حادثة القطار اليوم هل هي جريمة

د.عبد الغني حمدو

حادثة القطار اليوم هل هي جريمة

أم أنها لاتعدو انحراف عادي ؟

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

عندما يشعر الإنسان بالجوع فهو دليل على حاجة الجسم للطاقة واستمرار الحياة , وعندما يستخدم الإنسان وسيلة نقل معينة وعنده حرية الإختيار فسوف يختار الوسيلة والتي توصله للمكان المقصود بأقل جهد وأقصر وقت

ومن هنا نستطيع القول أن وراء كل عمل هدف , والهدف هو الوحيد الدافع للعمل , فالأنسان يعمل حتى يعيش بمستوى يليق فيه , أي لاعمل بدون مصلحة

فلو فرضنا أن حادثة القطار هو عمل تخريبي , وهنا لابد أن يرد أمامنا السؤال المهم ألا وهو :

ماهو هدف المخربين من تخريب سكة القطار والذي أدى لخروج القطار عن مساره ؟

فلو قلنا أن هذه العصابات حسب ادعاء النظام أنها مجموعات تخريبية هي التي ألهبت الشارع السوري ضد النظام وهي المحرك للثورة السورية

ولكن يعود السؤال نفسه ليحط في الواجهة , ماهو مصلحة هذه العصابات في قتل أكبر عدد من المدنيين السوريين والأبرياء ؟

قد يقول أحمد الحاج علي بوق النظام , هدفها القتل وترويع الناس , فهو هذا مبدأها ؟؟؟؟!!!!!

على سبيل الفرض كلامه صحيح , وعلينا اسقاط هذا الرأي على أرض الواقع , ومنها نعرف من هي تلك العصابات الإجرامية والتي هدفها قتل الناس فقط والتخريب والتدمير

مع نهاية الشهر الرابع من الثورة السورية وبداية الشهر الخامس ومتابعة الذي جرى على الأرض وما زال يجري , لم يستطع الإعلام الرسمي أن يصور حالة فردية واحدة عن وجود هذه الجماعات , وكل الذين استشهدوا رحمهم الله جميعا إنما تم على أيدي عصابات النظام المجرم من الجيش والأمن والشبيحة وتوابعهم , ولم تسجل حالة واحدة حتى الآن أن الذين قاموا بعمليات القتل كانوا من الشعب السوري الثائر ضد النظام , والدليل لم تظهر حالة هجوم واحدة على المظاهرات المؤيدة من قتل أو ترهيب أو تفجير من قبل المناوئين لنظام العهر هذا

وبالتالي فقد نجد من تكتيكات النظام اللجوء لتفجيرات ومفخخات يصنعها بنفسه وإلقاء المسئولية على الثورة , لكي يثبت ادعائه من أن سورية تتعرض لإرهاب تكفيري بتفجيرات كثيرة ,تكون النتيجة واضحة لكل ذي لب مهما اختلفت الثقافات أن الفاعل هو عصابات النظام في حال إن افترضنا أن الحادثة عمل تخريبي , والقصد منها العودة لإسلوب المقبور الأب في الثمانينات لإلقاء اللوم على المناوئين له , والنظام الحالي حتى يثبت ادعاؤه ونغمته والتي مانفك عنها أن الثورة يقودها مجموعات تخريبية تكفيرية إقصائية , ولا تتورع  عن قتل الناس وبالتالي يعتقد أن المؤيدون للثورة سوف يتخلون عنها

 ويركز النظام في اعلامه على وجود هذه العصابات في حمص , ونفذت العملية في مكان قريب من حمص , ليلقي المسئولية على هذه الجهات والتي ليس لوجودها أي أساس من الصحةهذه الجهات

يبقى هناك احتمال وارد وهو أن حادثة القطار لاتخرج عن كونها انزلاق عن السكة نتيجة خلل فني في القطار أو عدم الإهتمام بصيانة سكة الحديد من قبل المنشأة العامة للسكك الحديدية , والكل يعرف الإهمال الفظيع في القطاع العام في سورية , ومنها الإهتمام بالطرق

ويرجح هذه الحالة أن انزلاق القطار كان في منطقة لم تكن خطرة والحمد لله , وفي مكان تأخذ السكة فيه منحى واتجاه منحني ولم يكن مستقيم  , بحيث يكون قد أصاب البراغي نوع من الإهتراء لم تستطع تحمل القطار فانزاحت حديدة السكة عن مكانها وحصل الإنزلاق وبالتالي قلت الخسائر

والنظام هنا يريد أن يستغل الحادث لصالحه , والتهويل ضد الثورة , في الحالة الأولى إن كان الحادث حادثاً تخريبياً , أو إن كان الحادث تقنياً لاغير

ولكن لن تفيد النظام المجرم هذه الألاعيب كادعاءاته السابقة والتي فشلت تحت أقدام أبطالنا الثوار , فالنظام ساقط لامحالة وقريباً بإذن الله تعالى