لا أستغرب ما يقوم به النظام السوري من مهمات قذرة

محمد فاروق الإمام

لا أستغرب ما يقوم به النظام السوري من مهمات قذرة!!

محمد فاروق الإمام

[email protected]

بثت قناة التلفزيون الفرنسي (فرانس24) تقريراً أشارت فيه أن طيار سوري الجنسية وآخر ليبي الجنسية كانا على متن الطائرة الحربية التي تقصف الثوار في ليبيا.

وأظهر التقرير الذي بثته القناة، أن الدفاعات الأرضية التي بحوزة الثوار قد تمكنت من إسقاط طائرة حربية في الصحراء الليبية. ولدى توجه كاميرا القناة مع الثوار لموقع إسقاط الطائرة، شوهدت أشلاء طيارين قتيلين مع أجزاء الطائرة المتحطمة على الأرض. وأظهرت أوراق الطيارين القتيلين أن أحدهما سوريّ والآخر ليبيّ. وذلك بحسب مراسلة (فرانس24).

فيما أشارت نشرة (انتلجنس أونلاين) إلى وجود طيارين سوريين يستعدون للمشاركة في تنفيذ أوامر العقيد القذافي وضرب المتظاهرين والثوار الليبيين.

بعد نشر هذا التقرير، أوردت قناة الجزيرة ما يلي: (نقل مراسل الجزيرة من رأس لانوف عن الثوار قولهم إنهم أسقطوا طائرتين مقاتلتين وأخرى عمودية قرب بن جواد، وإنهم أسروا طيارين قالوا إنهما سوريان).

بداية أعتذر لأحرار ليبيا عما يفعله طواغيت بلدي وسفهائهم، وأشعر بالعار والخجل مما يقترفه النظام القمعي السادي الفاسد في بلدي سورية من جرائم بحق الثائرين على الديكتاتور الأرعن معمر القذافي، وما يتعرضون له من إبادة جماعية على يد هذا المخلوق غير السوي.

يا أهلنا الثائرين على طاغية ليبيا إن الكلمات لتعجز عن التعبير عن الأسف أو الاعتذار إليكم وأنتم تخضبون بدمائكم الطاهرة الذكية صحراء ليبيا ووهادها وجبالها وساحات وميادين مدنها من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وتتصدون إلى أشرس هجمة بربرية بصدوركم العارية ولحم أجسادكم الطاهرة.. نعتذر إليكم ونحن لا نملك إلا الدعاء لكم، فقد حال حكامنا الطغاة دون نصرتكم، بل وتمادوا في المشاركة في ذبحكم وقتلكم كما فعلوا بنا على مدار 48 سنة سالت فيه الدماء أنهاراً في كل بيت وكل حي من مدننا السورية.

إن ما دفعه الشعب السوري من فاتورة بغاة النظام السوري هي فوق الوصف وفوق الخيال، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإننا نستذكر بعض مجازر النظام السوري ومذابحه التي أقامها لنا وللأخوة الفلسطينيين والإخوة اللبنانيين والأخوة العراقيين منذ ما يقرب من نصف قرن، علها تكون سلوى لكم وتعذروننا فلا حول لنا ولا قوة، فإذا جند القذافي الكتائب الخاصة لقهركم وذبحكم فإن النظام السوري جهز لذبحنا (سرايا الدفاع، وسرايا الصراع، والوحدات الخاصة، وشبيبة الثورة، والحرس القومي، ومخابرات أمن الدولة، والمخابرات الجوية، والمخابرات العسكرية، والأمن السياسي، ومخابرات فرع فلسطين، والفرق العسكرية بكل تصنيفاتها، والتي لم تعد مهمتها في حماية الوطن والدفاع عن ترابه منذ العام 1974 بعد اتفاقية فك الاشتباك مع العدو الصهيوني في الكيلو 54  واقتصرت مهمتها على حماية النظام وقمع الشعب، والعديد مما لا نعرف من أجهزة النظام السرية التي يمكن تسميتها بالبلطجية)!!

في العام 1963 ارتكب النظام السوري مجزرة الأركان بحق الضباط المعارضين له وصفى ما يزيد على 200 ضابط من خيرة ضباط الجيش كفاءة وخبرة.

في العام 1964 أقدم النظام على ارتكاب مجزرة بحق المصلين المعتصمين بجامع السلطان في مدينة حماه وهدم براجمات الصواريخ المسجد عليهم، وفي نفس العام ارتكب مجزرة في مدينة بانياس راح ضحيتها نحو 20 مواطناً.

في العام 1965 دفع النظام بدباباته ومدرعاته لاقتحام مسجد بني أمية في دمشق وسوق المئات ممن اعتصم فيه إلى السجون والمعتقلات والمحاكم العسكرية.

في العام 1966 نشب صراع دام بين الرفاق البعثيين للاستئثار بالحكم راح ضحيته المئات من الضباط والسياسيين.

في العام 1967 تخلى النظام السوري عن مرتفعات الجولان دون دفع أو مقاومة للعدو الصهيوني بما أطلق عليه النظام (نكسة حزيران).

في العام 1970 قام وزير الدفاع في حينها اللواء حافظ الأسد بتصفية رفاقه البعثيين والإمساك بمقاليد الحكم.

في العام 1973 تخلى النظام عن 34 قرية حدودية للعدو الصهيوني عقب ما عرف بحرب تشرين (التحريرية).

في العام 1979 ارتكب النظام مجزرة في مدينة حماة راح ضحيتها نحو 500 من العلماء والأطباء والمهندسين والأساتذة والطلبة.

في العام 1980 ارتكب النظام مجزرة بشعة في حي المشارقة بمدينة حلب حيث ساق أكثر من 100 مواطن من بيوتهم، وكان من بينهم 13 شخصاً من عائلة واحدة - وكان يوم عيد – وأعدمهم بدم بارد. وفي نفس السنة ارتكب النظام مجزرة بشعة في مدينة جسر الشغور حيث أحرق سوق البلدة كاملاً وأعدم العشرات أمام ذويهم، وفي نفس السنة ارتكب النظام مجزرة في مدينة صرمدا حيث أعدم نحو 40 من شبابها، وكذلك فعل في مدينة معرة النعمان حيث ارتكب مجزرة بشعة بحق المحتجين على سياساته.

وتوج النظام مجازره في ذلك العام (1980) بارتكاب مذبحة بحق 800 معتقل في سجن تدمر الصحراوي معظمهم من الضباط والعلماء والأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات والطلبة، ودفنهم في مقبرة جماعية في صحراء تدمر، ولا يزال نحو 20 ألف معتقل مفقودين من ذلك العام دون أن يعلن النظام عن مصيرهم حتى اليوم.

وفي العام 1982 وفي شباط تحديداً ارتكب النظام أبشع مجزرة في القرن العشرين والتي سميت بـ(مأساة العصر) حيث حاصر مدينة حماة واستباحها براجمات الصواريخ وقذائف الدبابات والمدفعية والطائرات لشهر كامل سوى مع الأرض أكثر من 12 حي بما فيها من مساجد وكنائس ومدارس ودور ثقافة ونوادي وتراث تاريخي، ثم أطلق ذئابه الجائعة المتوحشة في المدينة المنكوبة لتسبي وتقتل وتنهب وتسرق لأكثر من أسبوع، وكانت ضحايا هذه المجزرة البشعة – بحسب تقدير المنظمات الإنسانية العالمية ووكالات الأنباء الأجنبية – قد جاوزوا 30 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى وتهجير نحو 300 ألف مواطن من سكانها فروا طلباً للنجاة.

وفي نفس السنة ارتكب النظام السوري مجازر بحق الفلسطينيين المقيمين في لبنان وأرغم الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير التي كان يقودها ياسر عرفات على الرحيل من لبنان بعد أن كبدها المئات من القتلى والجرحى، وفي نفس السنة صفى المئات من المقاومين اللبنانيين وجفف مصادر تموينهم.

وحتى تكتمل صورة العار فقد تخلى النظام السوري عن مواقعه التي كان يحتلها في لبنان عند اجتياح الصهاينة له واحتلال شارون لبيروت، إضافة إلى تدمير جميع مواقع صواريخ الدفاعات الجوية السورية التي أقامها النظام على حدود سورية مع لبنان، وتدمير ما يزيد على 80 مقاتلة سورية من قبل الطيران الإسرائيلي.

وفي عام 1990 شارك النظام السوري في العدوان الثلاثيني الذي قادته الولايات المتحدة في العدوان على العراق، ولوث أفراد جيشه أصابعهم بدماء الإخوة العراقيين.

وعلى مدار الأعوام التالية كان الطيران الإسرائيلي يسرح ويمرح في سماء سورية في نزهات متتابعة (ضرب عين الصاحب، التحليق فوق القصور الرئاسية، ضرب دير الزور وهي على بعد أكثر من 1000 كيلو متر من فلسطين المحتلة) دون أي تصد أو مجابهة بحجة أنه – أي النظام السوري – لا يريد أن ينجر إلى معركة يفرضها العدو، وإنه يحتفظ لنفسه بتحديد مكان وزمان المعركة مع العدو الصهيوني.

ما أتينا عليه غيض من فيض مما يسود صحيفة النظام السوري الذي لا يزال يمسك بتلابيب السلطة في ظل قانون الطوارئ المعلن منذ العام 1963 والقمع والفساد الممنهج، ولعل الإخوة في ليبيا يلتمسون العذر للشعب السوري الذي يتفطر قلبه عن كل ما يشاهده على شاشات التلفاز الفضائية من جرائم يرتكبها الطاغية الأرعن معمر القذافي بحقهم.

أخيراً لا يسعني إلا أن أجدد اعتذاري باسم الشعب السوري - المقهور بحكامه - للأحرار في ليبيا عما يقترفه النظام السوري من جرائم بواسطة بعض الطيارين السوريين الذين يزج بهم النظام إلى جانب ديكتاتور ليبيا في معركة الشعب الليبي الطامح إلى الحرية والانعتاق من العبودية والقهر والبطالة والإذلال والبطش، وإلى أن يتحقق لكم النصر فإن هناك في سورية أخوة لكم يتحينون الفرصة للانتفاض بوجه النظام الديكتاتوري السادي ويفعلون ما فعله أشقاؤهم في تونس ومصر وما تفعلونه أنتم وأحرار اليمن والعراق.