دَلالات ومَآلات الاستهداف الأمريكي للقاعدة في غزة

محمود ناجي الكيلاني

دَلالات ومَآلات الاستهداف الأمريكي

"للقاعدة في غزة"

محمود ناجي الكيلاني

[email protected]

ما كشفته مجلة التايم الأمريكية،وتناقلته وسائل الإعلام الصهيونية،بشأن اغتيال الشهيد محمد النمنم – أحد قيادي جماعة جيش الإسلام السلفية الجهادية-عن طريق صاروخ موجه من سفينة حربية أمريكية ترسو مقابل شاطئ غزة،بناءً على معلومات استخبارية مصرية تفيد بأن النمنم كان يخطط للقيام بعملية ضد ما تسمى  بقوات حفظ السلام الدولية المرابطة في سيناء،يسجل سابقة خطيرة في التدخل العسكري الأمريكي المباشر في الأراضي الفلسطينية المحتلة،على امتداد الصراع الإسلامي– اليهودي الحديث،والذي يربو عن الستين عاما.

وهذه السابقة تحمل في طياتها العديد من الدلالات والأبعاد التي لا بد من التفكر فيها مَليَّاً،والتأهب لمواجهتها بأعلى درجات الإيمان والحنكة والإعداد،ومن أهم تلك الدلالات،أنَّ الكيان اليهودي عازم على تدويل صراعه معنا عسكريا،بإشراك قوى خارجية غربية..وحتى عربية متؤامرة بشكل علني ومباشر للأراضي المحتلة،بعد أن عجز بمفرده عن خلق حالة من الأمن والاستقرار لشعبه،وتنفيذ مهمة إعادة غزة لسلطة عباس،وتحطيم إرادة شعبها،وتفكيك قواها المجاهدة،ولن يكون هذا التدخل إلا بغطاء مفاده أن غزة باتت بؤرة من بؤر "الإرهاب الإسلامي العالمي" وأنها تشكل خطرا داهما يتهدد المنطقة بأكملها،وهذا من ناحية.

ومن ناحية ثانية،أن قادة الكيان اليهودي باتوا يستشعرون بجدية خطر "السلفيين الجهاديين"على وجودهم،وقد دَنَو منهم،وأنهم أمام عدو حقيقي لا طاقة لهم به؛إن أرعن نبته وأثمر،عَدُوٌ لا يكل ولا يمل بين كَرٍّ وَفَر،ولا يتقن من لغات التحرير والانتصار إلا لغة الحرب والقتال،فليس في برامجه وآليات عمله الدخول في عوالم السياسة والتسويات السلمية والقبول بأنصاف الحلول وأعشار الحدود لا على المدى القريب ولا البعيد،وأن قوات الناتو والقوات المتعددة الجنسيات وعملاؤها بما لديهم من إمكانيات وأساطيل قد  ضاقوا بهم ذرعا،وقد لمس قادة الكيان أنهم عازمون على مجاهدتهم وخلع جذورهم بكل ما يؤتوا من قوة،وهو أمر لا يخفى على كل ذي عينين،ويتبين ذلك وبكل وضوح لأجهزتهم الاستخبارية ومحلليهم من خلال مراقبتهم الدؤوبة لإصدارات "السلفيين الجهاديين"الموثقة لتدريباتهم ومحاولاتهم المتكررة لاختراق حواجزهم العسكرية،واستمرارهم بإطلاق الصواريخ قصيرة المدى وبسيطة الأثر حاليا باتجاه تواجدهم،والتي لا يعرف شكلها ومداها لاحقا،والتي تنطلق رغم اتفاق تهدئة الفصائل والمتابعة الأمنية الحثيثة،وقد شرعوا منذ فترة قريبة بمخاطبة قاطني الكيان بلغتهم العبرية،ونشرها عبر الشبكة العنكبوتية كما فعلت إحدى جماعاتهم،في تسجيل صوتي أسمته "رسالة إلى العدو" وهذه التسجيلات مع قصر مدتها،وقلة كلفتها،فإنها بالغة الأثر في هز وخلخلة شعور الكيان بالاستقرار،ومن شأنها إحداث حالة من القلق والرعب لدى قاطنيه،ولاسيما إن تبعها عملية تؤكد جديتها،ففوبيا القاعدة سبقت وصول أبنائها لفلسطين بسنوات،وما هذه النشرات والتسجيلات إلا تأكيد للحضور والتواجد.وهي تدخل في سياق الحرب النفسية،وبها يضمن "السلفيون الجهاديون" وصول ما يتبنون،والكيفية التي سيمارسونها مستقبلا إلى الفرد اليهودي العادي،الذي جاء "لأرض الميعاد"ليعيش لا ليذبح،والذي ينعكس خوفه إرباكا على عمل ساسته.

ومن ناحية ثالثة،يسعى الكيان بتسريبه لمعلومات التدخل الأمريكي،إلى بعث رسالة تهديد لحكومة حماس بطريقة التفافية غير مباشرة مفادها:أن تركن إلى الحل السياسي،وتهمش دورها المقاوم،وتثبت بكل إمكانياتها أنها حكومة معتدلة تقبل بالعيش المشترك مع الكيان؛إن أرادت الأمن والاستقرار لنفسها ولشعبها وعدم تدخل قوى خارجية على خط الصراع تزيد الموقف المتأزم تأزيما،وهذا الإثبات يستلزم منها ضمنا شد الخناق إلى حد لا يطاق على قوى المقاومة والجهاد عموما،والجماعات السلفية الجهادية بالتحديد؛لنفي تهمة العلاقة معها؛وهو ما سيترتب عليه دخولها في دوامة من الصراعات الداخلية والتصفيات المسلحة المتبادلة مع تلك الجماعات.

وفي حال حصل هذا الأمر،فيحتمل - وهذا الاحتمال وارد وبقوة وفي أي وقت - قيام الكيان بافتعال بعض التفجيرات في أسواق القطاع المزدحم بالسكان من خلال عبوات يزرعها عصافيره وجواسيسه تودي بحياة مدنيين – لا قدر الله - ليتم ربطها وإلصاقها أتوماتيكيا بالسلفيين الجهاديين،بناء على فكرة أخذت عنهم في العراق،كان لأجهزة الاستخبارات ووسائل الإعلام الدور الكبير في جعلها حقيقة لا تقبل التشكيك،مع نفيهم الدائم لها.

وبالمحصلة المؤلمة سيرتاح الكيان من أثر كلا الطرفين باتجاهه،مع إسقاطهم من نظر الجماهير على النحو التالي،فحكومة حماس ستتهم بالتواطؤ مع المشروع الغربي الصهيوني،والقيام بدوره داخل القطاع،وأنها تطرح نفسها كبديل متعاون عن سلطة دايتون بملاحقة ومطاردة المقاومين،وبالجهة المقابلة ستنظر الجماهير إلى السلفيين على أنهم مجموعات مخربة،تسعى لإحداث شرخ داخل "البيت الفلسطيني" في الوقت الذي ستقوم به فرق الطابور الخامس بمهمة ترويج الإشاعات وتضخيم المسائل،وتشغيل اسطوانة المصلحة الوطنية المشروخة.

ويكون الكيان بذلك،قد انتهى من حركة كانت حلما وأملا للجماهير اسمها "حماس"وأراح نفسه من كابوس مزعج اسمه "القاعدة في فلسطين " ولو لسنوات قليلة،وهو ما سيمهد السبل لرجوع الجحافل الدحلانية إلى مقراتها المحتلة بعد الانقلاب على شرعيتها الأمريكية!

 وبالنظر من الزاوية الأخرى نرى أن هذا الاستهداف الأمريكي واليهودي للسلفيين الجهاديين بقدر ما يخدم اليهود والأمريكان،فإنه يخدم السلفيين الجهاديين،ويعزز من موقفهم في حال أحسنوا التعامل مع الأحداث ومن نواح عدة أهمها: 

1-  تجميع صفوفهم: فكما هو معلوم أن الجماعات السلفية الجهادية في قطاع غزة يجمعها الفكر والعقيدة ويفرقها الآليات  والمسميات (التوحيد والجهاد- جيش الأمة - جند أنصار الله - جيش الإسلام - أنصار السنة - وغيرها). والأزمات على الدوام كفيلة بطي صفحات الخلاف،والتفكير الجدي بالتوحد؛لإدراكهم أن عدوهم يستهدفهم جميعا،ولن يوفر أحدا منهم ما استطاع،بنسبتهم على الدوام إلى مظلة القاعدة الأوسع انتشارا،وبناء على إدراكهم لهذا الأمر قام "جيش الأمة" بالرد على حادثة اغتيال "شهداء جيش الإسلام " بتفجير جيب عسكري شرقي غزة.وهذه العملية الأمريكية وما سيتبعها من عمليات تجاههم من أي طرف،ستزيد من الإلحاح بطرح ذلك التساؤل من قبل أفرادهم بحثا عن إجابة مقنعة..إلى متى هذا التشتت،ولماذا لا نتوحد لنشكل قوة في وجه عدونا؟

2-  تذويب تلك الحالة من الاحتقان والتحامل الحمساوي الشعبي عليهم،بعد الذي جرى بين المنظومتين من اقتتال في رفح- مع كل أسف- وتأمين الحواضن والدعم المادي لهم؛فاستهداف أي مجموعة،ولاسيما إن كانت إسلامية،من قبل اليهود والأمريكان،يؤكد جهادها ومقاومتها،ويدلل على أنها رقم صعب في معادلات الانتصار،ويدفع باتجاه الالتفاف حولها والسعي للمحافظة عليها،والغالب على أفراد وكوادر هذه المجموعات أنهم من أبناء القطاع وليسوا دخلاء من الخارج-إن جاز التعبير– ويتشاركون بنفس الجذور العائلية التي يتوزع أبناؤها بين الفصائل المسلحة،وعلى سبيل المثال فالشقيقين الشهيدين محمد وإسلام ياسين المنتمين لجماعة جيش الإسلام اللذان استهدفت سيارتها من قبل طيران سلاح الجو اليهودي بعد عملية استهداف النمنم بأيام،هما من أبناء عمومة الشيخ الشهيد أحمد ياسين مؤسس حركة حماس،وهذا البعد (العاطفي والعشائري) مهم للغاية لنجاح أي حركة أو جماعة،إن أحسنت استغلاله.

3-  إبطال تلك التهمة عن "السلفيين الجهاديين" أنهم تبع لسلطة رام الله،وأنهم مجموعات مستقلة في فكرها وأجندتها ومصادر تمويلها،بحيث لو كانوا سلطويين لما استهدفوا أمريكيا ولا صهيونيا ولأمِّنّت لهم سبل الحماية والانتشار لزحزحة حماس عن حكمها.

وقد يقول قائل أن هذا من باب التلميع لهم والتغطية على أجندتهم الدايتونية،فتكون الإجابة أن العميل لأي سلطة كانت لا يقبل أن يموت في سبيلها؛لأن أساس عمالته دنيوي بحت (من أجل حياة مادية أفضل،كما يتصور بغبائه وقصر نظره) ناهيك عن برهنتهم الدائمة على أنهم ليسوا أتباعا لسلطة رام الله،من خلال بياناتهم وإصداراتهم،وليس أشد تبرؤا من تكفيرها،والقول بخيانتها!

4-  التأكيد على أن القاعدة تسعى جاهدة لمحاربة اليهود،وأن لها تواجدا في فلسطين،بدليل استهداف اليهود والأمريكان لها،وهو ما سيدعوا وسائل الإعلام لعدم إغفال هذا التواجد الحقيقي وأثره مرغما،وبالتالي إسكات الأفواه والأقلام المنكرة له،والتي لطالما قدحت في القاعدة وقالت أنها صناعة أمريكية يهودية من هذا الباب،وللعلم ومن واقع خبرتنا بهذه الأقلام والأفواه فستنتقل مستقبلا من جانب إنكار وجود القاعدة،إلى استنكار وجودها والتنديد به،وقد بدأت تمهد لذلك بتحذيرها أن غزة ستصبح أرضا ومرتعا للمفخخات في حال وجدت فيها القاعدة موطىء قدم.

5-  إعطاء القاعدة المبرر بملاحقة الأمريكان في سيناء ومصر ككل،بناء على ما ذكرته تلك الوسائل الإعلامية الناقلة لخبر الاستهداف من تعاون أمريكي مصري،إن كانت القاعدة ما زالت تبحث عن مبررات.

6-  رفع الروح المعنوية لدى"السلفيين الجهاديين"بإشعارهم أنهم أصحاب أثر ووزن على أرض الواقع،وهذا الأمر كفيل بزيادة قوتهم ونشاط دعوتهم،ودافع لانضمام المزيد من الشباب الحالم بالانتماء للقاعدة إلى صفوفهم.

7-  التفكير الجدي من قبل مركزية القاعدة بتبنيهم-بناء على ما سَتُحدِث الاستهدافات القادمة من تحولات على جميع الأصعدة- فكما يبدو أن القادة الكبار للقاعدة،لا يرون تبني هذه الجماعات في الوقت الراهن،في ظل تفككها وتشتت جهودها،وعدم وجود عمليات كبيرة نوعية لهم،والأهم من ذلك أن الفكرة المأخوذة عنهم من سنتين تقريبا أنهم يحاربون "حركة حماس" ذات القبول الإسلامي،والتضحيات التي لا تنكر،ولا شاغل لهم إلا ذلك،بفضل الضخ الإعلامي الصاب في هذا الاتجاه.

 وخلاصة القول،فهذا التسريب الإعلامي عن تدخل الأمريكان عسكريا – صدق أم لم يصدق- فإن له غاياته التي من شأنها خدمة المشروع الاحتلالي التوسعي بالدرجة الأساس،والمحافظة على وجود الكيان وأمنه،بالتذكير بأن خلفه أمريكا وقوى العمالة المتحالفة معها،وهو نوع من أنواع التمهيد وجَسْ النبض،ومعرفة ردات الأفعال الشعبية،وتهيئة الشارع نفسيا لاستقبال ما هو قادم،وحتى يتسنى للساسة والأجهزة الاستخبارية الترتيب من فوق الطاولة،وتنفيذ مخططاتهم أمام كاميرات الإعلام بشيء من القبول وعدم الدهشة مع الطموح بالتأييد من البعض،وقد سبق هذا التسريب تسريبات عن عزم ( هيئة الأمم المتحدة على الإسلام وأهله ) إدخال قوات عربية إلى الضفة والقطاع بإشرافها وتحت مسمى قوات حفظ الأمن والسلام!

وبحقيقة الأمر أن الكيان اليهودي المغتصب لأرضنا الإسلامية منذ  عقود،قد عَلَّمَنا ومن واقع التجربة الطويلة والحية دروسا عديدة مَنْ لم يستوعبها فإن بعقله خلل لا بد وأن يسعى لعلاجه،ومن أهمها،أنه إن هَم َّبالقيام بأي عمل إجرامي بحقنا،فإنه ليس بحاجة لحجج ولا لذرائع ولا لبراهين حتى يباشر بها،وهذا آخر ما يفكر به بعد أن يحدد مهمته ويكمل استعداده العسكري،فعندما أقدم على احتلال فلسطين عام 48 وأكمل احتلالها عام 67 لم يكن هنالك لا حماس ولا القاعدة،وقد فعل بأهلنا الأفاعيل من تشريد ومجازر يندى لها الجبين،وعندما قام بحربه التدميرية الأخيرة على غزة علق المسألة برقبة حماس،ونفذها وقت شاء،مع أنه لم يحقق الهدف الذي قام من أجله حسب ادعاء قادته،وبقيت حماس على وجودها.

فالدندنة المتواصلة بأن القاعدة ستجلب لفلسطين قوى أمريكا ومن معها،لا محل لها من الإعراب في الواقع،فأمريكا منذ نشأة الكيان وهي راعية وحامية له ومتعاونة معه وتمده بأحدث التقنيات والأسلحة من عابرة القارات إلى عابرة الحارات،والاختلاف الحاصل الذي ربما سيكون ( إختلاف صُوَرِّي دِيانيٌ لا أكثر) فبدلا من أن يوجه الصاروخ (الأمريكي الصنع بجميع الأحوال)بيد ضابط يهودي أسود اللون قادم من أثيوبيا مثلا،سيوجه نفس الصاروخ بيد ضابط صليبي أبيض قادم من كاليفورنيا أو أسود من شيكاغو،فالهدف والمشروع والمعتقد واحد،ولا نعتقد أن لدى الولايات المهترئة الأمريكية في الوقت الراهن القدرة على فتح ساحة صراع جديدة،بعد غرق قواتها بالعراق وأفغانستان،ولو كان لديها القدرة لتدخلت في اليمن والصومال فهما أولى حسب سلم أولويات الخطر،فلا داع لتعليق قدرنا المحتوم على شماعات غيرنا،فغيرنا منا ونحن من غيرنا،ومتى حانت ساعة الصفر فالكل مستهدف.

وما نرجوه من حكومة حماس أن تكون حذرة في التعاطي مع هذا الملف،فاستمرار اعتقالها ومطاردتها لقادة وعناصر السلفية الجهادية في غزة،والسير بالتهدئة من طرف واحد وطائرات العدو تحوم في الأجواء وتقصف من تشاء،سيدفع باتجاه اتهامها بالتساوق مع المشروع الغربي والصهيوني في محاربة ما أسموه الإرهاب،كما قلنا سابقا،وهذا ما لا يتمناه أي مسلم،ولن يعفيها أمام أبناء حركتها،ولاسيما أبناء كتائب القسام الذين وُصِموا سابقا وما زالوا بتهمة الإرهاب،ولن تُزال عنهم ما دام فيهم عرق ينبض بالجهاد،فالكيان يتعامل بأوصافه وتسمياته وتهمه بأثر رجعي،فها هي "الجبهة الشعبية اليسارية" لم يعد لها وجود ولا أثر على أرض الواقع،وقد كانت آخر عملية مؤثرة لها قبل تسع سنوات حين اغتالت "رحبعام زئيفي" وزير سياحة الكيان،وهي إحدى فصائل م.ت.ف التي وقعت على اتفاقية البيع والإجرام في أوسلو،ومع ذلك ما زالت موصومة بالإرهاب،فكيف بمن ينتسب إلى الإسلام ويؤمن بأنه الحل الجذري لجميع قضايانا ؟

فالمطلوب من كلا الطرفين – السلفيين وحماس- في هذا الواقع تأجيل صراعاتهم الداخلية،إن لم يكن ممكنا القضاء عليها،والالتفات إلى العدو (اليهودي – الصليبي)المحدق بقوى الجهاد التي تدافع عن دين الأمة وكرامتها،وتخفيف حدة الخطاب المتبادل،وإعادة البوصلة إلى اتجاهها الصحيح،وتصويب السلاح (المتوفر) إلى وجهته الصحيحة،وأن لا يسنحوا الفرصة للعدو اليهودي أن ينام الليل الطويل متابعا عواجل اقتتالهم،وإلا سيأتي اليوم الذي نبكي فيه جميعا هذه الأيام،فقوات سعد حداد الجديدة يأكلها الشوق للعودة إلى غزة لتصفية حساباتها مع كل من أطلق رصاصة تجاه أسيادها وأولياء نعمتها اليهود.