حافظ الأسد يصفي اللواء محمد عمران
حافظ الأسد يصفي اللواء محمد عمران
محمد عمران ضابط علوي ( بالنسب والفكر ) ،من محافظة حمص ومن قرية (المخرم ) شرقي حمص ، ومن أعضاء اللجنة العسكرية :
يقول باترك سيل (ص 158 ) : ( .... لم يكن لدى عمران ميل للقسوة ، فقد كان يريد المصالحة مع الناصريين ، وعارض استعمال الدبابات في حماة (1964) ، وكان صلاح جديد يؤمن بأنه لابد من استعمال القوة ، وكان الأسد ينصت إلى الشجار بين عمران وجديد ، ووقف فترة متردداً، وأخيراً انحاز إلى صف جديد ، ويقول حافظ : هذا الانحيـاز لجديـد كان إلهـامـاً من علم الغيب ([i])!!! . وهذه الجمل تبين أن حافظ الأسد ليس له ناقة ولاجمل في خلاف جديد وعمران ، سوى أن يضرب أحدهما الآخر ليزيله من طريق حافظ الأسد نحو تنفيذ مخططه ... ومن مصلحته أن يقف مع القوي ، كان متردداً ( أي لامبدأ عنده ) ، ثم وقف مع القوي وهو جديد ..
وعندما شعر عمران بالعزلة داخل اللجنة العسكرية اتجه إلى القيادة القومية، وباح لعفلق وجماعته القديمة بسر اللجنة العسكرية ، فجُرد من صلاحياته ، وعين سفيراً في اسبانيا ... وكانت التهمة الموجهة له هي التحريض الطائفي داخل الجيش .
وانتقلت قيادة القوة الصغيرة التي شكلت لحماية الحزب والثورة بقيادة عمران ، انتقلت قيادتها إلى الشاب المراهق رفعت الأسـد . وكانت هذه نواة سرايا الدفاع . ثم أعادت القيادة القومية التي حلت القيادة القطرية ، وحاولت الإمساك بزمام الأمور ، أعادت عمران وعين وزيراً للدفاع ، وبعد حركة (23 شباط 1966) خرج عمران إلى لبنان ، وهناك تم اغتياله بأوامر من حافظ الأسـد . وبالطبع تخلص حافظ الأسد من عشرات الضباط العلويين أنصار محمد عمران ....
[i] ـ بالطبع مثل حافظ الأسد يقف مع الأقوى دائماً ، ولو وقف مع الأضعف ، انتهى مع الأضعف ، أما عندما يقف مع الأقوى ، يبقى ثم يتصارع مع هذا الأقوى نفسـه ، وكان حافظ الأسد كان متردداً ، يقف مع عمران أم مع جديد ، ولم يكن متأكداً من سينتصر ، ومن عادته أنه حذر جداً ولايغامر ، ويعمل في السياسة بعقلية الطيار ، ويبدو أنه في تلك المرة وقف مع جديـد ضـد عمران ولم يكن متأكداً (100 % ) أن جـديـد هو المنتصر ... ولما انتصر جديد على عمران يقول حافظ أن وقوفه معه كان من علم الغيب ..ولم يكن له مبدأ يقف معه ...بل يقف مع المنتصر ليتخلص من إحدى العقبات أمام هدفه الأخير .