نظام علماني بائس
رضوان سلمان حمدان
إنها علمانية متطرفة تتخاصم كلية مع الإسلام الذي هو هوية الأمة في غالبها الأعم، وهو تخاصم لا يسمح بأي مقدار من التعايش بين الطرفين، مع دعم غربي غير محدود للنظام للقضاء على الإسلاميين و خاصة من فرنسا المستعمر السابق والتي رحلت عنها عام 1956.
وقد عانت حركة النهضة ( إخوان مسلمون ) التونسية الأمرين سواء خلال حكم الحبيب بورقيبة الذي انتهج علمانية متطرفة ضد الحركة رغم ما هو معروف عنها من منهجها السلمي، حيث لم يسجل عليها حادثة عنف واحدة منذ تأسيسها، فعادى الأحكام الإسلامية، وتوسع في صلاحياته حتى صار يوصف بالديكتاتور، وأصدرت سلطاته أحكاما بالإعدام على قيادات حركة "النهضة"، والأشغال الشقة المؤبدة على زعيمها راشد الغنوشى أو في عهد زين العابدين بن علي (وصل إلى السلطة عام 1987) الذي رهن بقاءه في السلطة بشعار محاربة التهديد الإسلامي، وشن عدة حملات على الحركة الإسلامية. وحين حصدت حركة "النهضة" على حوالي20% من الأصوات عام 1989 في الانتخابات التشريعية حسب اعتراف السلطة، أهلها ذلك لتكون بمثابة خصم سياسي للنظام الحاكم، الذي بدأ في مواجهتها، خاصة بعد أن طلبت الحركة الحصول على رخصة قانونية للعمل بشكل رسمي تحت مظلة الدولة. و في مايو 1990 و صلت المواجهة إلى أوجها مع تزايد شعبية الحركة، فلفّق النظام لها على الطريقة الناصرية قضية السعي لقلب نظام الحكم واغتيال الرئيس بن علي، كما صاحب الحملة تشويه إعلامي مكثف لها ، في حين شنت قوات الأمن حملة ترويع على الحركة كان أعنفها في أغسطس 1992 حيث اعتقلت 8000 شخص، وصدرت أحكام عسكرية على 256 قيادياً وعضواً في الحركة بأحكام وصلت إلى السجن مدى الحياة والإعدام .
ومن ثمّ تحولت الدولة بكافة أجهزتها إلى جهاز أمني لملاحقة الإسلاميين فأصبح عدد كبير منهم إما فى السجون أو في المنفى الإجباري أو مطارد، ليس هذا فحسب بل حارب النظام كافة مظاهر التدين في المجتمع. و من صور هذا البطش :-
ـ منع الحجاب في كافة مؤسسات الدولة وإرهاب كل من ترتديه .
- المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث .
- منع الزواج الثاني واعتقال وتجريم كل من يتزوج بزوجة ثانية .
- إغلاق جامع الزيتونة منارة العلم التي كانت تناطح الأزهر الشريف في المكانة .
- منع الأذان خارج المساجد، مع تحديد مسجد بعينه لكل مواطن ولا يحق له الصلاة في غيره .
- محو كافة قيم الإسلام من الإعلام ومناهج التعليم .