تحطيم الأصنام وإسقاط النظام

فاروق مشوح

في ثورة المنطقة الشرقية من سورية

فاروق مشوح

ويسألونك عن المنطقة الشرقية من سورية ؛ دير الزور ، الميادين ، البوكمال ، وشطرها الشمالي ؛ الرقة وما يتبعها .. هذه المنطقة الممتدة من تخوم الفرات الأعلى القريب من الحدود التركية وحتى حدود السواد العراقي في منطقة البوكمال .. .

ويأتيك الجواب : هذا الفرات الكريم يفيض بالثورة ، وأرضها على جانبيه تعلن على النظام الجائر الغضبة ؛ ففي الميادين بدأت المظاهرة من جامع السلام باتجاه ساحة البلدية ، هاتفة بسقوط النظام ، مطالبة بالحرية والوحـدة الوطنية ؛ حتى وصلت إلى فرع الأمن العسكري متحدية ؛ أين الشبيحة ، تعالوا أيها الجبناء ، جبناء ، جبناء .. ثم جالوا في ساحة السرايا ، وحطموا أصنامها ، وأزالوا تماثيل العار في عهد بشار ، منطلقين إلى ساحة الحزب الأسود ، حيث واجههم الرصاص الحي من قوى الظلام الأمنية ؛ لكن أسود الفرات ، وأبطـال الزور ؛ ثبتت في وجـه الطغيـان ؛ مرددة " حرية حرية ، والموت ولا المذلة ، والشعب يريد إسقاط النظام  " .. وفي أنباء غير مؤكدة أن الأحرار الثائرين في البوكمال والميادين أتموا تطهير البلد من عناصر الامن ، ثم جاء نبأ في ساعة متأخرة من الليل أن الاشتباكات بين الثوار الأحرار ، وبين عناصر الأمن الفجار لا تزال قائمة ...

هذا في مدينة الميادين الواقعة على الفرات بين دير الزور والبوكمال قد خرجت قبل هذه الجمعة العظيمة في جمعتين سابقتين ، وكانت لها حركات متفرقة فيما بينهما ...

وقل مثل ذلك أو يزيد في مركز محافظة الفرات ؛ دير الزور ؛ ولعل احتجاجاتها أكثر عددا ، وأمضى قوة ، وأشد وهجا ؛ إذ حطموا التمثال الأسود وحرقوه حتى يزيد في سواده، سود الله أيام الظالمين ..! ولا تنس المدينة الحدودية الشهيرة البوكمال ؛ فقد ظهر اسمها على الفضائيات ، قبل هذه المواعيد بل قبل هذه الجمعة العظيمة التي أخذت من اسمها رمزية الإيحاء الوطني ، وتباشير الانتصار المنتظر لشعب سورية على نظام لم يرع لله حرمة ، ولا للمواطن كرامة ، ولا للوطن عزة ومنعة ، " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " ...