اتحاد الأدباء في الميزان

علي الكتبي

فلنقتبس عن كلمة المرجع اليعقوبي عدلا ..

علي الكتبي

[email protected]

الادب بكل معانيه الاصطلاحية يؤدي الى معاني سامية , ترتقي بالانسان الى معاني انسانية تكاملية تميزه عن عالم الحيوان .

واقتباسا عن هذه الرؤية ارتأيت ان اتلمس ابعاد الحملة التي يشنها البعض من الكتاب على مرجعية اسلامية لها ثقلها الشعبي والثقافي والفكري , متمثلة بالشيخ محمد اليعقوبي . تلك الحملة التي اسميتها { ( الانتفاضة السكرانة ) ضد ( الله وقرآنه ) } , لاننا جميعا ندرك سلفا وبدون ريب وشبهة ان الخمر من المحرمات الاساسية في الشريعة الاسلامية التي تمثل هوية الشعب العراقي الرئيسية .

اردت ان اعرض القضية من زاوية بعيدة عن ( فتاوى ) صادق اطيمش في موقع ( سومريون ) , الذي يملكه شخص نعرف جميعا تعلقه ( بالخمر ولياليه ) وهو طارق حربي , وكذلك حاولت تجنب ( ثورة ) فيصل صالح ضد ( الحرامية ) في موقع كتابات , لسببين :

اولا : ان صادق اطيمش اقحم نفسه فيما هو ليس من شأنه محاولا ايجاد ما يسقط اجتهاد المرجع محمد اليعقوبي من الاساس , لكنه اوقع نفسه في المحذور عندما استشهد بما اتخذه بعض ( الخمارة ) من السياسيين والكتاب ذريعة لمهاجمة قرار مجلس محافظة بغداد القاضي بغلق ( البارات ) وهو خط ولاية الفقيه الخارجي . وكذلك احرج نفسه باظهار جهله بالقضايا الشرعية المثبتة للاجتهاد , وهو معذور لانه بالتأكيد بعيد كل البعد عن الشرع واهله , والدليل انتفاضته المفاجئة لنصرة الخمر واهله , حيث تكتفي الرسائل العملية بشهادة اثنين من اهل الخبرة ( الحوزوية ) للشخص لابراز اجتهاده للناس , ونعرف جميعا ان المرجع اليعقوبي لديه من الشهادات ما لم ينله السيد كاظم الحائري نفسه الذي ( استنبط ) اطيمش من استنباطه كما هو واضح .

ثانيا : ان فيصل صالح كتب ما يشبه ( شخابيط السكران ) والتي لاتستحق الرد , لا من قريب ولا من بعيد . وهو فعلا كتبها بحالة السكر لانه لم يفرق فيها بين محافظ بغداد ورئيس مجلسها , وحملها من الشتائم ما لا يليق الا بامثاله من المعتاشين على السباب .

 فالمرجع اليعقوبي يُعد المرجع الوحيد الذي يملك هذا الكم الهائل من الخطابات والكلمات ( المصورة ) التي تنتقد الفساد والمفسدين حين كان فيصل صالح ( غائبا عن وعي الساحة والحدث ) , بل وصل انتقاد المرجع اليعقوبي الى ( العمائم ) التي ( تدجن ) الشعب العراقي وتقعده عن حقه , وهي كلمة لم نسمعها من غيره . وصولة مقلديه في البرلمان على الفساد والمفسدين لا ينكرها الا معاند , ولم نرَ حينها مقالة لفيصل صالح ينتصر فيها لجهودهم !

وكذلك لانني على يقين ان فيصل صالح البعيد عن حقيقة الادب يجهل ان جد المرجع اليعقوبي هو ( عميد ادباء النجف ) الشيخ محمد علي اليعقوبي , والذي وردت سيرته في الكثير من اطروحات الماجستير والدكتوراه في الجامعات العراقية بالاضافة لمؤلفات اخرى , وابو الشيخ اليعقوبي الشيخ موسى اشهر من نار على علم في جو النجف الادبي وصاحب اشهر مجلاتها الادبية والفكرية . وولدهما المرجع محمد موسى اليعقوبي لا يخفى اثره بغض النظر عن تأريخه الاكاديمي وكونه مهندسا .

بعد كل هذا نفتح الباب لعدة تساؤلات :

ما علاقة ما ذكره الكاتبان اعلاه بانتقاد ظاهرة فاسدة تسيئ للمجتمع العراقي ؟

أليس من حرية الرأي التي يدعيها الكاتبان ان ينتقد الاخرون اخطاء اتحاد الادباء ؟

هل انتقد المرجع اليعقوبي ما يكتبه الادباء ام ما ( يعربده البعض سكرا ) ؟

أليس من حق مجلس محافظة بغداد المنتخب بطريقة ( ديمقراطية عصرية ) ان يمارس صلاحياته القانونية , وعلى المتضرر اللجوء الى القضاء .. وليس الى التسقيط ؟!

ألم يرد في الدستور ( لايجوز سن قانون يخالف الشريعة الاسلامية ) ؟ , والخمر واضح الحرمة , فلماذا يقف مدعوا الحضارة امام اعلى سلطة قانونية مدنية ؟؟!!

أليس ( السكر ) اذهابا للعقل وتحولا من افق الانسانية الى بهيمية الحيوان ؟! فاين الادب من ذلك ؟! واين الثقافة فيه ؟!

أما كان الاجدى بهؤلاء الكتاب واتحادهم ان يعطوا وقتهم للقلم لا للعربدة ؟

ألم يكن الاولى باصحاب هذه الحملة التسقيطية ان يسخروا اقلامهم لنصرة قضايا شعب العراق المصيرية وحقوقه الاساسية وحاجاته الضرورية ؟

أليس من المخجل ان يعود هؤلاء المتسمون باسم الادب الى اطفالهم واسرهم سكارى لا يفرقون عن البهائم ؟

واخيرا اود ان اعرض رؤيتي الناصحة لاتحاد الادباء :

انكم قبل ان تتخذوا بيان المرجع اليعقوبي ذريعة لمهاجمة مرجعية بهذا الثقل الفكري والعمل الوطني والتي تُعد مكسبا وطنيا ضخما ( لاتجهلون ) ما ينتجه من توازن ثقافي وسلوكي امام التيارات الوافدة والظواهر التي تحاول اختراق المجتمع العراقي , اقول – قبل ذلك – حاولوا ان تستفيدوا من بيان سماحته في تقويم ما اعوج من مسيرتكم , وان تعيدوا الهيبة والوقار لشخص المثقف والاديب العراقي بدلا عن المظاهر غير المحتشمة وغير المحترمة التي اسائت وتسيئ للعراقيين ككل . وان تعملوا على خلق جو من العدالة والنزاهة يعطي للكثير من الادباء الذين ظلمتم شخوصاتهم بعض الذي صادرتموه من ( نجمهم ) وسلبتموه لاشخاص اخرين جمعتكم معهم ( بارات ) الظلم والفحشاء .