بدأت تركيا تدرك بأن عمقها سيكون مع الجنوب "العالم العربي"

أدباء الشام

بدأت تركيا تدرك

بأن عمقها سيكون مع الجنوب "العالم العربي"

16-6-2011

قال المراقب الاممي سفير النوايا الحسنة الدكتور نصير الحمود بدأت تركيا تدرك بأن عمقها سيكون مع الجنوب "العالم العربي . وأضاف الحمود في تصريحات اليوم  لوكالة ترند الاذربيجانية  بأن تركيا هي أكثر الدول والأنظمة السياسية تأثيرا في المنطقة فبالإضافة لتطور قدراتها السياسية والعسكرية والاقتصادية فإن الأتراك مقبولين لدى مختلف الأطياف العربية سواء على الصعيد المذهبي أو السياسي.تعاملت تركيا مع مختلف القضايا وفقا لمنظورها المصلحي في مراحل مختلفة وتبعا لتقديراتها الاستشرافية، وهو ما أفرز تباين واضحا في تلك التقديرات، فقد اتخذت موقفا قويا ومبكرا فيما يجري بمصر لكنها بدت مرتبكة مع انطلاقة الثورة الليبية وظهرت أكثر حزما تجاه ما يجري في سوريا. ورأى الحمود أن الدور التركي سيتعاظم حيال الملفات الرئيسية في المنطقة وتحديدا القضية الفلسطينية وذلك عقب فوز حزب العدالة والتنمية بأكثر من نصف مقاعد البرلمان ، ما يعني قدرة الحزب المذكور على تأسيس حكومة بدون تكوين ائتلافات.أتمنى تنامي الدور التركي في المنطقة لأن أنقرة مقبولة للعب هذا الدور على العكس من جارتها إيران، كما أرجوا أن تستحضر تركيا البعد التاريخي لدى وقوفها مع القضايا العربية العادلة، فبعد العراقيل التي وضعت أمامها للانضمام للإتحاد الأوروبي، بدأت تركيا تدرك بأن عمقها سيكون مع الجنوب "العالم العربي".في سبتمبر 2011 ستتوجه حكومة فلسطينية بطلب العضوية في منظمة الامم المتحدة. وحول إمكانية ان تكون  فلسطين عضو منظمة الامم المتحدة و هل هذا سيكون خطوة لاعتراف دولة فلسطين قال الحمود لقد اعترفت بالفعل عددا من الدول الأميركية اللاتينية بالدولة الفلسطينية ونتمنى أن تتجرأ نظيراتها العربية على ذات الخطوة، والحقيقة أن مخاطر تتهدد المنطقة في حال عرقلة الولايات المتحدة ذات التوجه في الأمم المتحدة، خصوصا بعد تصريح الرئيس أوباما أن على الفلسطينيين عدم القيام بذلك بما يفضي لعزل اسرائيل دوليا.  وأضاف الحمود الحقيقة أن خطابي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امام "الكونغرس" و" ايباك" وتحديه لحقوق إعلان الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعودة اللاجئين يمنح إشارات واضحة لعناوين المرحلة المقبلة وتحديدا بعد سبتمبر، إذ أن تنكر المجتمع الدولي للشرعية التي أقرت بحقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف قد يعيد المنطقة لمرحلة الالتهاب مجددا، ويغذي هذه التوقعات ارتفاع منسوب وعي الشارع العربي على اثر الثورات التي غيرت من وجه النظام السياسي العربي.لقد آن الأوان لإعلان الدولة الفلسطينية وهي القضية المحورية التي تلاعبت بها دول إقليمية لتحقيق مصالح ذاتية. وحول المبادرة الخليجية لحل الازمة اليمنية وماذا من المتوقع في اليمن بعد رحيل علي عبد الله صالح قال الحمود لقد بذل الخليجيون ما في وسعهم لإخراج اليمن من دائرة الاضطرابات والعنف لكن تعنت الرئيس صالح حيال المبادرة ساهم في إطالة أمد هذه الأزمة التي ازهقت أرواح الآف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم.أعتقد بان هذه المبادرة تحتاج لمزيد من القوى التي من شأنها الضغط على النظام القائم لتطبيقها وربما من خلال إدماج مصر أو تركيا بما يمنحها عمقا وزخما أكبر، مع تفضيلي للدعم المصري لتبقى هذه المسألة في الإطار العربي.المستغرب بأن هناك صمت دولي مطبق على عكس ما يجري في ليبيا على الرغم من تأزم الواقع الانساني في اليمن من قبيل انقطاع الدواء والغذاء والوقود.بعد رحيل صالح على القوى اليمنية الوطنية العمل سويا على بناء دولة مدنية موحدة تنأى بنفسها عن التجاذبات القبائلية كما تقطع الطريق على اولئك الراغبين بتقسيم البلاد.  وحول الازمة الليبية قال الحمود من الناحية السياسية فقد تعذر الوصول لمرحلة التفاوض بشأن الإصلاح السياسي وإطلاق الحريات وهو أمر كان من الممكن حصوله بداية الثورة، لكن سفك القذافي وكتائبه للدماء قوض تلك الفرصة منذ البداية.تهاوت شرعية القذافي منذ ذلك الحين وتلاحقت بعد ذلك اعترافات الدول المؤثرة في العالم بمجلس الحكم الانتقالي كممثل وحدي عن الشعب الليبي.لا اعتقد بأن الأفق مسدود فهناك رغبة من مواطني هذا البلد فضلا عن رغبة دولية في إزاحة نظام القذافي، وقد باتت طرابلس على مرمى حجر من قوات الثورة التي توشك على بلوغ مشارف عاصمة بلادهم.ما جرى في ليبيا درس لجميع الأنظمة الشمولية التي لا تضع وزنا لحقوق شعوبها وارادتهم، إذ لم يعد هناك أنظمة وراثية أبوية جمهورية سوى في الوطن العربي وهذه المقولة آخذة في الانحسار مع قرب اسدال الستار على فصول ثورتي اليمن وليبيا وقبل ذلك مصر.لكن آمل أن يكون الدور العربي حاضرا بقوة في مرحلة بناء الدولة الليبية الحديثة والا تترك للقوى الغربية تبعا لمصالحها.

 اذربيجان ، باكو وكالة تــرنــد