الأطفال في سورية على منصات مذابح عصابات آل الأسد

مؤمن كويفاتيه

الأطفال في سورية

على منصات مذابح عصابات آل الأسد

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

هكذا الحياة عند عصابات آل الأسد الطغمة المتسلطة في سورية ، لاقيمة لها عندهم لأبناء شعبنا العظيم الذين لاينظرون إليهم إلا شذراً ، وبالتالي لم يكن عبثاً أن نرى الكثير من الضحايا من الأطفال الذي فاق عدد الشهداء منهم والجرحى المئات على أرض سورية الحبيبة ، ولم يكن من محض الصدفة أن يكون أول من فجر الثورة في سورية هم الأطفال الذين هم مُستهدفون كما هو مستهدف النساء والرجال والشيوخ ، لأن طبيعة النظام المجرمة لاتُفرق بين صغير وكبير ، فهي تنظر الى شعبنا نظرة العبيد في مزرعتها ، وعلى الجميع ان يكون طائعاً خاضعاً راكعا ساجداً لطاغوتها ، وعندما خرج الأطفال في درعا وعددهم مايقارب الخمسة عشرة لكتابة بعض الشعارات التي تطالب بإسقاط النظام ، تيمناً بما رأوه في ثورة مصر وتونس ، واحتجاجاً على اعتقال فتاة وحلق رأسها ، لم يسع هذا النظام الأسدي أن يرى هذا المشهد من أطفال مابين العاشرة من العمر والرابعة عشرة ، ليعتقلهم ويقلع أظافرهم ويخزق أجسادهم ويحرقها ، ويلونها بكل الألوان من الضرب بالكرباج وكابلات الكهرباء ، لتشتعل الثورة بهؤلاء الأطفال الذين هزّ ماوقع بهم ضمائر السوريين بأجمعهم من هول ما فُعل بهم ، لتنطلق الاحتجاجات من بعدهم ، ويسقط في بدايتها مئات الشهداء والجرحى في درعا ، وتتبعها المدن الأخرى

فهم كانوا شرارة الانطلاق إلى الحرية والكرامة للتخلص من نظام الإجرام الأسدي ، الذي كانوا يستشعرون في ظله بالحرمان الكامل لأبسط حقوقهم ، حتى في المدارس كان يُفرض عليهم الإنتساب لحزب البعث قهراً ، من خلال إدخالهم في المنظمات المشينة كالطلائع والشبيبة رغم أنوفهم ، والتي فيها التحية الحزبية الإجبارية الشبه عسكرية باستا رح استاعد والتي تحولت الى بشار بشار ، هذا عدا عما يشعرون به معيشياً من خلال حرمان أبائهم وإفقارهم وإذلالهم ، لينعكس ذلك سلباً على بيئتهم ونفسياتهم المحطمة ، لكونهم يعيشون واقع الحرمان واغتصاب الحقوق ، مع أنهم من المفترض أن يكونوا تحت الرعاية الخاصة لإنتاج جيل المستقبل الواعي ، ولكن وبعد سلطة أربعين عاماً من سلطة آل الأسد المباشرة ، وخمسين عاماً من سلطة البعث العسكري ، تكون مجتمع بكل طبقاته ناقم بكل فئاته العمرية على تلك العصابات الحاكمة بقوة الحديد والنار ، بدءا ممن هم من سني من جيل انقلابهم العسكري عام1963 ، ومروراً بحمزة الخطيب وهاجر وثائر وتامر وابا زيد وغيرهم ، وانتهاءً بالطفل الذي استشهد بالأمس في ضواحي دمشق ، واليوم صار النظام يستخدم أسلوباً أخطر من السابق بدل القتل العمد اليومي لأعداد كبيرة ، هو بإصابتهم بجراح تُحدث لهم عاهات مُستديمة ، وعدد منهم كبير من الأطفال ، إذ بلغ على سبيل المثال عدد جرحى هذا الأسبوع بثلاثمائة ، والعديد منهم جراحات مستديمة

وأخيراً وبمناسبة "يوم سوريا العالمي" للتضامن مع الثورة السورية و من أجل أطفال سوريا كان لابد أن أُذكر بالأطفال الذين قُتلوا واعتقلوا وغُيبوا داخل السجون على مدار أربعين عاماً فيما قبل الثورة ، وأعدادهم بالآلاف ، ولازلت أذكر حملات التمشيط كالتي تجري اليوم في المدن والمحافظات والمناطق والقرى على مستوى حارتي ومدينتي حلب في الثمانينيات ، ممن دخلوا إلى المعتقلات وأعمارهم مابين ال 12 إلى 16 عام ولم يخرجوا منها إلى يومنا هذا ، أي أنهم قُتلوا غدراً على يد بلاطجة وشبيحة عصابات آل الأسد القتلة السفلة ، وحتى أنتي مازلت أذكر عندما خرجت مطلوب الرأس من تلك العصابات خارج سورية لنشاطي الحركي ، كنت حينها لم أبلغ الثامنة عشرة من العمر ، وعندما وصلت إلى الأردن كانت بلد الملجأ الذي يأوي إليه السوريين كما الوضع الآن في تركيا مليئة بالأطفال المطلوبين الذين كنت أظن نفسي صغيراً حينها بالعمر ، وإذا بي أفاجأ ببيوت الاستقبال التي زرتها مليئة بالأطفال مابين السن ال 12 وال 15 سنة ، وهؤلاء معظمهم بقوا على صداقة معي إلى يومنا هذا ، وهم الآن آباء وأجداد ، وكما اخبرني أحد المقربين من النظام جداً جداً ، عندما كنت أتكلم معه عن ظلم النظام وخاصة في الوثائق والحقوق والتعامل السيئ حتى لأطفالنا ، ليرد علي بالحرف ، بأن أطفالنا وأحفادنا سيحملون نفس الفكر المعارض للنظام ، ولذا تم اتخاذ قرار على أعلى المستويات أن لايعود أحد منكم شيوخاً وأطفالا ، وعليكم أن تبحثوا عن جنسيات أخرى وتنسوا شيء اسمه سورية ، لأن سورية الأسد لاتقبل كائنا من كان ولو كان رضيعاً ، او ممن لم يأتي بعد من رحم أمّه لكونه مُشتبه به ان يكون من المعارضة

فهذه هي عقلية نظام العصابات الأسدية على المجتمع السوري بأكمله التي لم تستثني أحد بحقدها واستهدافه ، ولذا ليس غريباً أن نجد الطفولة هي أحد الإستهدافات المركزة لعصابات آل الأسد قتلاً واعتقالاً وتعذيباً وملاحقة وانتقاماً وحقداً ، مما يدل على همجية وبربرية عصابات آل الأسد المُسماة ظلماً بالنظام ، وما هم إلا شُذاذ أفاق ومن يلوذ بهم ، ومن اجل ذلك قامت الثورة السورية المباركة لاستئصال هذه النبتة الخبيثة التي تجذرت وتموقعت وراء آلة القتلوالإرهاب لقمع أي صوت ولقمع الشعب الذي انتفض ، وطلق الخوف ثلاثاً بل الى الأبد مع أول رصاصة أطلقت عليه مع بدء الثورة ، وهو مستمر في غاياته حتى تحقيق النصر ودحر تلك العصابات ومجموعاتهم الإرهابية مهما بلغت التضحيات ، والله اكبر والنصر لشعبنا العظيم

أهم جرائم عصابات آل الأسد "النظام السوري : 

إنزال الدبابات والمجنزرات والمدرعات التي اُشتريت من أموال الشعب لجيش مطلوب منه حماية الشعب وليس لقتل الشعب ، إلى المدن والقرى السورية وقتلها عشرات الآلاف من المواطنين عام 1980 وتتويجها بالعمل الجبان الهمجي تدمير مدينة حماة فوق ساكنيها ، حتى وصل عدد ضحاياهم من المواطنين السوريين مايُقارب المائة ألف شهيد ، وعشرات الآلاف من المختفين داخل المعتقلات ، ونفي هذه العصابات لمئات الآلاف السوريين عن أوطانهم قسراً ، وملاحقتهم وذريتهم بكل وسائل الخسة وأنواع الإضرار

مجازره في لبنان بحق الفلسطينيين ، وأهمها تل الزعتر على عهد الأب ، وما يفوق عن العشرين ألف شهيد ، وأضعافهم من الشهداء اللبنانيين قُتلوا خسّة وظلماً ، وتوجها الابن القاتل بشار عام 2004 بقتل رمز لبنان رفيق الحريري رحمه الله وفضيحته في التنظيم المسلح فتح الإسلام

استجلابه للقاعدة بالتعاون مع الإيراني ، وعمل الفتنة الطائفية التي أودت بحياة مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي

*مجازر رئيس العصابة بشار الجماعية في سجن صيدنايا بسبب انتفاضتهم احتجاجاً على تدنيس القرآن ومجازر في مناطق الأكراد ، وعمليات الاختطاف الواسعة للمواطنين ، وقتل الكثير منهم في أقسام التعذيب التي سلخت جلود النّاس ، هذا عدا عن نهبه لأموال الدولة والنّاس ، وتعمده إفقار الشعب ، كما وأنّ النظام برأسه العفن مطلوب للعدالة الدولية ، ومعه 13 من أركان عصاباته ، ولكن حصانته كرئيس هي من يمنع جلبه لمحكمة لاهاي الدولية ، والمتوقع مثوله إليها قريباً بإذن الله

، إرساله للطائرات الحربية المُحمّلة بأدوات القتل ، لتحصد أرواح المدنيين الليبيين ، دعماً لأبيه الروحي الجزّارالمجرم المعتوه القذافي وأسرته اللعينة

وكان آخر جرائم بشار منذ 15 آذار 2011 ، إطلاق شبيحته في أنحاء سورية وقوات الغدر والجريمة المُسماةبالأمن ، وقتله لما يُقارب الخمسة آلاف شهيد ، وخمسة عشر ألف مُعتقل على خلفية التظاهرات ، وتوجيه الدبابات والمدرعات وناقلات الجند التي لم يوجهها يوماً إلى جبهة الجولان المحتل ، ولا إلى المعتدين الذين قصفوا وانتهكواالأرض السورية ، بل الى صدور الشعب السوري المسالم ، والمطالب بحريته وكرامته ، لعمل المجازر على غرار ماحصل في الثمانينات من فظائع وتدمير المدن ، ، ليقتل أبناء شعبنا بالرصاص الحي مباشرة على الصدور والرؤوس والمعدات العسكرية التي تم شرائها من عرق الشعب وكده ، فلم يسلم من غدرهم ونيرانهم شيخ أو امرأة ولاطفل أو شاب ، وقد مُثل بالكثير منهم وهم أحياء ، وقتلوا بدم بارد ، وسادوية مُفرطة ، وكل هذا لم يفت من عزيمة شعبنا العظيم ، الذي قال كلمته الأخيرة .... الشعب يُريد إسقاط النظام .. ولا للحوار مع القتلة.