رائحة الموت
رأفت عسليه - صحفي من غزة
تهديد ووعيد في العلن , وما اخفي أعظم , انه أسلوب قديم جديد تتبعه الحكومات الاسرائيلية منذ جثوم هذا الكيان على أرضنا , فاليوم ودون إخفاء على احد , اسرائيل تهدد وتناور هنا وهناك , وتسعى لجلب تصريح عربي ودولي لشن حرب أشرس من السابقة على قطاع غزة,لتؤكد كل المقاييس والتوقعات , بأن ما يشم في هذه الأجواء , هو رائحة الحرب , وما ادراك ما الحرب ,فإسرائيل على أهبة الاستعداد لها , وفي جعبتها الكثير لترتكبه في هذا العدوان , فربما تسعى لاحتلال جديد , وإعادة الكرة مرة أخرى , باحتلال قطاع غزة ,او تحقيق الحلم الاسرائيلي الاول إغراق غزة في البحر, واستئصالها من الوجود , وهذه العدوان ينجم عنه تنديد من السلطة الفلسطينية ورفض قطاع لاستئناف المفاوضات في ظل احتلال القطاع , يقابله رد اسرائيلي باحتلال الضفة الفلسطينية , وقلب الطاولة على راس المفاوض وغير المفاوض , فإسرائيل ولايخفى على احد تتسلح بكثير من الأمور ,منها بساطة المقاومة , حيث ان السلاح الغزي لا يساوي صفر في معادلة الترسانة العسكرية مقابل السلاح الاسراامريكي, الذي يبدأ من المحرم دوليا , وينتهي به.
وعلى ما يبدو ان اسرائيل , وهذه مجرد وجهة نظر , شنت الحرب على غزة فقط لإجراء عدة اختبارات منها اختبار القوة العسكرية الغزية , ومدى الدعم الخارجي للمقاومة في غزة إذا ما شنت عليها عدوان بحجم الذي شنته اسرائيل , بالاضافة وهو الأهم , اختبار الأنظمة العربية , ومدى قدرتها على الاستيقاظ والنهوض للدفاع عن دماء الشهداء ودماء الاطفال التي تسفك امام مرأى ومسمع الجميع,أيضا تريد اسرائيل اختيار المفاوض الفلسطيني , ومدى تمسكه بالمفاوضات ,وهل من الخيارات المطروحة امام هذا المفاوض في هذه الحرب , اعلانه بقوة , حل السلطة الفلسطينية , والعودة الى خط الكفاح المسلح كطريق وحيد لتحرير الأراضي المحتلة , فهذه جميعها كانت من الاختبارات التي ساهمت في اعطاء اسرائيل قرار شن الحرب على غزة , وبالتأكيد كان لإسرائيل ما تريد ونجحت كافة توقعاتها , فبداية بمقاومة غزة , التي بينت عن ضعفها وعدم ضرب العمق الاسرائيلي , سواء كان بالصواريخ المحلية , او العمليات الفدائية التي غابت تماما في تلك الحرب ,وأنا واثق انا للانقسام سبب كبير في ذلك واترك لكم بهذه الجملة التحليل , إضافة لبعض الجهات الخارجية التي تقول بأنها تدعم المقاومة في غزة , فلم تحرك سوى أقلامها للتنديد , ودعم معنوي للمقاومة , وهذا بلاشك لا يكفي لمساندة المقاومة في غزة بوجه الاحتلال الاسرائيلي , لاسيما في أجواء حرب طاحنة .
في المقابل امتلك اسرائيل ورقة هامة ورابحة في الحرب وهي دعم عسكري من اكبر الدول بالعالم , إضافة لدعم مالي ومعنوي ,أيضا نجحت اسرائيل في إبقاء الفم العربي مغلقا , حتى وصل الأمر لإغلاق معبر رفح البري امام وجه الجرحى , والمخطرين , جراء هذه الحرب الشرسة التي استخدمت فيها افتك الأسلحة المحرمة دوليا, اما على الضفة الأخرى فالجانب الفلسطيني عبر عن غضبه كأي نظام عربي , وأضاف قرارا متوقعا وعاديا , بوقف المفاوضات في ظل الحرب على القطاع, رغم الانتظار من الرئيس محمود عباس قرار أقوى من ذلك كزيارة قطاع غزة والتشمير لإنهاء جدي للانقسام المدمر .
هذه ابرز التوقعات بما يخص التهديدات الاسرائيلية الجديدة والمتواصلة بشن حرب على قطاع غزة , والخلاصة تقول , بأنه مطلوب من القيادة الفلسطينية في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة, اطلاق صافرات الإنذار وتحشيد الطاقات , للاستعداد لمواجهة لا مفر منها مع هذه العدو الذي لا يرحم , والذي يعاني من عدم قدرته على كسر العزيمة الفلسطينية , التي تعتبر أقوى الأسلحة في الوجود.