هكذا رأيت المقاومة الايرانية في باريس
هكذا رأيت المقاومة الايرانية في باريس
أحمد هزاع*
برغم قصر الفترة الزمنية التي أمضيتها بضيافة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في باريس، لکنها مع ذلك قد حملت في ثناياها الکثير من الدروس و المعاني و العبر البليغة و اوحت لکل إنسان لبيب يمتلك ضميرا حيا و فطرة نقية الکثير من الافکار الجميلة. هناك في باريس، ومنذ اللحظة الاولى لوصولي، فوجئت بالحفاوة البالغة و الحماسة الملفتة للنظر و التي لمستها عند استقبالي من قبل الاخوة الذين کانوا ينتظرونني في مطار شارل ديغول الدولي على الرغم تواضع إمکانياتهم و محدودية اوضاعهم من مختلف الجوانب، غير أن المرء يتفاجأ و ينبهر باساليبهم و طرقهم اللطيفة و الرقيقة لإستقبال زوارهم و الاحتفاء بهم. منذ اللحظة الاولى لإلتقائي بهم، وضعوني في إطار و وضع بحيث أتصور بأنني في بيتي و بين أفراد عائلتي، وکانوا دائما يطلبون و يلحون في أن أرفع التکلف و أخاطبهم وکأنني صاحب الامر وليس مجرد ضيف. والاغرب من ذلك، أنك کنت ترى حماسا و حبا و عاطفة سامية ترفل في عيون کل فرد من أفراد المقاومة الايرانية الذين کنا نراهم او نلتقي بهم في باريس سوى في الفندق او أي مکان آخر، کانت البسمة الرؤومة المرتسمة على وجوههم تزرع في داخلنا الثقة و الطمأنينة، لقد کانوا بحق سفراء مثاليين و نموذجيين لقضيتهم و رسالتهم النبيلة من أجل غد أفضل لإيران و شعبها النجيب الذي عانى الامرين من النظام القمعي الطائفي الحالي، لم يکونوا يملوا او يبين التعب عليهم و على تصرفاتهم أبدا وانما کانوا أشبه مايکونوا بالمندفع من أجل معشوقه و لايتورعوا من بذل أي شئ في سبيله و لأجله، هذا الامر لم ألمسه او أشعر به لوحدي وانما وجدته متجسدا لدى معظم الاخوان و الاخوات العرب الآخرين من البرلمانيين و الساسة الذين شارکوا في مهرجان التضامن السنوي مع الانتفاضة الايرانية و سکان أشرف والذي کان متميزا هذا العام و مخلتفا عن غيره من الاعوام بشکل ملفت للنظر، إذ حضره جمع غفير من أبناء الجالية الايرانية کان يزيد على 100 ألف شاهدت فيهم حماسة استثنائية غريبة، فقد کان الجميع يهتفون حبا و إخلاصا للمقاومة الايرانية و لرئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية السيدة الفاضلة مريم رجوي، کما لفت نظري ذلك التآزر و التعاضد العالمي القوي و الفعال مع القضية الايرانية التي ترفع لوائها السيدة رجوي.
لقد شاهدت و لمست عن کثب، قوة إنتماء و إلتصاق عند کافة الاخوة و الاخوات من أعضاء منظمة مجاهدي خلق و التي تشکل عضد و اساس المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، لقضية شعبهم و حرصهم الدؤوب على إيصال صوت الحق الذي يمتلکونه و يعکسونه و يجسدونه خلال نضالهم المستمر الى کافة أحرار العالم، والحق لايملك المرء سوى أن يغبطهم على ذلك و يحيي فيهم هذه الروح الدفاقة المثابرة.ولم يکتف الاخوان و الاخوات في المقاومة الايرانية بإستضافتنا داخل فنادقنا و إکرامنا بأفضل الصور، وانما استضافتنا السيدة الرئيس مريم رجوي في دارها و أکرمت وفادتنا بأبلغ صورة، وهناك وأمامها لم يمتلك قاضي قضاة فلسطين السابق سماحة الشيخ تيسير التميمي نفسه إلا وان طرح إقتراحا بتشکيل قوافل إنسانية لإغاثة سکان أشرف أملا في کسر الحصار الجائر المفروض عليهم من جانب القوات العراقية بدفع و تحريض من جانب النظام الايراني، وهو إقتراح لاقى صدى و ترحابا کبيرين من جانب الحضور و وعدوا خيرا بتفعيله و تطبيقه على أرض الواقع.
*عضو المجلس التشريعي الفلسطيني.