الجولان بعد عقود من الطغيان

مهنا البصار

مهنا البصار ابن الجولان

الجولان السوري وبعد هدوء دام عشرات السنين يتحول إلى حدود يمكن إختراقها بأسهل الطرق ومن مجموعة من الناس العزل والمسالميين الذين يريدون أن يعبروا عن تضامنهم مع حق الشعب الفلسطيني بحق العودة، والنظام السوري بكل تعزيزاته ودباباته التي وجهت مدافعها لقمع الشعب السوري البطل لم يكن لديه المقدرة لان يقف مانعا وحاجزا أمام وصول هؤلاء المناظلين ويدعي بأنهم مواطنون أحبوا التعبير عن موقفهم من قضية الشعب الفلسطيني التي تاجر بها النظام على مدى وجوده في السلطة، بل حشد كل إعلامه فجأتا ليكون متواجدا في محض الصدفة في قلب حدث كهذا.. هذا هو نفس النظام الذي في نفس اللحظة يطلق الرصاص الحي وبدون رحمة على أهلنا في تل كلخ وبانياس ودرعا وحمص وغيرها من المناطق المنتفظة والمطالبة بحق العيش بكرامة وحرية، لا بل يطلب ويلزم النظام اللبناني بمنع وصول اللاجئين الهاربين من مطر الرصاص الحي والجرحى الذين بحاجة للعلاج والدواء والبحث عن مكان آمن.. أنا أبن الجولان ومن قرية حضر المطلة على عين التينة مكان دخول المتظاهرين والتي تبعد عن مجدل شمس أمتار معدودة، أبن الحدود اعرف ما معنى المجيء من مناطق أخرى بل من مدن أخرى والوصول إلى تلك المنطقة بعد مرورك على عشرات الحواجز الامنية، ذهابا إيابا، وتذل على كل حاجز من تلك الحواجز وتعدس كرامتك ووطنيتك بحذاء حماة حدود إسرائيل والحفاظ على أأمن حدود على مدى التاريخ الاسدي الممناعي، بل وقبل كل شيء عليك بالحصول على موافقة أمنية توقع من قبل عدة فروع للامن والموخابرات ومن ثم يمكنك التفكير في زيارة تلك النقطة الحدودية المطلة على مجدل شمس. يا سيدي أنا ابن الضيعة المجاورة أحتاج لموافقة أمنية للوصل إلى تلك النقطة الحساسة والخاضعة لمراقبة شديدة من قبل الامن والجيش السوري، عدى عن هذا وذاك الموافقة لا تمنح بنفس اليوم بل يجب التقديم قبل أيام إن لم يكن اسابيع من الزيارة.. النظام السوري الفاشي والفاشل يتخبط بسياساته وتصرفاته الغير مسؤولة واللاأخلاقية بحق الشعب السوري والشعب الفلسطيني وأقدم على أغبى وأحمق تصرف بحق القضية الفلسطينية من جهة وبحق الشعب السوري الحر والمطالب بتغيير لا بل باسقاط النظام، حيث دفع بشبابنا الفلسطيني السوري المتحمس إلى التهلكة والموت بالسماح له لاختراق الحدود الجولانية الاكثر أمننا واستقرارا وهو يعرف جيدا أن العدو الاسرائيلي لن يقف مكتوف الايدي لهكذا عملية بل سيقتل كل من يحاول اختراق الحدود ضاربا بعرض الحائط كل الاعراف الدولية التي كسرها مرارا وتكرارا، النظام السوري هو المسؤول المباشر عن تعريض وقتل هؤلاء الشباب المليء بالحياة للخطر.. الكثير منا يستغرب كيف ولماذا إختار النظام هذه الطريقة وهذه المناسبة بالقدوم على هذا التصرف الاحمق وفي هذه اللحظة التاريخية، لكن الاجابة واضحة كما أضن بالنسبة للكثيريين، النظام السوري الاسدي القمعي يشعر بعزلة عربية بدت بوادرها تلوح في الافق، وعزلة عالمية ضاهرة وجلية حتى من أعز أصدقاء النظام السوري، وثورة داخلية عارمة في كل المدن وفي كل الاوساط المدنية والسياسية التي تتطالب بتغيير الوضع والحصول على الكرامة المسلوبة بحجة الممناعة والتي وجد النظام صعوبة بالغة بإخمادها أو قمعها أو إحتوائها رغم ممارسة النظام الوحشية من القتل والاعتقال والتعذيب العشوائي لكل من يلفظ بكلمة لا وقبل ان يسمع تكملة الجملة تسمع صوت الرصاص مدويا.. فبهذه الطريقة السذجة والغبية يعتقد النظام في الدرجة الاولى بتطويق الازمة الداخلية الحقيقية بل بقتل روح الثورة واستمرارها باعادة ثقة الشارع السوري والشارع العربي بمبدء دولة الممناعة، ومن جهة أخرى إعطاء رسالة واضحة للغرب من أن سلام وأمن اسرائيل مرتبط ببقاء النظام الاسدي كما صرح رامي مخلوف مأخرا.. النظام السوري بقائقه دائما كان مرتبطا بخلق كل الاوراق الداخلية والخارجية الاقليمية والعالمية، ولكن في هذه المرة كانت عملية خلط الورق غير موفقة بل حمقاء، الشارع السوري لم ولن تمر عليه هذه الاكذوبة والطريقة السمجة بالنظر للمستقبل واستمراره في طريق الحرية الذي شارف على النهاية بسقوط أكبر نظام قمعي في العالم، وهو متاكد من أن تحرير الجولان وفلسطين يبدء من تحرير الوطن من الظلم والاستبداد..عاش الوطن حرا..