بيان القوى الوطنية للشعب السوري

أدباء الشام

يا أبناء شعبنا السوري بكل فئاته ومكوناته وشرائحه ،إن عاصفة الثورات التي تجتاح عالمنا العربي ، ستشكل مفصلا ليس في التاريخ العربي فحسب ،بل والتاريخ العالمي .

ونحن السوريون كنا طليعة الشعوب العربية في التحرر من الاستعمار ،وطليعة البلدان العربية التي أقامت نظاما وطنيا ديموقراطيا برلمانيا دستوريا، شكل منارة حرضت كل قوى الظلام والتخلف على الانقضاض عليها باسم شعارات كاذبة زائفة امتطتها لتجعل من سوريا مطية لتنفيذ مطامحها الانقلابية العسكرية الفاشية بعد أن فرغت جيشنا الوطني من كل القوى الوطنية التي نتشرف اليوم بالحديث باسمها....

لقد فرغت القوى الانقلابية العسكرية الفاشية الجيش السوري من كل كوادره التقنية الخبيرة والاختصاصية، لتحوله من جيش احترافي وطني يمثل الشعب وقواه الوطنية إلى جيش عقائدي لا يجيد إلا الهتافات والشعارات التي كان تتويجها بهزيمة 5 حزيران 1967 بقيادة حافظ الأسد وزير الدفاع الذي كافأ نفسه على هزيمته بالترفيع إلى رئيس دولة سرعان ما حول هذه الدولة إلى إقطاعية عائلية وراثية  .

ومنذ تلك اللحظة والهزائم تترى متوالية، ليس على المستوى الوطني التحرري فحسب، بل وعلى المستوى السياسي والثقافي والاجتماعي ،فباسم الاشتراكية التي لم تحقق سوى المساواة في العبودية  تمت أكبرعملية مأسسة للفساد والنهب واللصوصية ،وباسم الديموقراطية الاجتماعية تمّ تدمير الديموقراطية السياسية، ولم يكسب مجتمعنا من الديموقراطية الاجتماعية المدعاة إلا المزيد من المهانة والإذلال، وعلى المستوى الثقافي تم تدمير روح الإبداع والابتكار المعروفة عن الشعب السوري ، كما تمّ تدمير دولة الشرعيات الدستورية ،دولة القانون والمواطنة والحريات المدنية ،لتحل محلها عصابات تحالف رعاع الريف وحثالات المدن لترييف المدن والوجه المديني لسوريا الحضارة والمدنية .لقد تم تدمير كل قيم المجتمع المدني التي حققها مجتمعنا السوري في ظل الشرعية الوطنية الدستورية ،ليحل محلها نظام الغابة الأسدية ، المستندة إلى شريعة الغاب والعنف وغرائز الدم التي كلفت مجتمعنا عشرات آلاف القتلى و17 الف مفقود، و125 ألف سجين ،وتدمير مدن وأحياء ، والقتل المجاني للشعب الأعزل بما فيهم السجناء كما في جريمة سجن تدمر التي تفوق ما يتحدث أخواننا الليبيون اليوم عن جرائم القذافي بقتل سجناء (سجن أبو سليم )، هذه الجرائم التي يرصدها اليوم المجتمع الدولي ضد القذافي ، سيرصدها غدا ضد آل أسد من خلال (سجن تدمر ) والمحكمة الخاصة باغتيال الشهيد الحريري ..

وهذا يتوقف عليكم  أيها الشباب: إما استمرار هذا الكابوس إذا ما نفذ من استحقاقات جائحة الثورات العربية ( التسونامية ) العربية اليوم ،أو أن نبرهن أننا جديرون بآبائنا وأجدادنا (يوسف العظمة – إبراهيم هنانو – سلطان باشا الأطرش – صالح العلي )، وأننا جديرون بمثل القيم المدنية الديموقراطية الرفيعة التي نجد- نحن القوى الوطنية - رمزيتها بالديموقراطي العظيم خالد العظم، لتكون نموذجا مدنيا عصريا مضادا ، في مواجهة الرمزية الغابية البربرية المتوحشة للعائلة الأسدية المافيوية ..

معا من أجل الحرية لسوريا وطنا للجميع عربا وأكرادا وسريان وآشوريين، حاملين روح الغضب الساطع الدائم التوهج ليوم الغضب القادم ..القادم ...لا محالة ..وسيروا على بركة الله !!!

القوى الوطنية.