بيان دعم للشعب السوري

أدباء الشام

تتواصل منذ أكثر من تسعين يوما الانتفاضة السلمية التي يخوضها الشعب السوري مطالبا بالحرية والكرامة في سوريا ديمقراطية لكل أبنائها.

وتتواصل في الوقت نفسه أعمال القتل وحصار وقصف المدن والبلدات والقرى وتجويعها، وتتصاعد حملات الاعتقالات والتعذيب والتصفيات الجسدية التي تشنها أجهزة النظام متنقلة من شمال سوريا إلى جنوبها، مخلفة مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعتقلين، تحت ذرائع واهية لم تعد مقنعة حتى لمطلقيها، كل هذا وسط الصمت الرسمي العربي، والتلكؤ البائس للمؤسسة الثقافية العربية، هذا التلكؤ المشوب بالتشكيك بأهلية المجتمع السوري والتقليل من شأن أهمية حريته وجدارته بها.

إن المخاطر من إلقاء سوريا في احضان الجهات المعادية تكمن في التخلي عن الشعب السوري في انتفاضته وتركه فريسة للآلة المتوحشة، وفي الإسهام في تزكية الرصاص المنهمر على صدور أبنائه عبر الصمت الذي لم يعد مبررا أو قادرا على إخفاء الحقيقة.

إننا نحن الموقعين على هذا البيان من الكتاب والمثقفين الفلسطينيين لا نجد موقعنا الا الى جانب الشعب السوري وحقه البدهي في العيش بحرية وكرامة في سوريا ديمقراطية تعددية وموحدة. وإننا إذ نعلن تضامننا مع انتفاضة الشعب السوري السلمية المتمسكة بحرصها على وحدة سوريا وديمقراطيتها، نرفض رفضا مطلقا الزج باسم فلسطين وقضيتها والمتاجرة بدم أبنائها لتبرير عقود طويلة من اضطهاد السوريين ومصادرة حرياتهم وزج خيرة ابنائهم في اقبية الأمن وغياهب المعتقلات، ليس هناك  شعار قادر على تبرير قمع الشعب وحرمانه من حقه في التعبير والاختيار والعيش بكرامة، ان سوريا الحرة والديمقراطية هي ما تحتاجه فلسطين والأمة وليست سوريا المقهورة والمثخنة بدماء أولادها.

ان هذا الموقف يأتي استئنافا على الإرث الثقافي الفلسطيني المنحاز للحريات عبر روافعه التاريخية، بما يليق به كمشروع تحرري حملته وأغنته وعمقت جوهره أسماء مثل ادوارد سعيد وغسان كنفاني ومحمود درويش.

لقد كان الشعب السوري الشقيق بكافة أطيافه وطوائفه وعلى مر العقود الشمال الصلب الذي تتكئ عليه فلسطين، والرئة التي تتنفس منها، وكان المثقفون السوريون الأحرار إخوتنا وشركاءنا بالكلمة والموقف والدم في مختلف محطات التاريخ الوطني الفلسطيني، هذا هو درس التاريخ وهذا هو مجراه.

تحية للشعب السوري العظيم الذي يصعد الى حريته وحيدا وعنيدا، تحية له وهو يعيد في هذه الأيام بناء دوره الحقيقي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية، تحية له وهو يؤسس لسوريا ديمقراطية موحدة في مواجهة آلة القتل المتوحشة.

تحية لسوريا التي تنتصر،،،