إخواني الثوار شقيقتي من الحرائر فأرجو أن لاتنسوها
إخواني الثوار
شقيقتي من الحرائر فأرجو أن لا تنسوها
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
لم تبلغ العشرين من عمرها بعد , كانت قوية الجسم والبنيان تصغرني بثلاث سنين , كانت تتحداني وتقول لي
هل تصارعني ؟
كنت أفتخر فيها أبتسم لها ومن كلامها , هي أغلى مخلوقة في الدنيا عندي وهي لايمكن أن يكون أغلى عندها مني
تلك السنة كانت عصيبة جداً تذكرني هذه الأيام فيها
الإعتقال المتواصل والإعدامت العلنية والسرية , وانتهاك الحرمات بشتى أشكالها
إنها سنة 1981 لم تطق شقيقتي غانية التحمل , قررت الوقوف في وجوه هؤلاء المجرمين والذين نراهم الآن
أرادوا اعتقالها وفرت منهم وبعد أيام معدودات حاصروها في بيت صغير في مزرعة وطلبوا منها تسليم نفسها فردت عليهم بالرصاص , واستمرت المعركة بينها وبينهم ست ساعات
وسلمت روحها لله نحسبها شهيدة عند الله تعالى
وأخذوها بعد الموت ورفضوا تسليمها لنا , ولا ندري أين مكانها الطاهر , لعل روحها التقت مع روح والدها المفقود منذ ذلك الوقت أو روح شقيها الأصغر أيضا والذي فقد بعد فقدان جسدها الطهور رحمهم الله أجمعين
رأيتها في منامي مرة فوق سرير عال يغطي ثوبها من عنقها حتى قدميها عقود من اللؤلؤ والياقوت ومختلف أنواع الجواهر , فسألت صديقا لي كان بالقرب منا
من أين حصلت أختي على كل هذه الجواهر والحلي؟
فنظر إلي مبتسماً ولم يعلق
غداً ايها الأحرار السوريوون لم تنسوا أخواتكم وأمهاتكم وبناتكم والذين استشهدن ومنهن المعتقلات الطاهرات البريئات , فسميتم اليوم عنوانا لثورتكم جمعة الحرائر
رحم الله من نطق فيها أول مرة
وهذا عنوان يدل على أنكم أحرار بالفعل لم تنسوا شيئا
في بلدي اغتيلت الحرية
وفي بلدي اغتيلت وانتهكت الحرائر
ولكن بعد اليوم لن يقبل الشباب الثائر الإعتداء على حرة أو حر
لعلك ترين الآن ياشقيقتي الغالية
هؤلاء هم أحرار شعبنا ينهضون
إنهم ينهضون لروحك الطاهرة ولروح كل الحرائر واللاتي طعن برصاصات الغدر في بانياس وحمص واللاذقية ودرعا وريف دمشق واللاذقية وكل المدن السورية
لن يخذلهم الله تعالى في هذا اليوم المبارك
حرائرنا هن تاج رؤوسنا على مر الزمن ومستقبله
تعرفين ياشقيقتي الغالية أن هؤلاء المجرمون أصبحوا يرتعبون من الحرائر ,وحتى أكثر من الرجال
أتعرفين لماذا ؟
لأن الأم هي الحياة , والزوجة هي صانعة الرجال , والأخت هي طهارة روح الإنسان والبنت عند والدها درة القلب وحياته وبسمته وعاطفته
لذلك عصابات القتل في سورية أصبحت تخافكن وترتعب منكن وحتى وإن كنتن قد غادرتما هذه الحياة , لذلك لم يسمحوا لنا لكي نواري جسدك الطاهر ياأختي العزيزة
ياحبيبتي ياأختي
لو كنت حية الآن وشاهدت بطولة نساء عندنا لتملكك العجب
تعرفين تلك الفتاة التي كانت ترافقك يوم أن سلمتي روحك للباري ماذا قالت للقاضي عندما حكمها القاضي المهزلة بخمسة عشر عاما سجنا, وطلب منها أحد الحراس أن تترجى القاضي لكي يخفف الحكم عنها
فماذا قالت له؟
نظرت لصورة المجرم حافظ الأسد فوق رأس القاضي وقالت بصوت عال :
أنا أترجا هذا الكلب ؟؟؟!!!
وهل سيبقى ذلك الكلب حافظ أكثر من خمسة عشر سنة!!!!!!!!
ومرت سنين وامرأة من الشام تهجم على وريثه النتن بشار فتبصق في وجهه أمام العالم أجمع
فهل استطاع أن يفعلها أحد في سورية ياأختي العزيزة؟
تعرفين منذ اسبوع في بانياس الجيش خاف من نسائها اللواتي خرجن بالمظاهرة طلباً للحرية فأطلق عليهن مدافع الدبابات ولحقن بك أربعة منهن وأرجو من الله أن تنعمين معهن في الجنة
اليوم هو يوم حرائر سورية
كل حر في سورية سيخرج اليوم نصرة لكن أيتها الحرائر
هو ليس كرما منهن تجاهكن , ولا منة
ولكن هو شكر على معروفكن يابطلات سورية , ولن تنساكن طل الملوحي بشعرها الرقيق لتمجد عطاؤكن ياحوريات سورية الأعزاء