تهنئة من القلب

د.عبد الغني حمدو

دمت بود... سلمت يداك....

حزبي الجديد... حزب الشعب

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

عن ماذا نبحث  ؟

ولما نكتب ؟

ولماذا نعيش؟

وما هو الحل ؟

لنستعرض مجمل كتابات مثقفينا , وأعلامنا ومفكرينا وقنواتنا التلفزيونية والإذاعية الرسمية الحكومية , والخاصة والعامة نجد فيها تشابهاً كبيراً جداً , بمفرداتها وتعبيرها وصفاتها , فتاة جميلة رائعة امتلكت كل صفات أمنا حواء والتي لم يخلق أجمل منها أبداً , ولسان حالها يقول :

كل النساء تقف عند قدمي أو تحته ولن تجد مثلي أبدا ً , ولن يُخلق رجل بعد يمتلك وصفا ليكون قريني منفرداً

يسعدني ككاتب ويسعدني كصحفي ويسعدني كمفكر , إن كنت تحت راية الوطن , سهامي حادة وقوية وتنطلق باتجاه كل هدف في القلب حسب توجيه النظام , وإن غضبت من النظام أو غضب مني , ونجوت من بطشه لبلدٍ ثان توجه سهامي بعين النظام الذي في ظله

أو أنظر لمن يخالفني في الرأي والطرح والانتماء , أنه فائق الغباء ولا يصلح لدنياه لا هو ولا فكره ولا معتقده حتى .

فلو جمعنا خلاصة الكتابات والأقوال لحصلنا بنتيجتها أن سبب تخلفنا وانحطاطنا وتقلباتنا في مستنقعات الفساد , أن الأنظمة تحتل الدرجة الأولى في الفساد والإفساد, ويليها البطانة وأجهزة الأمن والكتاب

الحقائق واضحة كلها أمام الجميع , ولكن تلك الحقائق توضع بمكاييل متعددة

وسؤال كبير يسأل , ومن الصعب الإجابة عليه

ما هو الحل ؟

منهم من ينادي بثورة شعبية وآخرون نادوا بالإصلاح  , والبعض باستعمال قوة خارجية , ومنهم من يلوم الشعب

فلو نظرنا لجذور المشكلة الموجودة في الأنظمة الاستبدادية الحاكمة , والتضحيات التي قدمت من الشعب , لفاقت أي دولة في العالم مقابل الحصول على الحرية , ولم تحصل إلا على :

طغيان الاستبداد أكثر ,وامتداد أذرع البطش والتنكيل بالمواطنين من القتل للتعذيب للفقد في السجون , للهروب خارج الوطن , للمذابح الكثيرة التي وقعت في السجون كمجزرة سجن تدمر في سورية ومجزرة سجن أبو سليم في ليبيا , وتدمير مدن على رؤوس ساكنيها وإبادة قرى ونواحي في أماكن كثيرة من وطننا العربي

فلا بد لنا من الإجابة على الأسئلة أعلاه

عن ماذا نبحث ؟

علينا البحث عن كيان , عن وطن محاط بأسوار حماية , لا أقصد أسوار بنيت من حجارة أو اسمنت أو جدر خراسانية , وإنما وطن مصان بفكر وثقافة وحرية وعدل ومساواة  , منها تنبع القوة والإبداع , ويحصن الوطن من الأوبئة الداخلية والخارجية , فعندما يمرض شخص في الوطن ويموت بسبب الإهمال  , فلن يكون الحدث وقتها عاديا , وإنما فضيحة مدوية يسمع فيها العالم أجمع , بينما في حالنا هذا , تذبح الملايين ظلما وقهراً والعالم ساكت  صامت , فلو رجعنا للمجازر التي حصلت والتي تحصل الآن ,فقد أدار العالم كله ظهره لها , ولم يصدر عنه ما يثير من قضايا الحقوق الإنسانية شيئا

لأنهم يروننا بعيدون عن البشر نهائيا ولا فائدة من وجودنا , في ظل أنظمة كهذه  , ولو استطعنا امتلاك زمام أمورنا ؟وهم يعرفون ذلك , من أننا شعب أبي حر شجاع لا يغيب عن ذهنه بطولة النبي داود عليه السلام عندما قتل جالوت وهو لم يبلغ الحلم بعد , بينما كان قد تخاذل معظم أفراد جيش طالوت قبل المعركة الفاصلة

فصنعوا من هذه الأنظمة الفاسدة أبطالا عظاما , تفوقت على العظماء الحقيقيين من أبناء الأمة السابقون , وكانت بطولاتهم موجهة ضد الأحرار من شعوبهم, خدمة لأسيادهم من الغرب ومن بني صهيون بالذات

ولما نكتب ؟!!

علينا أن نكتب بدون مكاييل مختلفة , تجمعنا الأفكار التي تصلح لنهضتنا , ننبذ كل الإيديولوجيات المفرقة والمستهلكة. نعتمد على خلاصة  أي إيديولوجية تصب في مصلحة نهضة الأمة , وكمثال بسيط للتقريب , عندما ظهرت الأفكار الديمقراطية في أوروبا , على أيدي فلاسفتها ومفكريها , في القرن السابع عشر والثامن عشر (روسو ومللر ومنتسيكو , وكانط وهيجل ) فكل واحد منهم قدم فكرة أو بعض الأفكار عن الديمقراطية , مع اختلافهم في كثير من القضايا , ولكن استطاع الأوروبيون تجميع تلك الأفكار , والتي تصب في مصلحة الديمقراطية وتطبيقها على واقعهم , حتى وصلوا لما هم عليه الآن

ولماذا نعيش؟

لقد قالوها قديما وما زالت تقال  عن شخص مات (كم يوما عاش ) والمقصود فيها :أي كم عدد الأيام التي عاشها سعيدا في حياته

فلو طبقنا القول هذا في سورية مثلا :

في تقرير لمنظمات حقوق الإنسان أن عدد المفقودين من الشعب السوري خلال فترة السبعينات والثمانينات هو :سبعة عشر ألفاً , وهذا العدد يسبب الأذى لخمسة ملايين سوري , أي ربع الشعب السوري من جانب المفقودين فقط , وقس على هذا الأمر في دول عربية كثيرة كليبيا والمغرب والجزائر وتونس وآخرها العراق

فالسعادة عندنا مفقودة تماما , ولا ينجو منها أحداً حتى الحكام , لأن حياتهم مبنية على الشك والتخوين والخوف والرعب من المستقبل , محاط بجميع أنواع الألغام والقنابل والوحوش

فنحن على حافة الشعوب , ولا نقدم للعالم ولهذه الدنيا سوى الاستهلاك

كنت أمشي في اسطنبول التركية منذ فترة , سمعت امرأة تقول لصديقتها , الآن نعثر على عراقي نحصل منه ألف دولار في الليلة الواحدة

فلم يخلقنا الله عبثاً , وإنما خلقنا لنبني ونعمل ونشارك ونكون في طليعة الأمم بما فضلنا الله تعالى على خلقه في أننا من أمة الأنبياء عليهم السلام , فقد خلقنا الله لكي نأخذ ونعطي نشارك ونقدم الخير للناس وللأرض والحيوان , علينا أن نحيا لحياتين حياة الدنيا وحياة الآخرة

لأجل هذا نعيش

يسألني صديق لي كنت أتحدث معه عبر الإنترنيت , حول نفس الموضوع فيقول

ما هو الحل ؟

وأجبته :

حزب الشعب ؟؟؟!!!!!

فقال : تهنئة من القلب ... دمت بود ... سلمت يداك .... حزبي الجديد... حزب الشعب

ولكن هل تعرفني على حزبي الجديد

فقلت حزب يبني  اديولوجيته  على بنود قائمتين :

الأولى سوداء يسجل فيها المجرمون والذين أوصلوا البلاد لما نحن عليه

والثانية بيضاء وفيها :نرفض كتابة أي دستور وبأي صيغة كانت وتحكم البلاد قوانين فقط وهي معروفة عند القضاة , لأن الدستور مُقيد للكثير ومُهمش للبعض , والسلطة القضائية هي المسئولة فقط عن التجاوزات

فقال لقد فهمت

سأفكر وأعطيك رد .