ليست جثثا هامدة

م. أسامه السيد

م. أسامه عبد الحفيظ السيد

الفيوم – مصر

الصور التي تنشر عبر وسائل الإعلام لبعض الأوغاد ممن يتزيون  بالزى العسكري – وهو منهم ومن أمثالهم براء –وإخوانهم من الأنذال ممن يسمون  الشبيحة  فى الأراضي السورية الشقيقة وهم يركلون المقيدين المدنيين بالأقدام ويقفون على أجسادهم بالعشرات و يطلقون عليهم النار ملوحين بعلامات النصر المبين على العزل الأحرار من أبناء شعبهم الثائر ضد الطغيان والفساد وكذا ما تنشره وسائل الأعلام الحكومية وزمرة محلليها بل مدلسيها هناك مما تشيب له الرؤؤس وتشمئز منه النفوس ويثير الغثيان يشير بوضوح أنهم لا يقرأ ون ولا يسمعون ولا يبصرون أو بلغة القرآن { صم بكم عمي فهم لا يرجعون }إذ يكررون فى حماقة صفيقة ما فعله أسلافهم الغابرين فى تونس ومصر إبان ميلاد ثورتهما المجيدة من كذب وتقتيل وكانا آخرا مسمارين فى نعش النظامين الغابرين ولذا فالبشرى آتية بالنصر والتحرير والانتقام من هؤلاء الأوغاد قريب جد قريب !!

فالذين بنوا رهانهم  - ومازالوا - على ان شعوبنا العربية جثثا هامدة لا حياة فيها حتى قال قائلهم :

قد أسمعت لو ناديت حيا               ولكن لا حياة لمن تنادى

ها هم يدفعون الثمن غاليا بعدما خسروا رهانهم و خاب ظنهم وضل سعيهم وخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون !!

فإن عشرات الملايين من المتظاهرين الذين امتلأت وتملأ بهم كبار الساحات والميادين والمدن و الآلاف من الشهداء وعشرات إضعافهم من الجرحى على طول بلادنا العربية وعرضها من تونس إلى مصر ثم اليمن وأضيف أليهم فى ليبيا ثم سوريا الآلاف  المعتقلين وعشرات إضعافهم من الفارين والنازحين والذين من بينهم  الرجال والنساء والشباب والأطفال بمختلف السنين والأعمار والثقافات  خير دليل اننا لسنا  جثثا هامدة وأن اللهيب كان ومازال تحت الرماد !!!                    

وإن حالة الغليان والفوران التى حركتها ومازالت تحركها نجاح ثورتي  تونس ثم مصر وكذا صمود وثبات الشعب اليمنى وهو على أبواب جنى الثمار بتطهير وتحرير البلاد  وما يحدث الان للشعب الليبي والسوري يفرض على الأحرار والشرفاء والعقلاء وذوى ألرأي ان ينهضوا للوقوف الى جوار إخوانهم  ونصرهم فى كافة المحافل وفضح هذه الأنظمة الباغية العاتية التى أفسدت البلاد واستعبدت الكادحين الأحرار وذلك اضعف الإيمان  والساكت عنه هو الشيطان الأخرس بامتياز !  والشاهد له قائم بالحق والقسط وشهيده مع أخيه هناك سيد الشهداء !!

وبعد ان أثبتنا بالشهداء والدماء والأشلاء أننا لسنا  جثثا هامدة  نريد ان نثبت بصبرنا وثباتنا وعملنا وجهدنا أننا أهلا للحياة بان نستثمر هذه الحالة بعظيم تجلياتها فى فعل حقيقي ممتد عبر الزمان والمكان والأفراد والجماعات والأحزاب والحكومات لبناء عصر الحرية الحقيقية والنهضة الاقتصادية وحرية الإنسان وصدق شهيد القران – رحمه الله – حين قال :

إن كلماتنا وحروفنا تظل جثثا هامدة حتى إذا ما متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء انتفضت حيه وعاشت بين الأحياء

وهذا ما نجني ثماره أو بعضها اليوم بعد ان اظهر عبير الثورات العربية انها لم تكن الكلمات والحروف فقط هى من ظلت جثثا هامدة بلا الشهداء والدماء بل إنها أيضا الحريات وسائر الآمال والغايات والأهداف

والحمد لله لسنا جثثا هامدة بل مشاعل تلهب الثوار وتحرق الطغيان