ما لكم لا تنفرون؟

مجاهد مأمون ديرانية

الثورة السورية: حديث من القلب (4)

مجاهد مأمون ديرانية

يا من قام الأحرارُ من حوله في الشام وهو ما قام، يا من ينام في سوريا وأخوه وجاره لا ينام: ماذا تنتظر؟ متى ستقوم؟ أحيٌّ أنت أم مَيْتٌ يمشي على رِجلَين؟ أم عاش فيك الجسد ومات الفؤاد؟ إذا لم تهزَّ أوتارَ قلبك هتافاتُ الهاتفين في الطرقات، وإذا لم تهزّها آهاتُ المعذَّبين في المعتقَلات، وإذا لم تهزّها أنّاتُ الأمهات الثاكلات، فماذا يهزّها؟

يا أيها النائمون في سوريا، يا أيها الخائفون الخالفون في البيوت مع الخوالف: أصَمَمْتم فلا تسمعون الصريخ في درعا وحمص وبانياس، وفي سائر الثغور في ديار الشام؟ أم تسمعون صريخ الجريح وهتاف المستغيث ثم تنامون في بيوتكم آمنين؟ لا والله لا يفعلها سوري حرّ أبِيّ! أعميتم فلا تبصرون الدم المُهراق؟ أم ترون الشهداء يتساقطون والدماء تروي تراب الوطن، ثم تقعدون راضين مستسلمين؟ لا والله لا يفعلها سوري حر أبي!

من استباح القعود بعد اليوم فلا يقولَنّ أنا سوري ولا يقولَنّ أنا عربي، فلا طبائع السوريين ولا سلائق العرب ترضى بالذل والهوان، ولا يقولَنّ أنا مسلم ولا يقولَنّ أنا إنسان، فلا شرعة الإسلام ولا قِيَم الإنسانية تُجيز سكوتاً على عدوان.

أم صدّكم عن الخروج نُصحُ الناصحين وحكمة المجرّبين بدعوى التروّي والعقل؟ فما هو العقل وما هي الحكمة عند هؤلاء؟ أيريدون أن نتروّى حتى يفنى نصف الأمة؟ أو نعقل ليبقى الوطن رهنَ الاعتقال نصف قرن آخر، ثم يدفع الأبناءُ الثمنَ من الحرية والكرامة مثل الذي دفع الآباء؟

ألا أُفٍّ لعقل ثمنُه ضَياعُ أوطاني! أُفٍّ لعقل ثمنُه دماءُ إخواني! أُفٍّ لعقل ثمنُه ذُلُّ أبنائي!

يا ناس: ألا تعقلون؟ فما لكم لا تنفرون؟