العبد يبقى عبداً حتى ولو أصبح ملكاً

د.عبد الغني حمدو

فاقد الشيء لا يعطيه

فالعبد يبقى عبداً حتى ولو أصبح ملكاً

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

منذ ثلاثةأيام مضت والصورة لاتفارق خيالي , لافي اليقظة ولا حتى في المنام

فلم قصير عرضته الجزيرة عن مجموعة من الوحدات الخاصة السورية يعذبون ثلاثة شبان ممن اشتركوا في المظاهرات في مكان ما من سورية  , الشبان الثلاثة مكبلي الأيدي للخلف والقدمين , ومعصوبي الآعين وينهالون عليهم ضرباً ولكما وعلى القلب وكسر الظهر , وينتهي المشهد بأخذ صورة تذكارية وهم يصعدون على ظهور هؤلاء المعتقلين , ولا يظهر في الفيلم أي حركة تنم عن وجود حياة عند هؤلاء الأسرى

الجندي الذي يضرب الضحية بكل قسوة وحقد ولؤم ومعاونيه في الضرب , فكأنه محقق يحقق مع المعتقل لكي يعترف بجريمته التي فعلها , او بالآحرى قام فيها هؤلاء المعتقلون من جرائم يستحقون  تلقي هذا التعذيب الرهيب

الجندي فقط يقول له كلمة واحدة , لم يقل له عميل ولا جاسوس ولا خائن ولا مجرم

فقط يقول له (بدك حرية باللهجة العلوية) وينهال عليه ضرباً وفتكاً

هذه العبارة وهذا التعذيب الوحشي سُمع وشوهد في العالم أجمع , فهل هي كلمة عابرة , أم هي حقيقة واقعية على الآرض في أن النظام السوري ينظر للشعب السوري بأنهم فقط من العبيد ؟

في عام 72قبل الميلاد اندلعت ثورة ضد الإمبراطورية الرومانية والتي سميت ثورة العبيد بقيادة سبارتكوس وكادت أن تقض علي الإمبراطورية الرومانية في حينها واستخدمت الإمبراطورية الرومانية كل قوتها حتى قضت على هذه الثورة

فهل النظام السوري يعتبر الثورة السورية هي ثورة العبيد ؟

في زمن الرق والعبودية كان إذا تمرد العبد على سيده أمامه سبل ثلاثة , إما أن يقتل , أو يعذب عذاباً شديداً , أو أن يباع في سوق النخاسة , أو أن يخصى

والمواطن السوري الآن امامه هذه الإختيارات ولكن بصيغة مغايرة نوعاً ما , إن طالب بالحرية فأمامه إما القتل , أو التعذيب والتقطيع والإغتصاب والخصي, ومن ثم نزع الأعضاء الداخلية وبيعها في الآسواق والتي تشتري الأعضاء البشرية , أو التوبة بعد هذا التعذيب وتأليه بشار الأسد والسجود لصورته , وهذه الأمور كلها مصورة وموثقة , وقد شاهدنا كيف يعرى المعتقل وتعصب عيناه وتقيد يداه ويجر من رقبته بحبل , كما كان يفعل في العبيد تماماً , وكيف يعطش المعتقلون ويرشون الماء بجانبهم حتى يهتفوا بربوبية بشار ,ومرد كل هذا القتل والتعذيب وانتهاك الحرمات والإغتصاب فقط لأجل كلمة حرية , ويبيع الوطن كله لإيران وحزب الشيطان وعصابات المخنث الصدر في العراق

فهل يستطيع أن يقول أي مساند لهذا النظام المجرم عكس ذلك ؟

فهذه حقائق هم من يفتخرون فيها والآدلة موجودة بالصوت والصورة

أسأل كل سوري يعيش في داخل سورية ومازال صامتاً :

أليس هذا دليل أمام عينيك أن هذا النظام لايعتبرك إلا عبدا تباع وتشترى وتقتل وأنت تقول سمعاً وطاعة

فكل شخص سوري يطالب بحقه فمصيره كمصير مئات الآلاف من السوريين الشرفاء والذين تمت تصفيتهم من قبل هؤلاء السفاحين ومصاصي الدماء

فأي رجاء وأمل ترتجي أيها السوري من مجموعة من المجرمين تحكمك وتعتبرك عبداً مملوكاً ؟

وكل من يراهن على الحوار والصلح مع النظام وعن الإصلاح أقول له كلمتين فقط (متى كان للعبيد رأيأ وحقوقاً عند أسيادهم ؟)

فالكلب الشارد عندهم له أهمية كبيرة أكثر منك , بينما كرمك الله في أنك نشأت حراً ومن عائلة حرة ولم يشترك بشار ومجرميه بمالهم حتى تكون عندهم لاتساوي جرثومة

فطالما هذا النظام هو عبداً عند الصهيونية العالمية وعند القوى الكبرى في العالم , فلن ينظر لمن يحكمهم إلا عبيداً , وفاقد الشيء لايعطيه فهل العبد يعطي الحرية لعبد يقع تحت سلطته ؟

والسؤال الأخير لأهل حلب :

هذا هو الواقع فهل تريدون الحرية أم تريدون العبودية ؟

ولكم حرية الإختيار