رئيس لجنة شهداء سوريا يروي لـ عمون
فظائع الإبادة والمقابر الجماعية
عمون – انس ضمرة وشهيرة خطاطبة- قال رئيس لجنة شهداء سوريا الدكتور محمد كسكين إن 1450 سورياً قتلوا منذ بداية الاحتجاجات التي بدأت في بلاده في الخامس عشر من آذار الماضي.
ورجح الدكتور كسكين في لقاء خصّ به "عمون" ارتفاعاً مطرداً في أعداد الضحايا، لاستخدام السلطات السورية القوة المفرطة في قمع الاحتجاجات.
وتحدث كسكين عن فظائع ترتكبها السلطات السورية بحق المدنيين وعن مقابر جماعية، وقتل عشوائي وإبادة لعائلات بأكملها، وذكر عائلة الشهيد عبد الرزاق ابا زيد الذي قتل وابناؤه الاربعة ودفنوا في قبر واحد وماتت الام صيتة المحاميد اثر سماعها الخبر بعد فقدان دام شهراً بأكمله، وشيعت جثامينهم في يوم واحد.
وأشار إلى أن عدد الضحايا الحقيقي يتراوح بين 3 و4 آلاف شهيد، لكن لجنة شهداء سوريا لا توثق الأعداد الا اذا توافر لديها الاسم الثنائي وفيديو التشييع.
وأشار إلى "استشهاد 1450، واعتقال 12000، و1200 مفقود، منذ 15 آذار الى الآن وهذه الإحصائيات هي أقل من العدد الحقيقي بكثير".
واوضح كسكين أن من بين الشهداء 43- 77 طفلاً قتلوا في الأحداث ومن بينهم الطفل حمزة الخطيب، وثامر الشرعي، والشهيد الطفل حمزة بلة واثارت الطريقة التي قتلوا بها الرأي العام.
وأضاف: أما النساء فاستشهدت ما بين 40 الى 70 شهيدة، وتعمل اللجنة على ملف الشهيدات وهناك معلومات عن حالات اغتصاب واعتداء عليهن لم توثق بعد، بحسب بيانات اللجنة.
وأكد كسكين أن ملف رصد انتهاكات حقوق الانسان وكرامته في سوريا هو الملف الأهم الذي من شأنه أن يحرك موقف المجتمع الدولي الذي وصفه بـ "الخجول".
اللاجئون السورييون في الأردن ولبنان وتركيا
اما فيما يخص اللاجئين فتحدث كسكين عما يقرب 15 الف لاجئ في لبنان من بينهم 2000 لاجئ بالقرب من طرابلس وحدها. ونزوح حوالي 5000 لاجئ الى معسكر انطاكيا وهو عدد قابل للزيادة مع استمرار الحملة العسكرية على جسر الشغور ومازالوا مهددين بالقتل والملاحقة أضاف كسكين.
في السياق نفسه تحدث كسكين عن لاجئين فروا من درعا باتجاه مدينة الرمثا شمالي الاردن، وشكر كسكين الاردنيين على استضافتهم لاخوانهم وتقديم المساعدة.
وقال: يعاني اللاجئون نقصا بالمواد الانسانية، والطبية، والطعام، موجهاً نداءً للمنظمات العالمية لمساعدة اللاجئين ونقل مأساتهم للعالم.
قتل العسكريين الرافضين اطلاق النار على المدنيين
ووصف كسكين الجيش السوري بـ"الوطني الرافض لقتل أبنائه بدم بارد"، موجهاً نداءً "للسوريين ولكل من له مجند في الجيش أن يلحوا بالاتصال بأبنائهم ويصروا على التواصل معهم، خصوصا ان قرارات وقف التسريح (منع الإجازات) في الجيش السوري الصادرة في 27- نيسان و 25 أيار الماضيين ما هو الا محاولة من السلطات السورية لاخفاء جريمة ترتكبها بحق كل عسكري يرفض اوامر اطلاق النيران".
وقال: "من يبلغ بأن ابنه على جبهة القتال فهو حتما قتل برصاص السلطات السورية اذ لا توجد عصابات مسلحة الا في مخيلة السلطات السورية، ومن يقتل هم مدنيون بسطاء جريمتهم المطالبة بالحرية".
وذكر كسكين ان الرقم الذي استطاعوا توثيقه من الشهداء العسكريين يصل 200 شهيد والرقم قابل للزيادة.
ورفض كسكين اي تدخل عسكري في سوريا، وقال: "إن احفاد ابراهيم هنانو وصالح العلي وسلطان باشا الأطرش ويوسف العظمة قادرون على تحقيق اهداف الثورة السلمية، فقط أن يقوم المجتمع الدولي بالتزاماته".
وأضاف: على المجتمع الدولي القيام بالتزاماته تجاه المواطنين السوريين بإدانة الجريمة، ومحاسبة القاتل اياً كان على الفضائع التي ترتكب بحق المتظاهرين.
وطالب كسكين برفع الحصار عن المدن، وسحب القوات المسلحة من الشوارع، وفتح الباب امام لجنه تقصي الحقائق والمنطمات الانسانية للوقوف على الكارثة الانسانية في سوريا.
وذكر كسكين أن لجنة شهداء سوريا لجنه مستقلة تعنى بتوثيق انتهاكات حقوق الانسان في الاحداث السورية، تشكلت في 18 آذار الماضي يعمل فيها مجموعة من الحقوقيين والنشطاء السوريين ولا تتلقى اي دعم من اي جهة وتعتمد على الاعضاء أنفسهم.
وانتقد كسكين الموقف الدولي تجاه الأزمة في سوريا، وقال: في اقل من اسبوع تدخل المجتمع الدولي في كل من ثورات تونس ومصر وليبيا ولكن ما يزال موقفه بعد ثلاثة اشهر من القتل والذبح في سوريا خجولاً، وتساءل: ما الذي ينتظره العالم ليتحرك؟!
تخوين الاصوات الإصلاحية
وبشأن اتهام النشطاء السوريين بالخيانه فعلق كسكين قائلاً: إن من يعتنق فكرة التخوين هو الفكر الذي يرفض الاخر، والسلطات السورية بدأت بالكذب عندما قامت ثورة تونس ومصر، وقالوا ان سوريا ليست مصر وتونس، بعد ذلك قالوا ان سوريا غير مهيأة للاصلاح وعلينا ان ننتظر للجيل القادم.
وأضاف "عندما بدأت الاحتجاجات وتزايدت أعداد الشهداء تحدثوا عن مؤامرة عربية بالاشتراك مع جهات اصولية، وبعد ذك تحدثوا عن مؤامرة امريكية صهيونية اوروبية، بعد فشل كل هذا تحدثوا عن عصابات اسلامية ثم الصقوا بها صفة السلفية، وبعد فشل هذا السيناريو تحدثوا عن عصابات مسلحة لا وجود لها الا في مخيلتهم" .
وطالب كسكين بالسماح لوسائل اعلام عالمية ومحايدة بالدخول إلى سوريا لكشف الحقيقة وبيان من هو الخائن، وتساءل عن هرب الناس من جسر الشغور مع دخول الجيش على الرغم من وجود عصابات مسلحة بحسب ادعاء السلطات السورية.