عزيزك بشار يا علاونة

فاروق مشوح

صنم من أصنام لا تملك طهر الصنم

أبو سعيد فاروق مشوح

نشرت جريدة السبيل الأردنية1/5/2011م العدد 1578 مقالا على الصفحة الاقتصادية ؛ لمحرر " البعد الثالث " محمد العلاونة ؛ يتغزل فيه برئيس النظام السوري بشار ، ويداعبه مداعبة المدللين ، حتى لغة المقال ، تكاد تحمل لثغة الأطفال ؛ فهذه اللهجة اللينة ولا أقول _ غير ذلك _ أقرب للطفولة منها للرجولة .. واسمع مني عزيزي المحترم ...

أولا _ لماذا تكتب في موضوع غير اقتصادي على هذه الصفحة ، وبخاصة أن هذا الموضوع الذي نحن بصدده هو خبر الساعة اللاهب ، وقضيتها الشاغلة ، وأزمة الأمة الملحة .. وأنت مختص على هذه الصفحة في القضايا الاقتصادية ؛ لغة الأرقام ، ومنحنيات البيان ، واللهجة الماشية بين الناس .. تلك التي لم تكن في حال من الأحوال لغة القضايا الساخنة ، والمشاعر المحتدمة ، ولن تكون .. ليس عندي من تعليل لمعالجتك هذا الموضوع ، بهذا الشكل الهابط ؛ إلا إنك مدفوع إليه دفعا من نفسك الهاوية للزعامات العائلية ، والتي تغريك بالشعارات دون المضامين ، والدعاوى بلا تحقيق ولا إنجاز ، والمواعيد بلا مصداقية أو حقيقة .. يمكن لي أن أقول أيضا أنك مدفوع لهذا الكلام ؛ لأن جريدتك التي تتربع على عرش صفحة من صفحاتها باستمرار وبلا مغادرة .. قد أوحت إليك إيحاءا ما .. ذلك أن الجريدة المذكورة ، سبق أن مارست الهوى والشباب مع النظام ؛ عندما نشرت على صدر صفحتها ، وعلى العرض الكامل ؛ يوم تشكيل الوزارة السورية ، صورة الخشب المسندة ، أو المحنطة لا خلاف .. من أعضاء وزارة النظام الجديدة جدا جدا ..!! وقد علقنا عليها يومذاك ، برد أرسلناه إلى الجريدة _ وطبعا _ لم تنشره ولن تنشر أمثاله على طول الخط ...

لقد رأينا في ردنا الذي كتبناه ذاك ، أن مثل هذا النشر لمواد إعلامية سورية استفزاز مرفوض ؛ يدفعه هوى متبع ، ورغبة بلا زمام ؛ يقود أصحابه إلى تحدي كل حر في هذه الأمة يطمح إلى التخلص من ظلم جثم على صدر شعبنا خمسين عاما أو قريبا من ذلك .. ثم قامت الجريدة بنشر مقال أحمد نوفل ، وهو أكثر استفزاز ، وأمعن في التحدي لإرادة الأمة ، وانطلاق ثورتها على جلادين مستبدين ؛ فيما رحب د. نوفل بمقاله بأكثر هذه الثورات التي استقرت أوضاعها أو هي على الطريق ؛ باستثناء ثورة الشعب السوري ، الذي عانى من نظامه أكثر من أي شعب عربي آخر .. وقال داعيتنا نوفل ؛ أنه إذا كان له أن يتمنى أن لا تأتي رياح الثورة إلى دولة ما في العالم فهي سورية " .. هذه بعض كلمات المذكور في مدح نظام الإجرام السوري ، في مقاله " خطاب مفتوح غير موجه لأحد .." وعندما جاءت الردود الغاضبة على كلامه آنف الذكر رد بمقال ليس دفاعا ... وما كتبه الأخ الكريم لا يمكن أن يفهم منه غير الدفاع عن نظام فقد كل مبرر لوجوده ، وختم نوفل قائلا " قد يكون هذا المقال خاتمة المطاف في هذه الصحيفة وفي غيرها ، ورحم الله امرأ أراح واستراح " ونحن نقول يرحم الله كل من يُريح ويستريح " ، إذا كان كلامه الذي يخاطب به الأمة مدحا للأنظمة الشمولية البوليسية المعمرة ...

ثم جاءت ثالثة الأثافي ؛ السيد علاونة ينشر علينا مقاله آنف الذكر في مكان ليس مكانه المناسب ، ولا زمانه هذا الزمان الذي تتحطم فيه الأصنام أمام أعيننا ؛ حيث يضع _ المذكور _موقف النظام الجمهوري الوراثي البوليسي الشمولي العائلي الدموي " تاجا فوق رأسه " ، نبارك له مثل هذه التيجان التي لا يشرف أحدا من الأحرار ان يضعها على رأسه ؛ رغم أن النظام المذكور الموضوع تاجا على رأس الكاتب ؛ قاتل إسرائيل وحرر فلسطين وللأسف نسي الجولان أو لعله باعها لا ندري ، وقد يحررها في جولة قادمة ..!! ، علما بأن أعداءنا في إسرائيل ، وكما تذكر كل تقارير العالم الموثوقة ، ووثائقها المعلنة يتزلزل كيانهم خوفا وفرَقا ، رعبا وانهيارا لأن " رجل العرب الأول وقائد هذه الأمة " !!!!! يكاد يهوي على أم رأسه وهم _ أعني الإسرائيايين في أشد الحاجة إليه حتى تبقى دولتهم آمنة وكيانهم محروس بحماية نظام عزيزك بشار أيها الأخ الكاتب العزيز ، " إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " ...