن تذهب سدًى .