بقايا حكام ... ولو على أشلاء الوطن

م. هشام نجار

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

أعزائي القراء

عندما بدأت ثورات الشعوب العربيه بالإنطلاق بريادة الثوره الشعبيه التونسيه ,تنبه النظام السوري مبكراً الى التحرك الشعبي في بلاد الثورات ومعالجة أنظمتها لها , فكان هناك كما نعرف ما سمي بالمدرسه التونسيه والمصريه والجزائريه واليمنيه والليبيه وكان لكل منها خصائصها, محاولاً الإستفاده منها قدر إستطاعته .وقد تسربت أنباء من دمشق عن مسؤول حزبي رفيع تم توقيفه مؤخراً ووضعه في الإقامه الجبريه, أنه ومنذ الساعات الأولى للثوره التونسيه تم تشكيل لجنه خاصه لدراسة سبل معالجة الثوره السوريه المنتظره والتي توقعوا حصولها في شهر حزيران/يونيو القادم الا أنها فاجأتهم في آذار/مارس حيث كانت الخطه الأمنيه في حينه لم تأخذ شكلها النهائي.بالرغم من ان العمود الفقري للخطه الأمنيه كان واضحاً ويعتمد على خطه إدخال السلاح عن طريق إختراق الكتل الشعبيه المتظاهره في شوارع المدن السوريه وقراها  بواسطة فرق مخابرات مدنيه تم فرزها خصيصاً لهذه الغايه وقد قُدّر اعدادها بين ١٠٠٠٠ عنصر إلى ١٥٠٠٠ عنصر لهم قدرة التحرك السريع بين المدن والقرى الثائره . هذه الفرق والتي أُطلق عليها الشبيحه تقوم بتصفية النشطاء في المظاهرات إضافة إلى عناصر عسكريه الرافضه لإطلاق النارعلى المتظاهرين وعند إنتهاء مهمتها تنسحب تحت مظلة أمنيه

 أعزائي القراء

كان كل هم النظام هو قلب التظاهرات السلميه إلى تظاهرات مسلحه تعطيه مبرراً لشيطنة المطالب الإصلاحيه وبالتالي ضبط المظاهرات وإخلاء الشارع. ولكن من هي الجهة التي سينسب لها حمل السلاح والدوله التي يعبر منه إلى سوريا؟

كانت توقعات النظام من أن شرارة الثوره ستنطلق من المناطق الشرقيه حيث الكثافه الكرديه حسب ماصرح به المصدر الحزبي المنشق.فكان ترتيب الأمور مع طرف من المخابرات العراقيه على فبركة قصة القاعده من الطرف العراقي والسلفيين من الطرف السوري. إلا أن المفاجأه كانت عندما إنطلقت الثوره من درعا جنوب سوريا, فوقع النظام السوري في حالة إرباك شديد فأضطر إلى فبركة قصه سريعه إتهم فيها جهات فلسطينيه ولم ينس ان يُدخل معهم  الأردن ,وكالعاده رمى ببضعة رشاشات وقنابل ممزوجة بحزم ماليه على سجاد المسجد العمري في درعا مع كاميرا رسميه لتصوير المسرحيه محاولاً إقناع شعبه والعالم بنظرية المؤامره .لقد كان رد فعل الجهات المتهمه الفلسطينيه والأردنيه بارداً جداً لإظهار ان هكذا تهمه لا تستحق حتى الرد عليها. فبدأ النظام بخطة إنسحاب تكتيكي من هذه الخطه حتى ماتت تماماً

.ولما بدأت الثوره بالإنتشار ووصلت حمص والساحل السوري,فقد تم إرجاء خطة القاعده العراقيه/السلفيه السوريه للمره الثانيه وإستبدلت على عجل بسيناريو لبناني يتهم تيار المستقبل اللبناني/جماعة الإخوان المسلمين السوريه .كان رد جهتي الإتهام ساخراً وبارداً ومقتضباً ايضاً,فلم يستطع النظام السوري التركيز طويلاُ على هذا الإتهام  لعدم وجود قاعده عريضه لدعمه فصمتوا عليه.ولما تحرك الأكراد في شرق سوريا تضامناً مع بقية المحافظات السوريه,عندها عاد النظام لخطته المشتركه مع المخابرات العراقيه والتي تعتمد على القاعده العراقيه / والسلفيه السوريه ولم يغير رأيه حتى الآن بهذه المسرحيه.

لا يوجد في سوريا تيار هام للسلفيه ولم تكن سوريا حاضنه لتنظيم القاعده في يوم من الأيام..ولكن المعروف ان المخابرات السوريه أسست  تنظيماً خاصاً بها إسمه جند الشام وكانت الغايه منه تقديم إثبات لأمريكا ان النظام السوري لديه ما يفعله  لصالحها في خدمة مكافحة الإرهاب.

أعزائي القراء

بالرغم من أن النظام السوري قد أتيح له وقتاً كافياً منذ ثورة تونس لإختراع سيناريو ناجح لإنقاذ نفسه, الا أنه يبدو أن إمكانياته التكتيكيه لاتسمح له بأكثر من ذلك حتى أن الشعب السوري اليوم يتندر ساخراً بقوله  من أن السيناريو القادم سيكون إتهام دولة زيمبابوي

  إخوتي وأخواتي

لقد إستنتجت الشعوب من خلال ثوراتها ان الحكام غير قادرين على إجراء إصلاح شامل لأن ذلك يعني بالنسبة لهم رحيل شامل .

  فيفضلون أن يبقوا بقايا حكام ولو على أشلاء الوطن.. ولكن الشعوب قادرة بعد رحيلهم على تجميع الأشلاء وإعادة بناء الوطن.

مع تحياتي