إما أن يسقط الأسد وإما أن يلجأ إلى تنكيل جماعي

خبير روسي

خبير روسي:

إما أن يسقط الأسد

وإما أن يلجأ إلى تنكيل جماعي

يستدعي تدخلاً عسكرياً دولياً

اعتبر الخبير الروسي يوري شيغلوفين من معهد الشرق الاوسط في موسكو أن الاضطرابات في سورية تقترب - على ما يبدو - من "نقطة اللاعودة". 

ولفت شيغلوفين في مقال نشر في موسكو, أمس, إلى أن رقعة التمرد تتنامى باطراد, إذ عمت الاضطرابات نحو مئة مدينة وبلدة وقرية في أنحاء سورية, وخاصة في الشمال وعلى ساحل البحر الابيض المتوسط, مشيراً إلى أن المظاهرات تجري في بعض المناطق في الليل والنهار.

وأوضح ان وصول الامور الى "نقطة اللاعودة" تعني تطورها بالشكل الذي لا يتسنى فيه وقفها بالإصلاحات, مشيراً إلى انتشار الشائعات بشأن مصير الرئيس السوري بشار الاسد نفسه, وأن فكرة "الحوار الوطني" فشلت, وان السلطات إعترفت رسمياً بفشلها, حيث حل الرئيس بمرسوم لجنة الحوار الوطني.

وفي هذا الوضع - وفقاً للخبر - تنتقل السلطات كافة, إلى قادة مؤسسات القوة السورية برئاسة ماهر الاسد, شقيق الرئيس, والذي يعتمد بحذق كبير في اختيار تكتيك عدم الخطأ, على أسلوب التنكيل فقط.

وتجدر الاشارة علاوة على ذلك, إلى ان تكتيك التخويف الذي يستخدمه العسكريون, يعتبر اعترافاً بفقدان السيطرة على الوضع ولا عودة: فإما إغراق المحتجين بالدماء, وإما الغرق ذاتياً في هذه الدماء.

وأشار الخبير إلى أن إعادة المشاركين في المظاهرات مشوهين إلى أقربائهم كوسيلة تخويف تولد موجة احتجاجات جديدة, معرباً عن رأيه بأن كل هذه الأحداث ستقود إما إلى سقوط نظام الاسد, وإما إلى ممارسة تنكيل جماعي ضد السكان, بما يعني إرغام الغرب والمجتمع الدولي على إزالة هذا النظام حسب السيناريو الليبي.

ورصد الخبير الروسي حالات الانقسام داخل النخبة العلوية بشأن مستقبل تواجد العلويين في السلطة والاقتصاد, كاشفاً أن مايقارب 40 ضابطاً علوياً من الرتب العليا والمتوسطة يرفضون المشاركة أكثر في اعمال التنكيل. 

ونقل عن ضابط علوي فر الى تركيا "أن الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد, هي الوحيدة عمليا التي تشارك بنشاط في قمع الانتفاضة, أما قيادتا الفرقتين الثالثة والخامسة فإنهما ترفضان المشاركة في أعمال القمع". 

وأشار الى أن خسائر الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد بلغت 700 فرد, ورغم تأكيدات الضباط الفارين أنهم جميعا أعدموا لرفضهم المشاركة في قمع الانتفاضة, تبدو رواية مصرع قسم منهم في الصدامات مع المتظاهرين قريبة الى الحقيقة أكثر, موضحاً انه إذا كان ذلك صحيحاً, فإن نظام دمشق سيقع في دوامة سياسية.

وأضاف الخبير الروسي: "على هذه الخلفية يتزايد في سورية التواجد الايراني, إذ يعيش في احد فنادق حي السيدة زينب في ضواحي دمشق منذ فترة, خبراء من "الحرس الثوري" الايراني الذين ينقلون خبرة التصدي للاضطرابات الجماهيرية الى نظرائهم السوريين", ناقلاً عن شهود عيان ان ايرانيين يشاركون في استجواب المعارضين المعتقلين, وان هذا السلوك الايراني ليس استثنائيا.

غير ان شيغلوفين أشار في المقابل الي أن تركيا تتمسك بموقف حذر أكثر ¯ مقارنة بالموقف الايراني ¯, إذ أنه رغم انتقادات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لأساليب السلطات السورية, تصر أنقرة على إقناع شركائها في حلف شمال الأطلسي "بعدم التدخل في الوضع السوري".

وأشار إلى أن القيادة العسكرية العليا للناتو تؤكد في المحادثات غير الرسمية على "عدم تطبيق السيناريو الليبي في سورية", أو على الاقل في الوقت الحالي.