الزعيم الليبي هو الوحيد الذي قالها صراحة

د.عبد الغني حمدو

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

عندما تحركت جماهير ليبيا مطالبة بالتخلص من القذافي , فرد عليهم القذافي بكلمات عبر عن داخله ونظرته لشعبه , فقال جرازين وعملاء ومندسين , وسوف نلاحقكم شبر شبر زنكه زنكه

العبارة للتي نطقها القذافي ليس من السهل ان ينطقها أي حاكم عربي , مع أن الذين سقطوا منهم ومازال يقاوم البعض كزين العابدين وحسني مبارك ومراوحة عبد الله صالح في المكان ينتظر اللحظات الأخيرة , وكذلك بشار الأسد

التشابه بين هؤلاء هو النظرة لشعوبهم , وأن هذه الشعوب ماهي إلا حشرات وجرزان , فكيف لهذه المخلوقات أن تطالب ممن يعتبر نفسه إلها لاينازع .....أن تقول ولو حتى .......آخ

كلهم خرجوا على العالم بنفس الإسطوانة مندسين وعملاء لإسرائيل , وإسرائيل هي المحركة لهذه الجماهير

مع أن إسرائيل مرعوبة جداً من الحراك الشعبي العربي , وهي من أكثر الدول في العالم تشجع على بقاء هذه الأنظمة الإستبدادية , وهي أكبر المستفيدين من بقاء هؤلاء الحكام , فمنذ 1974 لم يحصل أي اشتباك بين قوات العدو الصهيوني والدول المحيطة بفلسطين , والجولان المحتل أكثر المناطق المغتصبة أمناً في كل مساحات الكيان الصهيوني , منذ 47 عاما مضت وحتى الآن

فهل يغقل أحد أو يمكن أن يصدق شخص فيه ولو حتى ربع عقل أن إسرائيل ستكون داعمة لإسقاط النظام السوري على الأقل ؟

هذا السؤال متروك لكل من يدعي أو يصدق أن من يقوم بعمليات القتل داخل سورية للمتظاهرين هم مندسون , أو يريدون إشعال الفتنة الطائفية داخل سورية ؟

إذا كان النظام حريصاً جداً كما يدعي على عدم جر البلاد لفتنة طائفية

والسؤال هنا من هؤلاء الذين يقتلون المتظاهرين ورجال الأمن ومن الجيش ؟

إن النظام هو أول الناس علما بهم وهو من يمولهم وهو من يوجه لهم الأوامر

ليس هذا اتهام بدون دليل ولا رمي بالغيب , فالشعب السوري يعرف حقيقتهم بالكامل

حركة الشعب السوري والمطالبة بزوال الدولة البوليسية والتي مضى عليها خمسة عقود , أسقط من حسابه أي شعار طائفي , وأن تراب الوطن السوري هو لكل السوريين مع أنه يعرف الحقيقة كاملة , ومع هذا فهو مصر على أن حراكه وثورته ليست طائفية ولن تكون أبداً

التوجه الطائفي نابع من عند النظام , وهو يريد أن يجر الشعب لذلك , فالنظام الإستبدادي يلجأ لورقة الحرب الطائفية عندما يرى أن مركزه أصبح ضعيفا كما الحال في سورية وفي غيرها يكون مثلا اللجوء للورقة العرقية أو العشائرية بحسب تركيبة المجتمع المحكوم بنظام استبدادي قمعي

وكل الشعب السوري يعرف أن النظام الحاكم في سورية يعتمد على طائفته  وتسليم المراكز المؤثرة في الدولة لأبناء الطائفة نفسها , وعندما انتفض الشعب السوري بهبة جماهيرية ضد الوضع القائم , فحاول كبح ذلك بالقوة ولكن الثورة زادت اشتعالاً , ووجد الطريق أمامه صعب للغاية في تململ الجيش والكثيرون من رموز الطائفة التي يمثلها

وكان أن شجع الشبيحة من طائفته فمن هم الشبيحة ؟

الشبيحة في سورية مجموعات متفرقة يقود كل مجموعة منها أحد العناصر التابعة لعائلة بيت الأسد , فعندما يبلغ الشخص منهم سن ال18 أو أقل أو يزيد يكون مجموعة حوله محمية من قبل النظام ولا تستطيع أي جهة أمنية محاسبتهم يعملون في التهريب وتجارة المخدرات والسطو ويأخذون الأتاوات من الناس , ويفعلون أي شيء لحسابهم الشخصي ومزاجهم والإعتداء حتى على حرمات الناس , ومنهم حافظ الأسد ابن عم بشار الأسد على سبيل المثال ولهم لباس خاص وحلاقة شعر الرأس على الصفر وعندهم أحدث الأسلحة , وهؤلاء بالتهاون مع بعض رجالات الأمن والمنتمين لنفس الطائفة هم من يطلقون النار على المواطنين وعلى الأمن كذلك لإيهام الناس أنهم مندسون من الخارج

أما العناصر والضباط والذين تم قتلهم وإعدامهم رمياً بالرصاص كان السبب في رفضهم إطلاق النار على المتظاهرين , وهذا حصل من قبل ضباط في الحرس الجمهوري التابع لماهر الأسد , كما حصل للمقدم قطاش من حلب رحمه الله وعشرة جنود معه أعدموا ميدانيا في بانياس

إن النظام الإستبدادي ينظر لمواطنيه كما عبر عنها القذافي , ولايهتم بقتل عشرات الآلاف منهم في مقابل بقائه على السلطة

في مصر كان النظام المصري يخير الشعب بين بقائه في الحكم وبين الحرب الطائفية , وعندما سقط النظام تبين أن الذي كان يشعل ذلك الحرب ويحضر لها هو النظام وليس الشعب المصري

وفي سورية فالنظام يسعى جاهداً لتحويل الصراع بين الشعب والنظام , إلى الصراع بين الشعب السوري وبين طوائفه , حتى يقنع الناس أن النظام هو من يحمي اللحمة الوطنية

ولكن هذه الخطة أصبحت مكشوفة ولن يستطيع النظام بعد الآن تمريرها

والذي يؤكد سعي النظام لتحويل الصراع لصراع طائفي أن كل الذين استشهدوا من المواطنين العزل و من عناصر الجيش والضباط والأمن ينتمون لطائفة واحدة , ولا يوجد بينهم عنصر واحد ينتمي لطائفة بشار

السؤال هنا لماذا يقتل المندسون حسب تسمية النظام فقط من طائفة واحدة , الطائفة السنية ولا يقتلون من الطائفة العلوية ؟

نحن لانريد أن يسفك أي دم من أي مواطن سوري فكلنا أخوة في الوطن

ولكن حسب وصف النظام لما يجري في سورية والسعي لجر البلاد إلى فتنة طائفية  وسؤالنا له

بما انك وصفت هؤلاء المندسين بمجموعات تكفيرية أو التمثيلية على التلفزيون من أن الإخوان المسلمون هم وراء هذه العمليات , فهل عندك الإجابة لهذا السؤال وهو من حقي وحق اي مواطن سوري :

لماذا القتلى فقط من الطائفة السنية ؟

ومع أن هذه المعلومات والتي يعرفها القاصي والداني في سورية من أن النظام يحكم باسم الطائفية ويقتل باسمها , مع أنه لايمثل إلا جزءاً بسيطا منها , أي من طائفته فالغالبية من طائفته ليست معه وأظهرت الأحداث الأخيرة من يساند النظام بالفعل , هم هذه العصابات والذين أطلق النظام عليها اسم جديد هم اللجان الشعبية وهذه اللجان لأول مرة يسمع فيها الشعب السوري , وهي المدعومة من قبل المخابرات ومن الحرس الجمهوري ومن رأس النظام

وبما أن الحركة شعبية تريد صالح المجتمع السوري فالشعب السوري بكافة أطيافه يسير للوحدة الوطنية وليست للتفرقة , ولا يريد محاكمة أحد أو قتل أحد إلا المتورطين والذين سيتورطون في الدماء الزكية السورية

فلقد سفكت دماء كثيرة ومعتقلون كثر وإرهاب الناس وهذه هي وقود الثورة مع متطلباتها الكاملة قبل ذلك , وما على النظام السوري إلا أن يبتعد عن هذا الكذب والتلفيق ويعترف بشعبه وأنهم من البشر لاكما عبر عن الشعب الزعيم القذافي

 فلا طائفية وسورية لكل الشعب ولن يسكت هذا الشعب العظيم حتى ينال حقوقه

فنصيحتي للنظام لن تستفيد شيئا من ألاعيبك الطائفية إلا المزيد من سفك الدماء وبعدها النهاية محتومة لصالح الشعب السوري كله بكل طوائفه وقومياته وأعراقه , فكفاك إراقة الدماء وخذ الأمر من قاصره , واعترف بالشعب وأن هذا الشعب شعب الأحرار وليسوا عبيداً في مزرعة بيت الأسد