خبر هام

مريم سيد علي مبارك/الجزائر

[email protected]

"هاجمت البحرية الإسرائيلية أسطول الحرية المتجه نحو قطاع غزة في المياه الدولية، وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 15 شخصا وأسر 600 شخص من عدّة دول مختلفة"

عام مضى وكل عام يأتي نتحدّث عن فلسطين، ونبحر من أجل فلسطين ونشد الرحال إلى أرض إن تحدّثنا بلغة الأرقام والأوزان والأحجام فلن نحصي أوجاعها عددا..أعوام تمر ويبقى السؤال إلى متى ؟؟

عام يمر تعمّق فيه إسرائيل جرائمها وتلطّخ بالعار جبينها في جريمة غير مسبوقة تعد الأولى من نوعها ارتكبت في مياه محايدة..لتضيف إسرائيل لقبا آخر لسلسلة ألقابها العريقة : "دولة القرصنة" !

عام يمر لم يشهد تغييرا في موقف الساسة العرب الأكثر وفاء وولاء لسياسة الصمت..

غير أن تركيا تجاوزت دعوة الجماهير للخروج بمسيرات الغضب.. تجاوزت إعلان الإضراب الشامل ودقائق الصمت..

تجاوزت الاستنكار الشعبي والرسمي عبر اللافتات المحمولة والشعارات العريضة والكوفيات الفلسطينية الملفوفة حول الأعناق..

تجاوزت الإدانة المعهودة احتجاجا على العدوان الإسرائيلي..

تجاوزت منح أوسمة الاستحقاق وألقاب الشرف لعائلات الضحايا.. تجاوزت تخليد الذكريات...

تجاوزت عقد الاجتماعات الطارئة والقمم الشمّاء التي تنحدر ..

تجاوزت كل ذلك، حين حسمت موقفها منذ الوهلة الأولى بتعليق مناوراتها العسكرية مع إسرائيل واستدعاء السفير الإسرائيلي في أنقرة والسفير التركي في تل أبيب (في حين يستدعى سفراؤنا من أجل مباراة في كرة القدم !) ..

إن موقف الحكومة التركية من المجزرة التي ارتكبتها قوات الكوماندوز الإسرائيلية ضد ركاب سفينة قيادة "أسطول الحرية" لهو موقف شجاع تعاقب فيه إسرائيل بإلغائها لثلاث مناورات عسكرية مشتركة.

وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في منتهى الوضوح والصراحة حين لم يتجاهل موقف واشنطن المتردد في إدانة الهجوم الإسرائيلي إذ قال "بعض حلفائنا ليسوا مستعدين لإدانة الأعمال الإسرائيلية" معربا عن استيائه من موقف واشنطن!

الولايات المتحدة التي يبدو تواطؤها واضحا وضوح الشمس إذ كيف عندما خلص فريق دولي إلى أن كوريا الشمالية أغرقت سفينة كوريا الجنوبية، اجتمع أعضاء مجلس الأمن لفترات طويلة لتقييم التقارير وإيجاد الرّد المناسب، في حين عندما تتعرّض إسرائيل للاتهام يندفع مجلس الأمن لاتخاذ إجراء حتى قبل أن تتاح أمامه معلومات كاملة !!

نعم، لقد قال أوغلو بصريح العبارة : إن المحاكم التركية مستعدّة لمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن الهجوم على السفينة "مرمرة"، وأعلنت المنظمات المدنية التركية من جانبها أنها قررت رفع دعاوى قضائية في المحاكم التركية ضد المسؤولين الإسرائيليين بتهمة القتل العمد لرعايا أتراك في عرض البحر المتوسط، ودعوا النواب العاملين إلى اعتقال أي مسؤول إسرائيلي تطأ قدمه تركيا.

قدّمت تركيا هذا العام للعالم أجمع درسًا لا يمكن أن ينسى، فيما تكتفي شعوبنا العربية بالحديث الصامت عن جرحنا الغائر وأرضنا المسلوبة وفجيعتنا التي تستيقظ كل يوم وكل شهر وكل سنة..

أغفو برهة من الزمن ويسقط مني القلم حين يلفت انتباهي خبر هام تبثه إحدى القنوات العربية على لسان مذيعة الأخبار : "الشرطة الأسترالية تحقق في إصابة "فرودو" بعدة رصاصات، حيث وُجدت بالقرب من أمّها "الكوالا" المقتولة..

فكل عام و"فرودو" حية..وكل عام و"فرودو" بخير !