أيها القتلة الوحوش
ألم يكفكم خمسين سنة وأنتم في القتل تمرحون؟
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
من تاريخ الدولة الفاطمية أو العبيدية وتعذيبهم لأهل السنة اقتيد الإمام أبو بكر النابلسي من دمشق إلى مصر موضوعاً في قفص من خشب, وعندما سأله جوهر الصقلي بوجود (المعز) , أنت القائل لو كان مع الرجل عشرة سهام فعليه أن يرمي الروم بسهم ويرمي التسعة فينا , فقال أبو بكر النابلسي , قلت لو كان مع الرجل عشرة سهام لرماكم بتسعة والعاشر فيكم أيضاً , فأمر المعز يهودياً بسلخ جلده من الرأس وهو نازل للآسفل , وبدأ اليهودي بسلخ جلد الرجل , والشيخ يقول (كان ذلك في الكتاب مسطورا) وعندما وصل إلى الرقبة رق قلب الرجل فطعنه في قلبه فاستشهد رحمه الله تعالى
وللذكرى أيضاً من كثرة جرائم الدولة العبيدية في المغرب العربي قامت ثورة ضد هم وكانت الفتوى اقتلوا كل من وجدتموه منهم ولا تتركوا طفلاً ولا امرأة ولا حيواناً , وحتى حيواناتهم اقتلوها ولا تأخذوها غنائم , وانتهت الدولة العبيدية بذلك في المغرب العربي , ومؤسس الدولة العبيدية عبدالله بن مأمون القداح وهو ذو أصل فارسي وليس عربي كما ادعى من نسل آل البيت .
مالذي جرى ويجري في سورية ؟
أنا لاأخاطب إلا القتلة ولا أوجه كلامي إلا لهم
في الماضي كان هناك شهداء كثر في زمن حافظ الوحش ومعتقلين بعشرات الألوف ومشردين بمئات الآلاف واستمر مشوار الدم والإعتقال والتشرد والمحاكم الميدانية والإبادات الجماعية في المعتقلات السورية , والذي استطاع الإفلات وهرب خارج البلاد , لم يستطع العودة لوطنه حتى ولو كان ميتاً فكان حافظ الوحش يمنع دفن المتوفي خارج البلاد في سورية , والذي يموت أو يقتل داخل المعتقلات كان لايسلم لذويه ولا يعرف قبره
ولم يتغير الحال كثيراً باستلام الوحش الصغير , وعندما ضاقت الناس ذرعا بالتسلط والجبروت واعتبار البلاد مزرعة خاصة له وللمقربين , انتفض الناس في مظاهرات تنادي بالحرية وبالعدل والمساواة
فلم يكن الرد على المتظاهرين بخراطيم المياه ولا بالقنابل المسيلة للدموع , وإنما بالرصاص مباشرة ومن مختلف أنواع الأسلحة ضد المتظاهرين المسالمين
والإعتقالات العشاوائية وقتل وتشويه الأسرى وسرقة الأعضاء وبيعها في الأسواق السوداء , واباحة حرمة البيوت والمحلات وأموال الناس , وسلخ الجلود وقتل الأطباء المسعفين والأطباء المنتمين للطاغي هم الجزارون في المستشفيات
صحيح أن الظلم الذي كان في زمن حافظ والقتل والإجرام , ولكن لم نسمع حادثة واحدة مؤكدة عن عملية اغتصاب في السجون والمعتقلات , ولكن في هذه الأيام في ظل هذا الوحش الصغير ,إن مايجري في المعتقلات شيء لايصدقه العقل إلا إذا كان مطلعاً على جرائم القرامطة والدولة العبيدية ضد أهل السنة , والمليشيات الشيعية في العراق , فالإغتصاب من كلا الجنسين هو الصفة المميزة لجرائمهم وكذلك سلخ الجلود وهم أحياء وتعرية المعتقلين في السجون السورية بدعة أمريكية , وإجبار المساجين على اغتصاب بعضهم بعضا , ووضع المساجين في أقفاص بعضها فوق بعض لأيام طويلة ولا يخرجوا منها ليلاً ولا نهاراً وإنما يقضون حوائجهم على بعضهم
هذه هي نماذج بسيطة من جرائمكم أيها القتلة والمجرمون والوحوش
نعرفكم من أنتم , وعندما تعرفون من تكونون , فمتعة السادية تزول وقتها وبعدها لتفكروا ملياً بالآتي :
كل من يقوم بهذه الجرائم معروف للجميع , ومن هم القتلة ومن هم الوحوش
هل فكرتم يوما بالمستقبل الذي ينتظركم , هل فكرتم بمستقبل أبنائكم وبناتكم ومستقبلكم , التاريخ البشري كله مراحل وما سادت أمة على الدوام , وكل فئة لها دور ثم ينتهي دورها لتصعد بديلاً عنها أمة أخرى
الثورة ستنتصر بإذن الله تعالى قريباً وغصباً عنكم مهما فعلتم من إجرام , فهل تعتقدون أنه سيكون هناك نسيان لجرائمكم وسيتم العفو عنكم , فهل تركتم من فضل حتى لايتم نسيانه ويكون المسامحة من أجله؟ ولن تستمر سلمية للآبد وعندها علينا وعلى أعدائنا
فقد بلغ السيل الزبى فكفاكم إجراما وقتلاً واتركوا شيئاً لدنياكم ومستقبلكم ومستقبل أولا دكم حتى لايأتي وقت وهو ليس بطويل وتقولون ياليتنا سمعنا هذا ووعيناه , ولن ينفعكم الندم بعدها أبداً.