دولة الاحتلال اليهودي لا تريد الحرب

عبد الله شبيب

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

هذا كان قول [النتن].. ومع معرفتنا بطبيعة اليهود المنافقة والمراوغة .. حتى إن الكذب والبهتان .. يعتبر عندهم أو فيهم طبيعة وشريعة !.. وإن كانوا قد طوروه في العصر الحديث إلى وسائل مذهلة في تطورها وعروضها وأساليبها ؛ وما وسائل الإعلام التي يسيطرون عليها أو على أهمها وأوسعها نشرا وانتشارا .. إلا بعض ما يتقنون من وسائل الكذب والتزوير - في كثير مما يعرض ؛ ويحوره حسب المصالح والأهواء والأطماع - ..حتى قلبوا كثيرا من الحقائق ..وموهوها وأقنعوا الناس بالعكس.. وأكثر ما يتجلى كذبهم وتزويرهم في قضية فلسطين ..التي اكتوت بنار باطلهم وإجرامهم الذي دعموه بتزويرهم وتضليلهم للعالم حتى أصبح اللصوص الجناة والمعتدون الغزاة ..هم الضحايا المساكين الذين يدافعون عن أنفسهم ضد       المعتدين ( أصحاب الأرض والحق ) - الذين يطالبون بحقهم الطبيعي في أوطانهم وأن يحيوا حياة كسائر البشر .. !

.. مع كل ذلك نقول : فعلا إن اليهود لا يريدون الحرب ..فهي – مهما أوقعت من الضحايا والخسائر قي صفوف أعدائهم – لا بد أن يكون لها ثمن من دمائهم ومقوماتهم كذلك .. مهما كان يسيرا .. وهم – حتى الآن – تعودوا أن يعتقدوا أن الدماء اليهودية أغلى من غيرها ..وكذلك الأموال اليهودية ..مع أنهم يشترون بها الآخرين ..

..ومما رسخ لديهم مثل تلك الاعتقادات الباطلة بل المقلوبة .. استطاعتهم أن يضعوا في خدمتهم [ فرق انكشارية كاملة ] تسمى قوات أمن فلسطينية !![ شر البلية ما يضحك ]..بل استطاعوا أن يطوعوا ويستخدموا دولا كاملة بكل إمكاناتها وأجهزتها لخدمتهم وحمايتهم ..إلخ!!!

يريدون كل شيء مجاناً- أو بثمن بخس !:

.. ولكن .. كيف ؟! ..ولماذا ..؟! لا يريد اليهود الحرب ؟! ..

لأتهم يريدون كل شيء مجانا ..[ وباستسلام كامل – وخيار استراتيجي ] ممن يفترض أنهم أعداؤهم ! فما داموا قد تعودوا على الحصول على كل شيء مجانا .. بل وتحقيق أكثر مما يتوقعون .. كما قال [ موشيه ديان ] تعليقا على هزيمتنا المفتعلة أمامهم سنة 1967 .. قال – زاده الله حريقا في قبره وفي جهنم -! ( لقد فاقت كل توقعاتنا !) أي الحرب ..أو انتصارهم فيما أسموه [ حرب الأيام الستة ] وأسماه عباقرتنا [ النكسة ]!!

.. ولكن ..: هل صحيح أن اليهود قد ألقوا السلاح واستراحوا ..واطمأنوا نهائيا أن لا حرب ولا ضرب !!..ولا دم ولا هم ولا غم !!؟

.. أما حروب يواجهون فيها جيوشا تقاتلهم بعقيدة وإخلاص وهدف وثأرية .. فنعم ! ولو إلى حين !

.. حيث أن كل الدول [ الأعداء ] رفعوا الراية البيضاء..وأعلنوا [ الخيار الاستراتيجي] خيارا [ مرا] لا رجعة عنه ! وتابعوا [ المجحوم السادات ] في مقولة آخر الحروب – حتى ولو كانت [ تمثيلا ] لأنه يسيل فيها دم يهودي – مهما كان يسيرا .. وممنوع أن يسيل إلا الدم العربي والمسلم ..الذي لا يكف عن السيلان ليلا ونهارا في كافة أرجاء المعمورة وبمختلف الصيغ والدرجات و الأسباب .. لكنه يجب أن يظل سائلا كالأنهار ولا يتوقف .. ليغذي الحقد الصهيوني والصليبي ..ومصاصي الدماء من تجار الأسلحة الذين يثيرون الحروب والنزاعات هنا وهناك .. ليس إلا لتسويق بضاعتهم ..وتضخيم أرصدتهم [ وكروشهم ]! و[ يخوفون أو يلزمون ] البعض بدفع قوت شعوبهم لشراء أسلحة لا تستعمل .. بل غالبا ما تلقى – أو تتلَف وهي في [ كراتينها ] .. إلا إذا لزم استخدام بعضها  [ لمغازلة ] بعض الإخوة أو الأشقاء أو الجيران ..إلخ!!   وبشرط سماح البائعين ..وتحديد وجهة وغرض ومدى ودرجات ومواعيد ومدد ..إلخ - استعمال ذلك السلاح .. والذي يخضع بعد ذلك للتفتيش والتاكد والحفظ والصون – إلى أن يصدأ أو يفوت أوانه - ..في حراسة مندوبين أمناء من طرف البائعين الحريصين على استتباب الأمن ..واستمرار [ سيادة وهيمنة الخيار الاستراتيجي ]!

إذن .. لماذا يحشدون ..ويتدججون بالسلاح؟!

.. إذن اليهود – مطمئنون ومتأكدون أنهم لن يقابلوا جيوشا نظامية – على المدى القريب – على الأقل – وحتى البعيد ..ما دامت أمريكا وأوروبا موجودة وراعية ..وما داموا يمسكون معظم - أو كافة الخيوط الحساسة – وصناعة القرار في أيديهم ..ولديهم معلومات كاملة ورقابة دقيقة عن وعلى كل شيء – تقريبا !

.. ووكلاؤهم نشطون وساهرون .. لا تكاد تغمض لهم عين ..!

.. ومع كل ذلك .. فإن اليهود لايكفون عن التسلح وتكديس الأسلحة وتطويرها .. إلخ مع أنهم يعلمون أنه ليس في مواجهتهم [ رسميا ] إلا [ خيالات مآتة- بالتعبير المصري ] أو نواطير ذرة [ وهمية ] بالمعنى المعروف !

.. ويصرون على ضمان تفوقهم في السلاح على مجموع العالم العربي ..وتجتهد [الصديقة الحميمة : دولة الويلات الملحدة ] في ضمان ذلك لهم ..بمختلف الأساليب والدرجات والضمانات والمعونات ..إلخ

يهود أمريكا المتبرعون للاحتلال عالة على الشعب الأمريكي!:

   لقد اعتادت الولايات وغيرها – أن تمد دولة اليهود بكميات من مختلف أنواع الأسلحة مجانا ..أو مدفوع الثمن من ضرائب الشعب الأمريكي حيث يُحَوِّل معظم يهود أمريكا ضرائبهم إلى الدولة المعتدية بدلا من أن يدخل في حساب الحكومة الأمريكية –وذلك حسبما يتيح لهم القانون الأمريكي -..فيهود أمريكا دافعو الضرائب للدولة الصهيونية – وخصوصا من الميارديرات وكبار الرأسماليين اليهود أمثال ممول الاستيطان الأكبر الملياردير موسكوفيتش وكبار تجار ومحتكري تجارةالماس : باني شتاينمتز وجاكوب باندا وروني فريدمان وديفيد إبراهام وغيرهم من سائر أعضاء اللوبيات وجميع المتبرعين لدولة الاحتلال في فلسطين – عالة على الشعب الأمريكي .. يتمتعون بالخدمات والامتيازات ..دون أن يدفعوا سنتا واحدا لخزينة الدولة ..فهم – إذن – طفيليون وعبء على الشعب الأمريكي !

 وآخر [ الصرعات العدوانية ] أن الولايات صادقت على ميزانية خاصة تزيدعلى نصف مليار دولار لتمويل شراء وهم [بطارية القبة الحديدية ].. وتم التوقيع على اتفاق لتزويد الجيش اليهودي ب[ 40 طائرة قتالية من نوع –إف 35 ] المتطورة.

.. لم يكف ذلك بل اعتادت أمريكا على تخزين أسلحة هائلة في قواعدها في النطقة – وخصوصا عند اليهود – في فلسطين المحتلة .. حيث بلغ ما خزنته عندها منذ سنة 1990 نحو 90 مليون دولار ارتفع في حرب الخليج الأولى إلى 300 مليون دولار ثم إلى 400 مليون! وبعدالعدوان اليهودي على لبنان تضاعف العتاد العسكري الأمريكي المخزن لدى الوكر اليهودي في فلسطين إلى 800 مليون دولار عام 2007 ومؤخراً-تمت المصادقة من الكونجرس الولاياتي على رفع  التخزين بنسبة 50% ليصبح – حتى عام 2012-ما قيمته مليار و200 مليون دولار!

وجدير بالذكر أن ما يتم تخزينه :

1- يسمح للدولة المعتدية استخدامه حين الضرورة التي تقدرها هي !– وكما ترى !..

2- العتاد المذكور يحتوي على أسلحة دقيقة تطلق من الجو – بمافي ذلك ما يسمى   [ القنابل الذكية ]!..

3- صرح رئيس أركان جيش العدو [ غابي أشكنازي ] أن جيشهم سيضطر في الحروب المستقبلية إلى استخدام أسلحة دقيقة بشكل واسع من أجل تسديد ضربة دقيقة (للعدو)..!

4- في عدوانهم الشامل السابق على قطاع غزة – استخدم اليهود 80% من الصواريخ والقنابل أُطلقت من سلاح الجو والمدفعية ..ووصف – في حينه – بأنه كان [ سلاحا ً دقيقاً]!

 وبالطبع فمن نافلة القول أن نتيقن – ويعلم الجميع ..أن الولايات المتحدة بالذات – عدو استراتيجي لفلسطين وشعبها ومقدساتها ..ولجميع العرب والمسلمين – ما دامت تدعم – بكل هذه الوقاحة والصفاقة – العدوان اليهودي الدموي !

بقي أن نقول ..أو نعيد تكرار السؤال ..: مادام اليهود لا يريدون الحرب – كما يقول [النتن – ياهو ] رئيس وزرائهم.. وليس – في الأمد المنظور – احتمال دخولهم حربا نظامية كبرى - - كما تقول الوقائع وحقائق الأمور والأوضاع .. فلمن إذن يعدون كل ذلك السلاح ووسائل الدمار العاتية ؟!

.. وقطعا للتقولات .. نقول إن احتمال ضربهم لإيران احتمال ضئيل جدا .. ويقف دونه [ فيتو ] الولايات التي لها موقف خاص ولعبة خاصة وتقاطعات وتجاذبات مع إيران في العراق وأفغانستان .وغيرهما ..

 كما أن ذلك الكم الهائل من وسائل الدمار .. يفوق بكثير ما يلزم لسحق غزة بمن فيها – وليس حماس وقوتها البسيطة – نسبيا – فحسب -!..ولا المقاومة اللبنانية – المقيدة من عدة جهات .. - من جهة أخرى ؟..

..وليس ضد روسيا ..وقد دخلت مع الإطلنطي وأمريكا في اتفاقات استراتيجية ..ولا احتمال لمواجهتها حاليا ..

ولا الهند لأنها حليفة طبيعية لمعسكرات الشر ..

ولا الصين .. لأن أوان مواجهتها لم يحن بعد ..وليس هذا مكانه الآن ولا موضع بدايته أو نهايته ؟!

هل يتوقعون يقظة العالم الإسلامي ؟ وقيام الخلافة ..فجأة؟!

.. فهل يتوقعون احتمال حصول تغيير جذري بأن تعي شعوب المنطقة لوضعها ومصالحها والأخطارالمصيرية التي تتهددها- وخصوصا من تمدد الدولة الصهيونية وتغولها ومطامعها التي لم تعد تخفي معظمها .. فتبادر –هذه الشعوب المكبلة المغيبة – إلى [ نفض الذل والتمزق والفساد والمظالم والتخلف والوهن ] الذي يفتك بها ..وتكون كيانا واحدا تلتحم فيه – بمختلف مكوناتها -  على عقيدة صحيحة صلبة صالحة..( إسلامية ) وتقوم دولة الخلافة الراشدة التي بشر النبي صلى الله عليه وسلم بقيامها الحتمي آخر الزمن !..والتي يتوجس من قيامها أعداء الله ويقفون – على رؤوس أصابعهم وبكل إمكاناتهم – لمنع إعادة قيامها ..؟

.. هل يعدون السلاح لذلك ؟ ..أو لغيره .. ومرةأخرى ..إذن ..لِمَ كل هذا [ التدجيج] لكل هذه الأسلحة الفتاكة والذكية والمتطورة ..والهائلة ؟!

إن أعداءنا على كل حال يحسبون حساب [ احتمال ال1 في ال1000].. ويعدون له العدة الكاملة ..كأنه واقع!

.. أما غزة .. – الحربة التي تدمي جانبهم الجنوبي – فليس سرا أنهم يبيتون لها شرا مستطيرا ..وعدوانا كبيرا .. يعتبرالعدوان السابق بالنسبة له – مزحة خفيفة !!

.. فمعظم المعطيات والإرهاصات – والتحركات – والملامح .. توحي بأن هناك عدوانا فتاكا مبيتا .. قد يقضون فيه على ما بقي من غزة ..ومن..مقاومة مسلحة فيها – إسلامية أو غير إسلامية ..ولن يلتفتوا ؛ أو يأبهوا لأي احتجاجات ..أو        [ شتائم ] أو تهديدات ..أو غيرها ... فقد اعتادوا –من زمان- على سياسة ( أشبعتُهم سبا وأودَوا بالإبل)! المهم أن يحققوا غرضهم..وليُصدر من شاء ما شاء من قرارات ..وإدانات .. وليسب من يشاء كما يشاء ..وليخطب كما يريد ولتقم المظاهرات والمسيرات ..وتحرق الأعلام اليهودية والأمريكية ..إلخ ..فكل ذلك هباء في هواء!!لا قيمة له عندهم ما داموا يقتلون من الفلسطينيين وغيرهم ويعربدون كما يشاءون..ولا يطالهم إلا القليل جدا من الأذى ..نظرا لتفاوت الإمكانات والقدرات ..والظروف والقوى المتنوعة !!

.. أما المقاومة اللبنانية – الشوكة  الأخرى في خاصرتهم الشمالية - –والتي تعتبر أكثر خطرا عليهم ..وأقوى تسلحا – لما يتاح لها من ظروف .. فقد أوجدوا لها الموانع الداخلية والخلفية ..والقوات الدولية ..التي لا يستبعد أن تتحول مهماتها إلى [ قتالية – تحت البند السابع] بمجرد ضغط اليهود – عبر أمريكا لاتخاذ قرار بذلك في مجلس الأمن..فتدخل المقاومة في حرب ضد عدد من نصف دول العالم وعلى رأسها أمريكا ..والتي قد لا تمانع – إضافة لغارات جوية مكثفة – أكثر بكثير مما كان في العدوان السابق – قد تتعاون قطعها الحربية على تسليط نيران وحمم ..كفيلة بأن تمحو الجنوب اللبناني ..ومعظم ما فيه ومن فيه من الوجود ..وتحيله خرائب وقاعا صفصفا ..في سبيل حماية المعتدين اليهود ودولتهم المغتصبة !   

وكما هي السياسة الصهيونية والأمريكية .. سوف تستفرد دولة العدوان بأعدائها واحدا واحدا .. فتضرب غزة .. بينما لبنان تتفرج كغيرها ثم تدور على لبنان .. وبعد ذلك تنفتح لها طريق [ ضربة أسهل] لإيران ..إن كان في خططها ذلك ..وإذا سنحت لها الظروف !

  ولذا فعلى جميع المستهدفين من دولة الاحتلال أن يتضامنوا .. ويبدأوا حربهم الاستباقية ضد العدو اليهودي ..بمجرد بدئه في العدوان على أحدهم..وهاهي الضربات اليومية والعدوانات المستمرة ضد غزة لا تهدأ ... ويغتال اليهود يوميا عددا من الشهداء .. ولكن قومنا ( العين بصيرة واليد قصيرة ) فعسى الله أن يجعل لهم فرجا ومخرجا .. ويهييء لهم ممن لدنه وليا ونصيرا .. إن الله كان عليما قديرا ..