رمضان التغيير... هل يكون رمضان الحسم السوري

د.مصطفى حميد أوغلو

رمضان التغيير...

هل يكون رمضان الحسم السوري؟؟

د.مصطفى حميد أوغلو

طبيب وكاتب

drmh2009@hotmail.com

يحل رمضان هذا العام على الأمة العربية بطعم مختلف عن الأعوام الماضية التي كانت كلها تستقبل هذا الشهر الكريم متساوية وهي ترزح  تحت أنظمة الظلم القهر والاستبداد، لكنه هذا العام يطل على بلاد مثل تونس ومصر،  وقد أزاحت هذا الحمل الثقيل عن كاهلها ،وتنفست أجواء الحرية والكرامة وكأنها ولدت من جديد ،بينما لا تزال شقيقاتها ليبيا واليمن و بالأخص سورية تعاني هذا القهر والظلم، وتدفع من دماء أبنائها الزكية ثمناً باهظاً لنيل الحرية بعد أن صمت العالم كله العربي والإسلامي والعالمي .

لطالما قرأ أبناء هذه الأُمة عن التغيير في رمضان، وعن الجهاد والفتوحات في شهر الصبر والقبول،ففي رمضان كانت   بدر أول المعارك بالإسلام ،وكان فتح مكة أول فتح بالإسلام أيضاً،وكانت القادسية التي قصمت ظهر الفرس ،وكان فتح الأندلس و عمورية ومعركة حطين وعين جالوت ، كل هذه المعارك والفتوحات جاءت والمسلمون صائمون ،ولطالما تحدث العلماء والشيوخ والأطباء عن إمكانية نبذ العادات السيئة والتخلص من كثير العادات السلبية في هذا الشهر الكريم ،والتعود على الأمور الإيجابية من قراءة القرآن ومضاعفة العبادات وزيادة الإنفاق في سبل الخير ،كذلك مجاهدة النفس وترويضها وتعوديها على الطاعات بهمة عالية تواقة لنيل المكافئة في الدنيا والآخرة.

رمضان هذا العام هو غير كل الأعوام ،تنشد فيه الشعوب التغيير في النفوس والحسم في نيل الحرية والتحرر من أنظمة القهر والإذلال .

في سورية يحاول النظام جاهداً أن يعيد الخوف والجبن لقلوب ونفوس الشعب قبل دخول الشهر الكريم ،حيث تزداد شحنة الإيمان وترتفع الروح المعنوية،ويقترب المرء من ربه فتزداد ثقته بربه وتهون عنده كل القوى البشرية أمام قوة ملك الملوك.

والشعب بدوره، ينتظر بفارغ الصبر صلاة التراويح، حتى تصبح صيحة في كل ليلة، لمظاهرات ومسيرات على مدار الشهرلإنهاك قوة النظام الذي بدء بالتفسخ والتفكك أمام صبر وتصميم هذه الملايين .

مراهنة بين الشعب والنظام على قوة الصبر وطول النفس ،والثبات والصمود ،وقوة التصميم وعزم الإصرار، فمن سيربح المعركة ؟؟

 وهل يكون الحسم رامضانياً، ليضيف إلى سجل هذه الأمة صفحة جديدة من صور المجد بيد الأحفاد بعد أن سطرها لنا الأجداد..؟؟

لم تعد هناك أوراق خفية بعد اليوم، وهي كانت واضحة من البداية لمن استطاع قراءة مابين السطور وما حملته الكلمات من الطرفين ،النظام والشعب.

النظام- وعلى عكس ما ظن الكثيرون بأنه لا يملك إستراتجية واضحة – كان عازم الأمر وماضي في خطته المرسومة  من أول صيحة نادت بالحرية والكرامة ،فتح كل خطوط المعركة وعلى كل محاورها منذ البداية ، رمي بالرصاص الحي بقصد القتل المباشر، والتنكيل والتخويف،والاعتقال والتشريد والإذلال،متزامناً مع ذر الرمال بالعيون بمراسيم شكلية لمخاطبة الرأي الخارجي ، وخطوات لا تغني ولا تسمن عن جوع،إلى محاولات يائسة لشراء الذمم، وتحييد شرائح من المجتمع، وتخويف أقليات ،ولعب على الفتنة الطائفية، و تخويف من الحرب الداخلية.

بالمقابل كانت صحوة الداخل واعية يقظة ومدركة لكل هذه الخدع والألاعيب والحيل الحيل،كانت شعارات الداخل سابقة لكل منظري السياسة وعلماء الاجتماع والنخب التي تظن نفسها هي العاقلة، والشعوب مغفلة لا تعرف مصلحتها ولا تقدر منفعتها ،لكن الشعب كان له رأي آخر وكان هو الآخر له إستراتيجية واضحة، فنادت حناجره منذ البداية، واحد واحد الشعب السوري واحد، وهتف بأعلى صوته الموت ولا المذلة، وتابع يقول اللي يقتل شعبه خائن،وع الجنة رايحين شهداء بالملايين و هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه.

شعارات تعبر بوضوح على أن الشعب السوري عارف طريقة، وقد حدد هدفه،والأهم من ذلك أنه يدرك ما ينتظره من ويلات ومذابح وتصفيات وإبادة إذا لم ينتصر لا سمح الله.

ويظل السؤال الأهم من ذلك كله هو هل يدرك الصامتون والمرجفون والمتباطئون والمتواطئون حتى الآن ، أن الشعب السوري قال قولته ولن يعود دون النصر أو الشهادة.

وهل سمعوا الشعب السوري عندما صرخ بالأمس :صمتكم يقتلنا؟؟

وهل يغتنمون فرصة رمضان ليكفروا عن تقصيرهم في نصرة الشعب السوري ليكون رمضان هذا العام رمضان الحسم والتغيير ويكون العيد عيدان، عيد الفطر وعيد الحسم والنصر؟؟؟