اجتماع تشاوري داخل سوريا لتوحيد صفوف المعارضة

بهية مارديني

اجتماع تشاوري داخل سوريا

لتوحيد صفوف المعارضة

بهية مارديني

كشف ناشطون سوريون لـ"إيلاف" أن شخصيات معارضة ستعقد لقاءً تشاورياً في دمشق يوم الاثنين المقبل يهدف إلى بحث الوضع الراهن وكيفية الانتقال لدولة ديموقراطية يحكمها القانون، وذلك تزامناً مع اتساع نطاق الاحتجاجات المناوئة لحكم الرئيس بشار الأسد.

القاهرةكشف ناشطون سياسيون سوريون لـ"إيلاف" النقاب عن التحضير عقد لقاء تشاوري يضم شخصيات معارضة مستقلة يوم الاثنين في فندق الشيراتون في دمشق دون أن يضم أية شخصيات من السلطة أو الأحزاب السياسية. وقال الناشط السياسي لؤي حسين في اتصال هاتفي أجرته "إيلاف" إلى دمشق: "هو لقاء تشاوري لشخصيات ومواطنين سياسيين غير حزبيين من المعنيين بالشأن العام".

وردًا على سؤال حول إن كان هذا الاجتماع هو ذاته مؤتمر الحوار الوطني، قال حسين: "لم نكن نعد لمؤتمر كنا نعد للقاء تشاوري"، وحول سبب استثناء الأحزاب السياسية المعارضة في الداخل بيّن "لم نستثنِ أحدا، هو اجتماع لهذه الفئة، فئة المعنيين بالشأن العام المستقلين، ولا تنطبق هذه الدعوة على الأحزاب". وحول عدد المشاركين أجاب "سنحاول أن يكونوا مائتا مدعو من الداخل والخارج".

 وأشار إلى "أن الضيوف من الخارج سيكون عددهم ليس بالكبير، لأن الفترة الزمنية هي أربعة أيام بين توجيه الدعوة والاجتماع، لذلك الوقت غير كافي"، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى "أنه سيأتي بعض المستقلين من خارج سوريا بالتأكيد كما أن هذا الاجتماع لن يكون الأخير وإن كان الأول". وقال "أخطرنا الدولة بهذا الموضوع ولم تبد مانعا"، وحول المؤسسة أو الهيئة الداعية في ظل عدم وجود هيئات في سوريا أضاف: "هذا الاجتماع باعتباره تشاورياً، فاعتبرناه دعوة من قبل مستقلين، فليس هناك دعوة من هيئة معينة".

وبخصوص أجندة اللقاء الذي يأتي الكشف عنه في ظل تأزم المشهد في سوريا، قال الناشط لؤي حسين "بحث الوضع الراهن وكيفية الانتقال إلى دولة ديمقراطية مدنية ودور النخب في هذا الانتقال"، واعتبر "أن هذا اللقاء يشكل خطوة جديدة باتجاه العمل السياسي العلني"، ولم يتوقع حسين أي موقف سلبي من الأحزاب في سوريا تجاه هذا اللقاء "لأن مثل هذا الاجتماع يساهم في الحياة العامة في سوريا ولا يتعارض مع مساعي وأهداف القوى الحزبية".

وأكد "لن يكون هناك شخصيات من السلطة، وان مدة اللقاء يوم واحد فقط، كما أن تمويله مشترك من قبل المجتمعين".

اللقاء.. محاولة لتوحيد صفوف المعارضة

من جانبه، قال الدكتور هبثم بدرخان رئيس لجنة العلاقات الدولية لفدرالية المغتربين لعموم روسيا لـ"إيلاف" أنه "تقرر تحويل المؤتمر في دمشق للمعارضة في الداخل إلى اجتماع وتم الحفاظ على مكان وموعد انعقاده في يوم الاثنين القادم في فندق الشيراتون قاعة امية الساعة 12 ظهرا بتوقيت دمشق وتم توجيه الدعوة إلى ما يقارب اربعمائة شخصية من الداخل والخارج من أبناء سورية ومن المتوقع حضور 250 شخصية وسيكون هناك ضيوف تشارك على الويب"، في إشارة إلى وسائل الاتصال الحديثة كالإنترنت والفيديو كونفرس.

وأضاف" أن الدعوة وجهها ميشيل كيلو ومنذر خدام ولؤي حسين كشخصيات مستقلة، وسيتم الحضور كشخصيات مستقلة حصرا، وليس كممثلي عن الأحزاب تمهيدا للمؤتمر العام للمعارضة." وأضاف سيحضر الاجتماع شخصيات دون إطار حزبي لتنسيق مواقف المستقلين وليكونوا جاهزين لاجتماع موسع مع إطراف المعارضة.

وقال "من الذين وجهت إليهم الدعوة في الخارج الدكتور برهان غليون، وفرح اتاسي". واعتبر "أن الاجتماع هو عبارة اجتماع تشاوري للمعارضة المستقلة في الداخل وسيصدر بيان وربما يتم تشكيل هيئة تأسيسية".

ولفت إلى أن ممثلين عن التنسيقات والشبان سيشاركون في الاجتماع الذي يهدف إلى خروج المعارضة المستقلة بموقف توافقي واقتراح ورقة عمل".

وحول موقفه الشخصي من الاجتماع وما يجري على الأرض من تطورات، قال "باختصار، نحن الآن أمام مرحلة جديدة من تطور الثورة، هي مرحلة كسب الرأي العام الصامت.. وإذا لم نستطع أن نتفق منذ الآن على تكوين جبهة معارضة موحدة، فلا مانع من أن تعين قوى المعارضة المنظمة المختلفة ناطقا رسميا لكل منها، ينطق باسمها، فيكون للتنسيقيات ناطق رسمي أو أكثر، ولإعلان دمشق ناطق رسمي، وللتجمع الوطني الديمقراطي ناطق رسمي، وللمعارضة الكردية ناطق رسمي أيضا.

ورأى بدرخان أن الاجتماع سيكون أيضا رافدا من روافد المعارضة بمعنى آخر أنها نقطة للتقارب وتوحيد صفوف المعارضة وأظن المعارضة الداخلية تبقى الأساس لكل تحرك"، ورحب بهذه الخطوة.

وكان السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد قال إن بلاده تدعم حواراً بين الحكومة السورية والمعارضة في الداخل، بهدف وضع إطار سياسي يمهد لإنهاء الأزمة في البلاد.

وتأتي تصريحات السفير الأميركي في دمشق بعد يومين من تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن روسيا وأميركا توصلتا إلى تفاهم حول ضرورة عدم جواز الإذعان لأولئك الذين يريدون استثارة الوضع في سورية، على غرار ما جرى في ليبيا.

 وفاة خمسة طلاب من جامعة دمشق وعدد من الجرحى في حالة خطرة

في غضون ذلك، تحدثت منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي – روانكه –عن وفاة خمسة طلاب من جامعة. وأعلن بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه، أنهم جميعا ضحايا اقتحام الأمن والشبيحة من عناصر اتحاد الطلبة البعثي، لوحدات سكن الطلاب والطالبات يوم 22/6/2011، وقد أطلق الأمن سراح حوالي 100 طالب. هذا وقد اعترف مدير الجامعة بوجود المئات من الطلاب المعتقلين قائلا بأنه سيتم إطلاق سراح 360 منهم اليوم أيضا ومازال عدد المفقودين كبيرا جدا.

وأكد البيان من جانب أخر أن مجموعة من الأمن قامت باقتحام سكن الطالبات - الوحدة 8 - الساعة الرابعة من فجر اليوم، ووضعوا فيها أسلحة على مرأى من الطالبات، ما لبثت قنوات النظام أن ادعت بالاستيلاء على السلاح لتبرير تصرفها الهمجي، وزرعها للكاميرات في أجنحة الطالبات.

ومن مصادر في مدينة الحسكة أكد الببان أنّ العصيان رجع مرة أخرى إلى السجن، ومحاولات لتحطيم الأبواب، والأهالي يجتمعون حول السجن. وفي حي الأكراد - ركن الدين - في قلب العاصمة دمشق، ونتيجة للتظاهرات الليلية المستمرة على مدار الأسبوع، تقوم الأجهزة الأمنية بمداهمات يومية للمنازل، وتقوم باعتقالات مستمرة، آخرها ليلة أمس، وطالت العديد من الأهالي.