تحية سريعة إلى تونس وانتفاضتها العظيمة

عصام العطار

عصام العطار

ثلاث وعشرون سنة عمل فيها هذا النظام الفظيع: «نظام زين العابدين بن علي» على الفصل بينَ الشعب وبين حريته وكرامته 

ثلاث وعشرون سنة عمل فيها هذا النظام الفظيع على الفصل بينَ الشعب وبينَ عقيدته وقِيَمِه 

ثلاث وعشرون سنة عمل فيها هذا النظام الفظيع على الفصل بينَ الشعب وبينَ ذاتِه وإرادته، وعلى تجفيفِ الينابيعِ التي تُرَوّي شخصيّته الأصيلَة، وهويتَه العربية والإسلاميّة 

ثلاث وعشرون سنة عمل فيها هذا النظام على تحويل الشعب إلى دُمىً يحرّكُها كيفَ يشاء، وإلى عبيد أقنان يعملون ويكدحون -إن كان لهم عمل- أو عاطلينَ محرومين جائعين، ليوفروا لرئيسِ النظام وأسرته وحاشيته الفاسدة، ودعائِم النظام وزبانيته ما يشاؤون من الترفِ الفاجر والمالِ الحرام 

 [الحشر: 2]( [آل عمران: 13] (... فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ(ثلاث وعشرون سنة من القتل والسّجْن والمطاردة والنفي والقمع بمختلف الأشكال والألوان لمن يرفع رأسَه أو صوتَه من الأحرار.. حتى توهَّم الرئيس المغرور أنّه قد استَتَبَّ له الأمر، وأنه قد ضمن لنفسه الرئاسة طولَ العمر.. ففاجأته -كما فاجأت كثيرين غيرَه- انتفاضةُ الشعب العظيمة التي تجاوزت بسرعتها وقوتها وآثارها كلَّ توقُّع وحَدّ، فانهار من سلطانِه الزائفِ الظالِم في أيامٍ ما ظنَّ أنّه لن ينهار، ولم يجد للنجاة بحياتِه وجسدِه سبيلاً إلاّ الفرار.. (...إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ 

نعم إنّ في ذلك لعبرةً ودرساً بليغاً لحكامنا المستبدّين الظالمين المغرورين في أنحاء العالمِ العربيّ والإسلاميّ، ولأتباعهم المنتفعين والمنافقين مهما غرّهم الأمل، وخدعَتْهم ظواهرُ الأمور 

وألفُ تحية لتونس الحبيبة، وشعبها الأبيّ، ورجالها الأحرار.