عندما يعجز الحاكم عن حماية شعبه

طارق أبو جابر

طارق أبو جابر

كل الناس ، البعيد والقريب ، والعدو والصديق ، والمحب والمبغض ، كل الناس عرفوا الحقيقة ، وعرفوا المجرم الذي يريق دماء الشعب السوري ، والمجرم - الذي هو النظام الحاكم في سوريا - لا يخفي نفسه ، ويعلنها صريحة بأنه سيتصدى ويقمع ويمنع ويقتل .. ولن يسمح بالتظاهر ، وإعلان المطالب ، والمناداة بالحرية ، وأنه سيتصدى لكل من يتظاهر ، وهو بذلك لا ينكر الجريمة فحسب ، وإنما يحرص على أن يؤكدها ، ويؤكد للشعب ، والشعب ليس بناس ، وكيف ينسى ؟ وهل ما فعله هذا النظام بحق هذا الشعب ، من قصف للمدن بالطائرات والراجمات ، وجزر المعتقلين في السجون ، والمحاكم الميدانية .. هو شيء ينسى ؟ إنه يؤكد دائما أن القتل هو الرد على من يطالب بالحرية والعدالة والكرامة وحقوق المواطنة .. وهذه المراوغة التي يظهرها النظام أمام وسائل الإعلام ، ليست إلا من أجل التهرب من الرأي والعام ، وإدانة المنظمات والمحاكم الدولية ، التي ربما لا يسعها السكوت على من يعترف بالجريمة ، وتضطر إلى إدانته وإحراجه أمام العالم .. هذه حقيقة فهمها الناس كل الناس ، وباتوا يفصلونها لنا – نحن المهجرون في أصقاع الأرض – قبل أن نوضحها لهم .. لم يعد الأمر خافيا على أحد ، وعلى الرغم من ذلك ، فإن هناك من يتفنن ،ويفتري، ويزور ، ويبرئ رأس النظام من هذه الجرائم ، وينسبها إلى أطراف وجهات خارج السيطرة !! حسنا ... وإذا صح هذا الزعم ، فإنه والله هو بيت القصيد ، كما يقال ، فليعلم الناس والعالم والمنظمات الدولية وهيئة الأمم وكل من يعنيه شأن الإنسان وحياته ومصيره .. أن في سوريا من يقتل الذين يتظاهرون بطريقة سلمية تماما من أبناء الشعب السوري ، ، بشهادة العالم ، وأن حاكم سوريا بشار الأسد غير راض بهذه الجرائم ، وغير قادر على السيطرة على هذه العصابات ، التي يعرفها هو ، وتعرفها أجهزة أمنه ، ويعرفها الشعب ، بالاسم والصوت والصورة ، ولا يستطيع منعها من ممارسة القتل بحق الأبرياء ، وغير قادر على منعها من الفساد ، ونهب خيرات البلاد ، وإهانة كرامة المواطن ، لأنه ليس الحاكم الفعلي ، وإنما هو (طرطور) ، كما يقولون في البلدي ، وهذا أصدق وصف له ، أو هو: مثل (عضرط )لا يحل ولا يربط ! إنه صورة وهيكل وستار لا أكثر، أليس هذا ما يريد إيصاله منظرو النظام وببغاوات إعلامه الحقير التافه ؟ أليس ذلك من أجل إرهاب الشعب بالعصابات (الغريبة) ، والسيارات (المجهولة) ، مع التأكيد على عجز النظام عن ردعها ومنعها ومحاسبتها، إصرارا على الجريمة ، وترهيبا للشعب .. في حين هو قادر على قتل الشعب وقمعه وسجنه ، والتنكيل به .. هذا من جانب ، ومن أجل التنصل من المساءلة الدولية ..وهذا من جانب آخر. فهل هذا الطرح يعفي النظام من المسؤولية ؟ أما الشعب فقد حزم أمره ، واستعد للتضحية ، وليس من متظاهر يخرج وينادي إلا وضع روحه على راحة كفه ، ولا يهمه أكان مصرعه على يد عصابات العائلة الأسدية المجرمة (الشبيحة) ، أو على يد جنود (عضرط ) المجرم الأكبر، فالأمر سيان . لقد وصل السيل الزبى ، وأيقن الشعب أن لا خلاص له من هذه العصابات العائلية الأسدية الفاسدة المجرمة إلا بكشف حقيقتها ،ومواجهتها بالصدور العارية ، حتى يضج العالم ، وتهتز الضمائر الهامدة ، ويسمع من به صمم ، ويستيقظ النائمون والغافلون .. ويكتسح السيل الهادر ، والصدور العارية حصون النظام ، وقلاع المتآمرين ، عندها سيعلم هذا النظام أن الله حق ، وأن إرادة الشعب هي من إرادة الله ، وأن الثورة هي صوت الله النافذ ، وحكمه العادل على القتلة واللصوص والمجرمين. والله أكبر على من طغى وتجبر ، وطوبى للشهداء الأبرار ، والفوز لهم ، والعز لهم ، ولله الحمد !