رسالة إلى فضيلة الدكتور إبراهيم السلقيني

م. هشام نجار

مفتي مدينة حلب حفظه الله

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

السلام عليكم ورحمة الله وبعد,

أستاذي الفاضل

في عام ١٩٥٩ كنتُ طالباً في الصف الأول الثانوي.. في اليوم الأول من بداية العام الدراسي تأملت جدول الحصص لأتعرف على أساتذتي فوجدت أسمكم كمدرس لمادة التربيه الإسلاميه..لم أكن قد تعرفت عليكم  بعد, حيث كنتم على ما أعتقد حديثي التخرج من كلية الشريعه. ومن أول درس تلقيناه على يدكم   جلسنا بإنتباه نتابع إلقائكم .شدنا كثيراً إسلوبكم المتميز في شرح مادة التربيه الإسلاميه فلقد كنتم  تمثلون الوسطيه فتعطون العبادات حقها.. والسلوك الخلقي حقه.. والمواطنة حقها.. والإنسانية حقها..والحرية والكرامه حقها, ومنكم تعلمت معنى الآيه الكريمه : بسم الله الرحمن الرحيموَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً .صدق الله العظيم

أستاذي الفاضل

في عام ١٩٦٠م  كانت سوريا تعيش فترة الوحده مع الشقيقه مصر .في ذلك العام على ما أذكر تقدمتم للترشيح في قائمه مستقله لعضوية الإتحاد القومي عن قطاع في مدينة حلب,وقد نجح والدي الأستاذ ياسين رحمه الله بالتزكيه في أحد قطاعات المدينه بينما حققتم اخي الفاضل كما تذكرون اعلى رقم لمرشح من حيث عدد الأصوات على مستوى محافظة حلب. فالشعوب أخي الفاضل تملك حاسة سادسه لا سلطان عليها سوى ضمير الإنسان المشبع بالعقيدة الصافيه ,فأرضى الشعب الحلبي ضميره بإنتخابكم فكنتم خير من يمثل أمته.

ولكن لماذا اقدم لقرائي الأعزاء هذا التاريخ الموجز عنكم في هذه المرحله الحرجه من تاريخ وطننا السوري الغالي؟

الحقيقه  لدي اكثر من سبب لذلك 

السبب الأول: لأقول لجيل الشباب الذين لم يتعرفوا على تاريخ شبابكم الناصع اي رجل ورع تقي وطني إنساني هم يملكون.

والسبب الثاني: لأقول لكم أي مسؤولية وُضعت على عاتقكم في هذه المرحله الحرجه التي يمر بها وطننا الغالي.

أستاذي الفاضل..

النظام قالها صريحة :من لم يكن معنا فهو ضدنا محاولاً إحداث فتنة عن سبق  إصرار وترصد.بينما نحن الشعب نشد إزر بعضنا بعضاً حتى لاتنفذ فتنتهم عبر نسيجنا المتماسك كأبناء وطن واحد مصيره وهدفه واحد,ولما فشلت فتنتهم أفجعوا الأمه بتيتيم أولادها.. وترميل نسائها.. وقتل شيوخها.. وذبح شبابها وتدمير بنيانيها.. وسجن عقلائها.. وتهجير علمائها ,فحولوا الوطن إلى مزرعة كبيرة لهم.. عمّالها وزرّاعها وفلاحيها هم الشعب السوري بأكمله فتحولنا جميعاً كعبيد لهم.

صحوة اليوم هي صحوة لإسترداد كرامتنا فُقدت منذ خمسين عاماً حتى نسينا طعمها..صحوة اليوم هي صحوة لإسترداد حريتنا التي حدثنا عنها سيدنا عمر رضي الله عنه والتي فقدناها منذ خمسين عاماً حتى نسينا تهجئة حروفها.

أستاذي الفاضل.. 

وبحكم مسؤوليتكم الحاليه وبحكم تاريخكم الناصع وحاضركم المشرف..فإني أضم صوتي لصوت المخلصين الشرفاء من أبناء وطننا الغالي وأبناء مدينتكم الشهباء التي أولتكم ثقتها بالأمس واليوم فإني أناشدكم بقلب مخلص ان قدّموا إستقالتكم بالطريقه  والتوقيت الذي ترونه مناسباً لكم على أن يكون قريباً ..قريبا..سائلين الله أن يحفظ الوطن من عبث العابثين..إن الله سميع مجيب

والسلام عليكم ورحمة وبركاته

أخوكم

مهندس هشام نجار

مدير المشاريع الهندسيه لإدارة الصحه في مدينة نيويورك 

المنسق العام لحقوق الإنسان في نيويورك

عضو المجلس الإقليمي لمناهضة العنف والارهاب ودعم الحريات وحقوق الإنسان