شاهد عيان
كما وصلتني من صديق من جدة ولا أدري إن كان هو الذي سمعها أم نقلا عن ناقل
اليوم كان عندي أحد أصدقائي قدم أمس من دمشق وأكد لي أن علماء الشام وللأسف فقدوا مكانتهم في المجتمع إلا ما رحم ربي كأسامة الرفاعي وكريم راجح ، وأصبح المصلون في دمشق ينزلون الخطباء عن المنابر في وسط خطبة الجمعة إذا لم يخطبوا عن ثورتهم ، وقد حصل هذا في مساجد عديدة من مساجد دمشق، وقال لي أن الصوت الآن لا نسمعه إلا من الشيوعيين والاشتراكيين والمسيحيين والاسماعيليين أما العلماء الربانيين فغائبون عن الساحة ومتمترسين بفتاواهم البالية عن الخروج عن الحاكم والكفر البواح وما إلى ذلك من لوي أعناق النصوص النبوية وإلى الله المشتكى، وأخبرني أنه على علاقة شخصية بأحد أبناء الشيخ البوطي وأكد أن كل أفراد عائلة البوطي وأبناءه التسعة ضده في مواقفه ما عدا ابنه د توفيق ، وأن أبناءه يسألونه عن أسباب موقفه هذا فيجيبهم بأنه مطلع على أمور لا يستطيع الإفصاح عنها لأحد!! ، وقال أن الفلتان الأمني في سوريا شيء واضح وصارت حارة كل مين ايدو الو ، والأهم أن الأمن قد أنهك تماما وهم لا ينامون ليلا ولا نهارا منذ ثلاثة أشهر وقد مل الأمن هذه الحالة وليس! لهم جلادة على ذلك فهم متعودون على العربدة ليلا والتسكع والسلبطة نهارا ، كما أفاد أن الريال السعودي وصلت قيمته 14,30 ليرة ومن المتوقع أن تصل قيمة الدولار الأمريكي 200 ليرة إذا استمر الوضع على ما هو عليه شهرين آخرين ، وقال أن المواد التموينية بدأت تنفد والطحين متوقع أن ينتهي وكيلو السكر صار سعره 60 ليرة والمازوت مقطوع من المحطات ، وهذا من شأنه إشعال الثورة أكثر مما هي عليه ، وأفاد أن إطلاق النار مستمر داخل القطع العسكرية بين الضباط الموالين للثورة والموالين للنظام، وأخطر ما قاله أن جبل قاسيون مزروع زرعا بالصواريخ الموجهة على دمشق وإذا اشتعلت حربا لا سمح الله فسيحرقون دمشق على من فيها في دقائق ، وقال أن كتيبة كاملة مزروعة على الجبل لحماية القصر ، والمهم أن الدولة بأمس الحاجة لإنهاء هذه المشكلة قبل رمضان لأن الشعب سينهيها في رمضان إن شاء الله وستكون في كل يوم يوم جمعة بعد صلاة التراويح وسيصلي من لا يصلي بالعادة وسيخرج من لم يكن يخرج وسيصبح الأمن في حيص بيص وسيفقدون السيطرة تماما تماما، وأفاد أن كل التجار في سوريا في توجس رهيب مما ستؤول إليه الأوضاع فالليرة السورية في تد! هور والمال شحيح بيد الناس وهم لا يستطيعون رفع الأسعار رفقا بالشعب وبنفس الوقت يخسرون بسبب هبوط العملة والدنيا صارت شوربة ، والأهم أن البنك المركزي سيعلن إفلاسه إن استمر الوضع أكثر من ستة أشهر ... وصديقي هذا تاجر دمشقي يعرف ما يقول وليس شخص عادي.. وأخبرني عن قصص حية سمعها من ذويها بأذنه ولم يحكيها له أحد قيل عن قال ، وعن انتهاك الأعراض في درعا شيء لا يوصف حكاه له أصحاب العلاقة ، ومداهمات المنازل تتم بواسطة 15 عنصر أمن لكل منزل يقتحمون البيت على ساكنيه في آخر الليل تجدهم فوق رأسك في غرفة نومك فجأة ويكسرون ويبطشون وينهبون ويسرقون ويضربون هذا في أقل الحالات إذا لم ينتهكوا الأعراض. ولكن من ناحية أخرى فإن التصدي المسلح من قبل الثوار على فروع الأمن في بعض نواحي درعا وفي جسر الشغور حقيقة صحيحة. وقال أن ما أدركه كل الشعب السوري باختصار أن إسرائيل تريد بقاء النظام وستدافع عنه لأخر لحظة وإذا أرادت اسرائيل شيئا فستقطع لسان أمريكا وأوروبا وحتى تركيا ، والدليل أن تركيا من أسبوعين تقريبا لم تصرح بأي تصريح شديد اللهجة ضد سوريا ، واليوم أفادت صحيفة بريطانية أن أمريكا تتفق مع النظام على خطة إصلاحية شاملة يقودها الأسد!! في تغير جذري بمواقف أمريكا حتى! بالتصريحات ، وقد تضحي أمريكا بماهر وبعض السفاحين على أن يبقى النظام، وأصبح الشعب السوري يعلم أنه ليس له بعد الله إلا استمرار ثورته السلمية وتقديم المزيد من الشهداء حتى تمل اسرائيل أو تخاف. ولذلك فإن الشعب في دمشق خاصة منقسم ثلاثة أقسام : قسم ثائر مناضل مقدم وقسم يائس بسبب بطش العدو وعدم وجود النصير لا من قريب ولا من بعيد فهو مقتنع أن هذه الثورة لن تؤدي لإزالة النظام لأنه أقوى منها وقسم ضئيل جدا منافق. وأكد لي صديقي أن دمشق لو قامت قومة رجل واحد وثارت عن بكرة أبيها فستجدون بشار وإخوته في أبعد منفى خلال دقائق أبعده الله، وأكد لي أن الشيخ راتب النابلسي على قائمة الممنوعين من السفر في المطار وهناك قائمة طويلة في المطار للممنوعين من السفر خارج البلد، وأفاد أن من يعيث في الأرض الفساد هم الشبيحة بالدرجة الأولى وليس الجيش وراتب الشبيحي الواحد 2000 ليرة باليوم وهي لا تشبع مجرم شبيحي ولا تتناسب مع ما يقدمه من جهد وتحمل للمسؤولية في حفظ النظام !! لذلك فيدهم مطلقة في النهب والسلب كما يشاؤون من البيوت والمحلات،، وقال أن دخول الجيش لمدينة هو المقدمة لدخول الأمن ثم الشبيحة ، ومعظم ! الجيش شرفاء ومعظمهم ينبهون السكان بأن الأمن قادم وراءهم وينصحونهم بلزوم منازلهم. وقال لي كما نعلم جميعا أن ما حصل ويحصل في سوريا معجزة ، بل قال لي حوارا دار بينه وبين أحد المتظاهرين حين سألأه صديقي بماذا تشعر وأنت في المظاهرة؟ فأجابه : هل تعرف لذة أجمل من ممارسة الحب مع زوجتك؟ فأجابه صديقي :لا ، فقال له إن الخروج في المظاهرات والبوح بما في نفسك دون خوف هو في لذته أجمل من كل لذة ممكن تخيلها .. فقلت في نفسي والله ما هذا إلا من عند الله الذي ثبتهم وأذهب عنهم رجس الشيطان، وأخبرني أن المصلين يذهبون إلى جامع الحسن بالميدان قبل صلاة الجمعة بوقت مناسب فيجدونه مليء بالأمن والشبيحة وروائحهم كريهة تدنس المسجد وقرفهم واضح وأشكالهم معروفة وهم يملؤون المسجد قبل الصلاة ومع ذلك فالناس تذهب وتتحدى وترى باصاتهم على باب المسجد وترى عصيهم الكهربائية معهم ومع ذلك فلا يوجد للخوف مكان في قلوب المصلين. أما ما حدث في حماه أمس فقد أذهل السوريين أنفسهم ولم يبق في حماه ولا حتى شرطي مرور كما قال صديقي، والله بستر من قادم الأمور والأيام ..
وما النصر إلا من عند الله اللطيف الخبير،،