بيني وبين الطاغية

أخو الشهيد

أخو الشهيد

يوم اغتال الطاغية في سوريا الحبيبة أخي واعتقل أبي وباقي إخوتي كنت الوحيد الذي شاء الله أن أكون خارج المنزل فيممت وجهي نحو الحدود وأنا أتلفت حولي خشية أن يكون الطاغية قد سمع نبض قلبي فتبعني ،  ودمعت عيناي وأنا أودّع بلدي ووطني الحبيب سوريا ، يشغلني مصير والدي وإخوتي واستطعت عبور الحدود بلطف من الله ورعاية .

لم أكن الناجي الوحيد من ظلم الطاغية ، بل قابلت في المهجر أعداداً كبيرة من أمثالي ، ولكل واحد منّا قصة وحكاية ولكل منّا هم ، ولكلٍ منّا مفقدوين على أيدي الطاغية وأزلامه .

بطش بأهلي أشد البطش فقتل العديد منهم وطال التعذيب والقهر بعض أقربائي ، وخرج والدي من السجن معاقاً من التعذيب وهو الرجل السبعيني ، خرج وهو صلب صلابة الحديد ، ولم أعهده غير كذلك ، فهو الرجل المؤمن الذي لا يخاف في الله لومة لائم ، وهو الذي روى تراب فلسطين بدمه ، لم يضعف همته " كيبل " الطاغية و " بساط الريح " ولا الكرسي الألماني " .

قد يعتقد القارىء أن تلك " مخترعات " من أبداع سوري ، أقول له نعم إنها والعديد من الأجهزة والأدوات هي أدوات تعذيب تفنن الطاغية في دمشق في تطويرها واستعمالها  وتجريبها على هذا الشعب المقهور .

النظام الطائفي الحاقد لم يوفر أداة لقمع هذا الشعب بكل ما أوتي من قوة ، والشعب يدفع من دمعه ومن لقمة عيشه ثمن تلك الأدوات لتسلط على رقابه ويتلذذ الطاغية وأزلامه ورجال مخابراته بأسلوب سادي أمام منظر الدماء التي تسيل من أجساد الشرفاء أبناء سوريا على مدار عقود .

الرئيس بشار الأسد ما زال يسير على خطى والده الذي أذاق الشعب السوري من الويلات ما مالم يذقه شعب إلاّ على يد التتار أو المغول ، وما مجازر تدمر ومدينة حماة وجسر الشغور وحلب ودمشق منّا ببعيدة ، وختمها بشار الأسد بمجزرة سجن صيدنايا ، ومازال يمارس أبشع أنواع القهر والاضطهاد بحق الشرفاء من أبناء سوريا ، ليسجل في صفحات تاريخه بدم الأحرار من أبناء سوريا أنه هو الذي قاد هذه المجازر ويضع على صدره وساماً يذكره التاريخ به .

الشعب السوري يستحق أن يعيش بكرامة كما تعيش الشعوب المتحضرة ، ويحق لها أن تختار حكامها من النخبة من الشرفاء والوطنيين والمخلصين من أبنائها .

لاحت بشائر النصر ، وبدأت الشعوب المقهورة تتنفس نسائم الحرية .

فهل يهب نسيم الحرية على سوريا ؟ وهل يفت الوطن ذراعيه ليستقبل أبناءه الشرفاء الذي قضوا عقدواً في الغربة ؟

لقد آن الأوان كي يحضن الوطن أبناءه ويضمهم إلى صدره فقد اشتاق لأبنائه فهم أولى من الذين ذبحوا وقتلوا ومازالوا يمارسون القهر باسم الوطن .

والذي أفكر فيه ما حضر للشعب الحر في سوريا ؟ هل على استعداد أن يترك الكرسي ويرحل كما رحل " زين العابدين بن علي " ( ولم يكن زينة لهم بل كان عدواً لدوداً لله ورسوله ) أم يؤثر أن يتمسك بالكرسي كما يفعل " حسني مبارك " ؟

بإذن الله سيكون رحيلاً لن ينساه أبناء الشعب السوري .

اللهم احقن دماء أبناء سوريا ولا تدع الطاغية يريق قطرة دم فالدم السوري غالٍ ودم أهلنا أثمن مما يتصر الطاغية .

أخو الشهيد