من أجل خاطر المجرمين وعصابات المافيا في سورية لننسى الماضي
من أجل خاطر المجرمين وعصابات المافيا
في سورية لننسى الماضي
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
أثار انتباهي في مؤتمر التشاور في دمشق كلمة قالها فاروق الشرع لننسى الماضي
كلمة جميلة تقال عند محاولة الصلح بين شخصين أو فريقين متخاصمين , ارتكبت الأخطاء المتراكمة بين الفريقين وتجاوزت تلك الأخطاء محدوديتها في طرف واحد , وإنما اشترك في هذه الأخطاء كلا الفريقين , ولا بد للصلح هنا من تجاوز الماضي والبدئ بوضع يكون فيه الخير للجميع
نسيان الماضي في سورية وتجاوزه كنا ندعوا لهذا النوع قبل سنتين أو ربما أكثر , ولكن النظام لم يهتم بهذه الدعوات من حيث أن الصراع وقتها كان بين المعارضة وبين النظام , والأخطاء المتراكمة من تصرف الطرفين ولكل طرف عنده الحجة في اتهام الطرف الآخر بالأخطاء , فكان وقتها يمكن تناسي القديم وتجاوزه للبديء بحياة جديدة يعمها الوئام بين جميع الأطراف للوصول لحياة أفضل هي لصالح الجميع
أما ماحصل بعد انطلاق الثورة الشعبية في سورية , فلم ترتكب الأخطاء من الطرفين , وإنما كانت التصرفات التي قاوم فيها النظام الشعب والذي يطالب بحقوقه لم تكن أخطاء وإنما خطة ممنهجة مع الإصرار على تنفيذها في منع الشعب من الحصول على متطلباته , واستخدم لذلك كل سبل القوة والإجرام والإذلال لإخماد صوت حق الشعب في التعبير عن طلباته والحصول على حقوقه
فلو قال فاروق الشرع حتى يمكن لنا تجاوز الماضي وبمآسيه سيتم تشكيل لجنة قانونية مستقلة لها كامل الحق في توجيه الإتهام لكل من تثبت إدانته بارتكاب جرائم ضد المتظاهرين وضد الشعب السوري وبأثر رجعي ومحاكمته , وهذه اللجنة تتشكل من رجال قانون من المعارضة ومن الدول العربية , وخبراء قانون مستقلون من الدول المتقدمة , وحتى لاتكون سياسية ولها تفسيرات سياسية, ولا يمكن أن يفلت منها أي شخص مهما كانت حصانته الدبلوماسية والمكانة السيادية , في هذه الحالة لهذه الكلمة يكون لها معنى جيداً وذات أثر إيجابي في تجاوز الماضي , بينما شخصيته يدعو لتجاوز الماضي وعصابات القتل والشبيحة والمجرمين سيبقون في مكانتهم القيادية والإجرامية , فهل يتفضل نيابته والتي ليس لها معنى كيف يمكن تجاوز الماضي والقاتل والمجرم هو الذي سيقود المستقبل ؟