كان حلما... وكابوسا أيها السوريون
عامر العظم
لا أجمل من أن تعيش حلما وتبدأ رويدا رويدا تتخلص من كابوس أرقك طويلا! لا أجمل من أن تقاتل لهدف ومبدأ ثم ترى لاحقا تحقيق أهدافك!
عايشت القضية السورية بتفاصيلها وتواصلت لسنوات مع مئات السوريين أرضيا ورقميا وخضت معركة ضارية مع سوريين وعرب قبل حوالي عامين دفاعا عن الشعب السوري، معركة استمرت أربعة شهور، كانت الخسائر فادحة في الصحة والوزن وما تبقى من مال، وما هرب أو أجبر على الانشقاق من أعضاء! وانتهت المعركة بإغلاق موقع الجمعية في سوريا وانقلاب أقرب الناس لاحقا بحجة قيادة معركة خاسرة وتخريب البحبوحة الديموقراطية والسلم الأهلي السوري!
تعرفت على السوريين عن قرب وكانوا يأتمونني على مشاعرهم وأسرارهم وخوفهم وضعفهم وأحلامهم، حافظت عليها بكل ما تطلبته الرجولة من مواصفات والتزامات.
ربما تعرضت أكثر من أي سوري للشتم والتشهير والتشويه، لكنني لم اسمح لنفسي بالتراجع، انطلقت الثورة السورية وحرضت عليها من البداية بعد سقوط زين العابدين بن علي مباشرة عبر مقال "هل يلتحق بشار الأسد بحسينية زين العابدين بن علي"، وواصلت التحريض عبر مقالات ونداءات وبيانات حتى انطلقت الثورة السورية وما أجملها من انطلاقة! لم أنم ولم أهدأ منذ انطلاق الثورة السورية، أقاتل ليلا نهارا سرا وعلنا وكأن معركة الشعب السوري معركتي المصيرية أو الوجودية، أحلم معهم..أتألم لألمهم، أبكي معهم، أرفض الاستسلام.
أشعر بسعادة كبيرة وأنا أراهم على الأرض وعبر المحطات وعلى المواقع الإلكترونية يتحدثون بصوت أعلى وإصرار أقوى، أتنفس بشكل أعمق! أشعر أنني أرى حلما لي يتحقق!
قلت منذ انطلاقة الثورة السورية إنها الثورة المؤلمة والعميقة لأنني كنت أدرك الواقع وتفاصيله، ودموية النظام وقمعيته.
يشكل بقاء النظام السوري كابوسا لي لأنني أراه سببا لخراب سوريا وبلاد الشام، لكنه كابوس بدأ ينزاح عني وعنكم!
تحية في الزحام!