طبيعة العلاقة بين نظام دمشق وواشنطن

د. ياسر سعد

د. ياسر سعد

[email protected]

يوم السبت 18 حزيران كتبت هيلاري كلينتون مقالا في صحيفة الشرق الأوسط جاء فيه: " فإذا كان الرئيس الأسد يعتقد أنه يستطيع المضي في ما يقوم به دون عقاب لأن المجتمع الدولي يأمل في تعاونه في القضايا الأخرى، فهو أيضا مخطئ في هذا. ومن المؤكد أنه يمكن الاستغناء عنه وعن نظامه". 

وفي يوم الاثنين 11 تموز صرحت كلينتون "لو اعتقد أحد بمن في ذلك الرئيس الأسد أن الولايات المتحدة تأمل سرا أن يخرج ذلك النظام من هذه الفوضى كي يواصل وحشيته وقمعه.. فهو مخطئ"، وتابعت "الرئيس الأسد ليس شخصا لا يمكن الاستغناء عنه ولا نعول في شيء على بقائه في السلطة مطلقا".

 قراءة لما بين السطور تكشف عن ترتيبات سابقة وعميقة بين نظام بشار وواشنطن، لاحظ عبارة " لأن المجتمع الدولي يأمل في تعاونه في القضايا الأخرى" وعبارة " أن الولايات المتحدة تأمل سرا أن يخرج ذلك النظام من هذه الفوضى"، و "الأسد ليس شخصا لا يمكن الاستغناء عنه".

ما هي القضايا الأخرى والتي يتعاون فيها نظام الأسد مع المجتمع الدولي؟ ولماذا يظن بشار أنه شخص لا يمكن الاستغناء عنه؟ النظام السوري قدم خدمات جليلة للغرب وللولايات المتحدة في ما يسمى بالحرب على الإرهاب وفي ضبط حركات المقاومة واختراقها وفي المحافظة على أمن واستقرار الدولة العبرية وفي ملفات كثيرة على حساب السيادة والمبادئ ستكشفها الأيام.

النظام السوري لجأ للشعارات الصوتية والجعجعة الإعلامية للتغطية على أدواره المشبوهة. أليست أكبر الخدمات والتي تقدم للخارج تكمن في تدمير مقومات الدولة وتحطيم اقتصادها، وإهانة مواطنيها وإشغالهم بلقمة العيش المرة وبالخوف من الأجهزة الأمنية القذرة؟!