فيتو أمريكي

ثامر سباعنه

ثامر سباعنه

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

استخدمت الولايات المتحدة الأميركية الليلة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس ويعتبره غير شرعي. وسبقت جلسة مجلس الأمن تصريحات أميركية معارضة لأي إدانة محتملة للاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن, وهو الموقف ذاته الذي كانت تبديه واشنطن في السابق مع أي تحرك فلسطيني أو عربي في هذا الاتجاه.وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في تصريحات صحفية إن التصويت على مشروع القرار سيأتي بنتائج عكسية.!!!!!

تعلمنا من الدنيا ان نجتهد في صنع الحياة، وان نحرص على الانسان والمجتمع، وقرأنا في القانون الدولي عن مفاهيم تتعلق بحقوق الانسان، وبالشرعية الدوليه، ولكننا وللاسف الشديد اكتشفنا زيف هذه المفاهيم ووهم المناداة بها، الأمم المتحدة وجدت لتضبط التعامل بين الدول ولتوقف الحروب وتمنع العدوان، لكن أصبح القرار فيها هو لمن يملك القوة والسيطرة حتى وان ظلم واعتدى، أصبحت مجرد مشرع للظلم والعدوان، وراعي لدول القوة ومساعد لها وحامي مخلص. من حق القوي المعتدي أن يمتلك كل انواع القوة والسلاح سواء الذري أو الكيميائي أو النووي ولكن يمنع لغيره أن يمتلك أي منها، اسرى الحرب والمعتقلين لهم حقوق خطها المجتمع الدولى وتعهد بالحفاظ عليها، لكن كل تلك العهود والمواثيق والقوانين توقفت أمام بوابة معقل غوانتينامو ومنعت من الدخول لتطبق على معتقليه لأن المعتقل لأم القانون والقوة أمريكا.

العراق ضاع تحت الدبابات الأمريكية التي حرثت ارضه لتزرع الحرية والديمقراطية المزعومة! فزرعت بدلا منها الدمار والقتل والتشريد ،الجندي الامريكي محمي وفوق القانون ولا يحق لأي محكمة غير أمريكية أن تحاكمه أو تسجنه حتى وان نفذ جرائم حرب، نساء العراق يغتصبن ويعتقلن في السجون، والعالم المتحضر يطالب بحقوق المر أه متناسيا النساء في العراق وفلسطين وافغانستان.

امريكا التي تتدعى النزاهة في الوساطه في عملية السلام ، تدعي زورا وتلفيقا انها تسعى لاتمام عملية السلام العادله !! لكنها تسعى لاعطاء المعتدي ( اسرائيل) كل الحقوق التي هي اصلا ليست حقوقا له تنما هي حقوق لشعب فلسطين ، ابعد كل هذا نعتبر امريكا وسيطا نزيها!!!!!

أصبح مقياس التعامل مع الجميع هو القوة وأدركت الشعوب والاجيال القادمة من كل شعوب العالم ان الذي يحكم هو القوة وليس الحق والعدل والقانون، وأصبح العالم غابة يحكمها الأقوياء بدلا من مجتمعات متمدنة راقية.

لكن قول الله وقوله الحق الذي لا تشكيك بحكمه: {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأعراف وقال سبحانه: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} الأنفال وفي سورة يونس قال تعالى: {وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} الإسراء. فالحق قادم منتصر وان طغت أمم الفساد ومحاور الشر، الحق هو الحق وسيملك القوة التي تصنع النصر والتمكين باذن الله.