جمعة أطفال الحرية
على طريق النصر القادم
هذه جمعة جديدة من إبداع حركة الثورة السورية الهادرة، وهي جمعة أطفال الحرية؛ فالاطفال في هذه الثورة المباركة هم الصاعق الذي فجر الاحتجاجات المستمرة، والفتيل الذي أشعل أوارها، حتى وصلت إلى ثورة عارمة غطت الثورة السورية بكاملها؛ وهي وإن كانت تتأجج في محافظة أكثر من أخرى .. لكنها لم تترك بقعة من بلدنا العزيز يتمنى النظام أن ينعم فيها بلحظة سكون .. لقد فارق الأمن والهدوء أوساط الحكم في سورية؛ حيث جعلته ثورة الأطفال السوريين الكبار، وشبابهم الشجعان، ورجالهم الأباة، وحرائرهم المصونات؛ على جمر القلق يتقلب، وفي أتون الفزع يضطرب، وعل شفا الانهيار يكاد يهوي بلا قرار ..
لقد بدأت هذه الأحداث المؤذنة بسقوط النظام السوري بحركة طفولية لاهية من مجموعة أطفال صغار في مدينة درعا الباسلة، فكتبت بعبث طفولي على جدران المدينة شعارات غاظت النظام، وأخرجته عن توازنه؛ فضرب منهم من ضرب، واعتقل أغلبهم، وعذبهم جميعاً على عادته في معتقلاته، ومراكز أمنه، حتى انتهى بهم المصير إلى جثث هامدة، تلقاها ذووهم بدهشة ذاهلة، واستغراب شاده .. ثم كان ما كان من أمر الطفل الشهيد حمزة علي الخطيب، وقد عرضت صورتُه على العالم أبشع مناظر الإجرام، وأقبح أفعال المجرمين؛ فهذه هي الطفولة البريئة المشوهة على أيدي الجلاوزة الجلادين، الذين لا تحمل نفوسهم ذرة من الإنسانية، أو أثارة من أخلاق البشر الأسوياء .. وقد تذكر العالم أجمع الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي اغتالته يد الغدر الصهيوني، ولكن ما أبعد الفارق بين الحالين، ففي حالة الطفل الفلسطيني كان عدو الأمة ومغتصب أرضها هو الفاعل المجرم، ولكن ماذا نقول لمن يدعي أنه ابن الشعب وحاكمه، ويسعى بتبجح واختيال أنه يحفظ أمنه وسلامته، أم إن الغادرَيْن مجرمان حالهما بعضه من بعض، ولا فرق .. غير أن حكام النظام أكبر إثماً، وأشد جرماً، وأنكى عقاباً، وأخزى عاقبة ..
إن جمعة أطفال سورية محطة هامة على طريق النصر والتحرير .. وهذا الشعب السوري المعطاء يبشر الأمة كلها، بأنه لن يكل أو يمل أو يستكين؛ وبيد مرفوعة، وصدر عار _حتى يحقق أهدافه، ويصل إلى غايته .. أما الأطفال فهم رجال الغد القادم والمستقبل المنشود، وهم أبناء آبائهم الذين لا يسكتون على ضيم، ولا يرضخون لجبار مستكبر، وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه .. أما المجرمون ستكتب شهادتهم ويُسألون "وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت"...