شكرا للملكة " رانيه العبد الله "

داعس أبو كشك

شكرا للملكة " رانيه العبد الله "

على مبادرتها الشجاعة

داعس أبو كشك

[email protected]

في شهر نيسان الماضي اعلنت الملكة " رانيه العبدالله " عن اطلاق مبادرتها ( مدرستي فلسطين ) بعدما شعرت بتدهور العملية التربوية وخاصة في مدارس القدس العربية ، والتي لم يطرأ عليها اي تطور منذ عام 1967، بسبب منع سلطات الاحتلال من تحسين وصيانة تلك المدارس، الامر الذي ادى الى عدم وجود بيئة تربوية آمنه وسليمة لطلاب القدس ، بالاضافة الى ان تلك المباني اصبحت آيله للسقوط وتشقق الجدران وعدم وجود المرافق التربوية اللازمة ، واكتظاظ الصفوف التي باتت لا تستوعب اطفال القدس الذين هم في سن التعليم ، حيث تدل الاحصائيات على ان هناك 10000 طالب لا يلتحقون بالمدارس لعدم وجود صفوف تستوعبهم ، وقد شكل ذلك اهتماما من قبل الملكة رانيه العبدالله التي تألمت لما اطلعت عليه من اوضاع مزرية تمر بها مدارس القدس ، ولهذا اخذت على عاتقها اعلان مبادرتها المجتمعية في سبيل تحسين مدارس القدس ، وها هي مبادرتها تحقق النتائج الاولى في زمن قياسي قصير بعد الانتهاء من اعمال الصيانة في احدى عشرة مدرسة من مدارس القدس التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، وذلك ضمن المرحلة الأولى لمبادرة «مدرستي فلسطين» التي أطلقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله في نيسان الماضي، لضمان بيئة تعليمية تفاعلية مريحة وآمنة لطلاب مدارس القدس الشرقية، حيث اعادت رسم البسمة على شفاه طلاب مدينة القدس الذين فرحوا للتحسن الذي طرأ على بيئتهم المدرسية ، بالاضافة الى اهتمام المؤسسات الرسمية والشعبية بهذه النتائج وتلك المبادرة لما فعلته بالاحساس والشعور بالاوضاع التي تمر بها مدينة القدس .

وقد اكدت جلالتها انذاك ان «إطلاق المبادرة جاء من الأردن لما له من دور تاريخي في الحفاظ على عروبة القدس، وحماية مقدساتها الدينية.

ويعاني 50 بالمائة من طلاب القدس من الدراسة في مدارس ضيقة وصفوف شحيحة الامكانات وأهمال في البنية التحتية جراء سياسات الاحتلال لتهويد القدس وتفريغها من سكانها العرب.

وتزداد تلك المعاناة عاما بعد عام، بالزيادة السنوية لعدد الطلاب وعدم قدرة المدارس على استيعابهم مما يتسبب بأزمة سنوية بين المدارسالفلسطينية في القدس الشرقية وعدم قدرة الاهالي على توفير تعليم مناسب لابنائهم.

ويضطر عشرات الطلبة إلى البقاء خارج مدارسهم بسبب عدم توفر مقاعد لهم، علما أن معظم الأبنية المستخدمة كمدارس في القدس هي شقق سكنية تقوم وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الأوقاف الاردنية باستئجارها لهذا الغرض في ظل سياسة بلدية الاحتلال الرافضة لمنح تصاريح البناء سواء بالرفض الشامل أوالمماطلة لمنح الرخصة التي قد تصل الى 10 سنوات.

وقد عبَّر معلمو ومعلمات وطلبة المدارس عن سعادتهم بالتجديدات والاضافات التي شهدتها مدارسهم.

وكانت أعمال الصيانة قد بدأت داخل المدراس خلال العطلة الصيفية لتكون جاهزة لإستقبال الطلاب في العام الدراسي 2010-2011، وشملت إصلاح البنية التحتية حسب الإحتياجات الخاصة لكل مدرسة، ووفقاً لتوصيات مدراء المدارس.

وشملت اعمال الصيانه تركيب نوافذ جديدة، وبناء أو تجديد دورات المياه لضمان حصول الطلاب على مياه صالحة للشرب، وكذلك إصلاح وترميم تمديدات الكهرباء، واستبدال الأبواب القديمة المهترئة بأخرى حديثة وأكثر أمنا، ودهن الجدران والمقاعد، وبناء ساحات للعب، وتغيير الصنابير.

و لقد تم بناء صفوف مدرسية وتوسيع بعض المدارس الضيقة الموجودة خارج الجدار ، وأن أعمال الصيانة انجزت بفترة قياسية وذلك تفاديا لتأثيرها على العملية التعليمية، وحرصا على بدء الطلاب دراستهم في الموعد المحدد.

وقال عدد من طلبة المدارس التي شملتها المبادرة: عند العودة لمدارسنا لم نتوقع ما شاهدناه، المدارس ليست ذات المدارس التي عهدناها.

معتز الاطرش 11 سنة طالب في الصف السادس، قال: «فوجئت عند عودتي الى المدرسة بعد عطلة الصيف، لم اتوقع كل هذه التغييرات، الصف أصبح أجمل، دورات المياه التي كنا نعاني من رائحتها تجددت، الساحة أصبحت أجمل وأوسع، سنتمكن من لعب كرة السلة وكرة القدم، تقريبا المشاكل كلها اختفت

واضاف: «نريد مختبرات، نحن طلاب صف سادس، من غير المعقول أن لا نقوم بتجارب، وأن لا يكون عندنا كمبيوترات ومقصف

المعلمة صباح أبو كف القائم بأعمال المدير في مدرسة علي بن أبي طالب في بلدة صور باهر جنوبي القدس عبرت عن سعادتها للاصلاحات التي قامت بها المبادرة داخل المدرسة.

وقالت: «كانت المدرسة في حالة يرثى، لها لم تكن تشبه المدرسة في أي شي، شكل الرطوبة في كل مكان، الحفر المنتشرة في الجدران والساحة، معانتنا لم تتوقف

واضافت «بعد اعمال الترميم، الشكل العام للمدرسة اختلف كليا، أصبح أكثر راحة نفسيا وعمليا وانعكس ذلك على اداء الطلاب والمدرسين ... العديد من الطلبة كانوا سيتركون المدرسة وما وصلت اليه المدرسة جعلهم يعدلون عن قرارهم، .. العنف بين الطلاب قل واصبحوا يحافظون على نظافة الملعب

محمد أبو فراج يعمل في المدرسة منذ 3 سنوات يقول: «المدرسة انقلبت 180 درجة، التغييرات فاقت التوقعات، كانت المدرسة آيلة للسقوط وكنا نتوقع ذلك في أي لحظة، لكنها الآن أكثر امانا وسلامة، اننا نشعر بذلك بوضوح

وإيمانا بأهمية الشراكة بين المدرسة والطلاب والاهالي والمجتمع المحلي في الحفاظ على المدرسة، ولتنمية دور المجتمع المحلي اتجاه المدرسة والعملية التعليمية، بدأ العمل على تشكيل لجان محلية في عدد من المدارس وسيتم الانتهاء من تشكيلها مع بداية الفصل الدراسي الأول.

وستقوم هذه اللجان بتعزيز الشعور بالانتماء والمسؤولية لدى المجتمع المحلي تجاه المدارس، إلى جانب المساهمة في تحديد احتياجات المدرسة والمساهمة في إيجاد الحلول والعمل على تنفيذها.

وسيتم تنفيذ العديد من برامج تطوير مهارات المعلمين والطلاب وتحسين ادائهم، ضمن مبادرة مدرستي التي لا تهدف الصيانة فقط وانما تحسين العملية التعليمة بشمولية، ومن بين هذه البرامج: برامج صحية وتكنولوجية وتدريب للمعلمين.

يذكر أن «مبادرة مدرستي فلسطين» هي الاولى من نوعها في العالم العربي والتي أطلقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله من أهم المشاريع لتطوير القطاع المدرسي في مدينة القدس، وتأتي هذه المبادرة بعد النجاح الكبير الذي أنجزته مبادرة «مدرستي الاردن» التي تعمل بشراكة بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني، وذلك بهدف توفير بيئة تعليمية أفضل من خلال حشد شراكات بين المدارس وأهالي الطلاب وشملت لغاية الآن 300 مدرسة في الاردن.

واننا اذ ندين بالشكر والتقدير للملكة رانيه العبدالله على هذه الجهود القيمة والتي لولاها لما حدث هذا التطور ، واننا نشد على يديها راجين ان تستمر هذه المبادرة ، وان تشمل المدارس المهمشة في مناطق ج والتي تعاني الامرين جراء سياسة الاحتلال .