ما هو الهدف من العودة إلى سورية أرض الوطن
ما هو الهدف
من العودة إلى سورية أرض الوطن!!؟؟
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
يتعجب الناظر للعنوان , من بديهية السؤال , ولكن واقع الحال , يزيل هذا التعجب
فالوطن عصي علينا أرضه ولمس ترابه وشم نسيمه وهوائه منذ عشرات السنين , والذين هم داخل الوطن ليسوا بأقل سوء من حال الذين هم خارج الوطن , قد يكون البعض في نعم كثيرة لا يحلم فيها بوطنه , ولكن يبقى الشوق للأصل , وللأهل ولتراب الوطن جرح عميق في قلبه , لا يندمل مع السنين أبداً
نحن نريد أن نعود , ونسعى للعودة بشتى الطرق والوسائل , ولكن !!!!!!؟؟؟؟؟؟؟
هل العودة فقط هي غايتنا ؟
فإن كانت العودة لسورية هي غايتنا فقط , فلا أجد موانع كثيرة تقف حجر عثرة في غالبية الذين يريدون العودة , فقط ما عليهم إلا طلب للسفارة , واعتذار وشكر وتأييد , ليكون حاله كحال واقع العبيد عند النظام , كما هو واقع غالبية الشعب السوري في المملكة الخاصة للنظام الحالي , وهنا سواء عليه أعاد أم لم يعد , فالنتيجة نفسها , وقد تختلف في أن هذا الشخص العائد يكون قد فقد حريته التي كان يعيشها في الخارج , وقد يخسر ماله وسيخسر الأمان الذي كان يتمتع فيه وهو بغيد عن الوطن.
إذا ما هو الهدف من الرجوع للوطن ؟
كنت قد كتبت مقالين سابقين :
في الأول كانت الإجابة عن تساؤلات الجميع ما هو الحل؟
والذي كان بعنوان :
(الكل يتساءل ....... ما هو الحل لإخراج سورية من الظلم والاستبداد)
ومن ثم نشرت مقالاً يعتبر مكملاً له بعنوان :
(رجاء خاص لقيادات وفصائل وأحزاب وشخصيات المعارضة السورية)
وصلت فيه لمشروع عمل تصوري للخروج من الحالة التي يرزح تحت وطأتها السيئة ,الوطن السوري منذ أربعة عقود وحتى الآن .
لقد قلت سابقاً , بان تصوراتي هذه استخلصتها من أفكار المهتمين بالشأن السوري , ومن فكرة قدمها اليوم لي أحد الأخوة الأعزاء من كتاب المعارضة السورية الأستاذ العزيز (نجدت أصفري) , في رده على المشروع المطروح للبحث , في أن عدد المغتربين السوريين في العالم كما ذكرته ( بثينة شعبان) هو 34 مليون سوري مغترب , فلو وافق على المشاركة في هذه الحملة واحد في المائة فقط , فسيكون عددهم 180 ألف شخص
هذا العدد لا يمكن أن تقاومه أي سلطة في العالم , عندما تكون الحملة منسقة , ومدروسة وقادمة من البر والبحر والجو
أرجو من الجميع أن لا يعتبر ذلك وهما , وحلما رآه في نومه , وعندما أفاق من نومه وجد تحته ماءا
لأن الأمنيات موجودة , والإمكانيات متوفرة , ووسائل النقل الحديثة , وليست هي على الجمال أو الحمير , فقط تحتاج العزيمة ومباشرة التنفيذ
وصلنا الحدود , وهبطت الطائرات في المطارات السورية , ووصلت السفن إلى الموانئ
ولم يجدوا موانع دخول , وجرت الأمور طبيعية جداً , ويمكن أن يتم استقبالهم رسمياً , ويذوب العائدون في المجتمع , وكل يذهب لغايته , وتعود الأمور لمجاريها , ويظهر النظام بأنه حبيب الشعب , ولا يمنع أحدا من العودة لوطنه , وتستمر الأحكام العرفية , وتستمر القوانين الاستثنائية التعسفية , وكأنك يا أبو زيد ما غزيت .
وكل عائد عليه مليون إشارة استفهام , والسلطات الأمنية يصبح عندها عمل كثير , وتحتاج عندها لاستيراد أجهزة التعذيب , لأن الموجودة عندها لا تكفي
فهل هذا هو هدفنا من الحملة , وأمضينا أشهر في الإعداد لها ومصاريفها , والعذاب المصاحب للرحلة ؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال , لابد لنا من العودة أولا :
إلى جوهر المشروع ونقطة ارتكازه والهدف منه
فجوهر المشروع هو التغيير في سورية
وومرتكزات المشروع هو الخطة التي يتم وضعها , مع بداية الحملة والاستعداد للتنفيذ , وتنفيذها على أرض الواقع
1- إذا لم تقم فصائل المعارضة الرئيسية والمنضوية تحتها , بالبدء بتنفيذ الخطة , يتم الاستغناء عنها للبحث عن مسعى جديد يتبنى القضية كلها
2- يتم عن طريق الاتصالات الفردية أولا , وهذه الاتصالات الفردية بين مختلف الناشطين السوريين , يتبلور على إثرها قيادة مؤقتة , مهمتها تسيير القافلة
3- مهمة هذه القيادة المؤقتة أيضاً , توحيد الطلبات , وتحديد أهداف العودة
4- عند الوصول للحدود السورية , يمنع على أي عنصر مشارك في الحملة الدخول إلا بأمر من القيادة المؤقتة
5- القيادة مهمتها التفاوض مع النظام , وطرح شروطها على النظام , وليس التفاوض على شروط الحملة
6- يوضع النظام
7- أمام خيارين لا ثالث لهما :
أ-
تنفيذ الشروط بحذافيرها , وإن لم ينفذ الشروط طواعية ’ ينفذ البند الثاني من الخطةب-
البند الثاني الدعوة لثورة شعبية , وتوجه القيادة نداءها للعناصر القادمة والتي تجمعت في المناطق التي اختيرت سابقا بدخول الأراضي السورية , والبدء بالانتفاضة الشعبية8- البند الأول من الخطة , والمتضمن الشروط الواجب على النظام تنفيذها , ويمكن اختصارها كمرحلة أولى هي:
تشكيل حكومة إنقاذ وطنية مؤقتة
هذه الحكومة المؤقتة مهمتها
إلغاء الأحكام العرفية , والقوانين الملحقة فيه والقوانين الاستثنائية , إطلاق سراح المعتقلين السياسيين, العفو الشامل عن كل الملاحقين سياسيا , في الداخل والخارج , حرية تشكيل الأحزاب , الدعوة لانتخابات برلمانية , البرملان مهمته انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء
وعند وضع النظام أمام هذين الخيارين الرئيسيين , وعليه اختيار أحدهما
فإن اختار البند الأول يكون عندها قد عمل عملا جميلا واحداً في حياته من أنه , حقن الدماء , وحقن دمه , ولن يعقب الأمر فوضى ,ومسؤولية محاسبة المجرمين منهم تقع على سلطة القضاء
والذي يكون قد حصل على حريته في سلطته المفصولة عن السلطة التشريعية والتنفيذية
وإن اختار البند الثاني فيكون قد اختار خطة نيرون في حرقه روما (علي وعلى أعدائي) وكان مزيدا من الدمار , ولكن قتل هو وبقيت روما
وهنا استطعنا أن نجيب على السؤال ما الهدف من العودة ؟