الولاء السوري لنظام طهران

الشيخ خالد الخلف

الولاء السوري لنظام طهران

والصعوبات الامريكيه في المنطقة والحرب الوشيكة

الشيخ خالد الخلف

رئيس المجلس إلاقليمي لمناهضة التعذيب

ودعم الحريات وحقوق الانسان في الشرق الاوسط

منذ أكثر من ثلاث أعوام تعددت التحركات والتقارير والتعليقات والتحاليل الاعلامية الصادرة عن مسؤولين حكوميين وخبراء امريكيين وغربيين حول موضوع حوار الدول الغربية مع القوى والشخصيات السورية  والايرانيه المستقلة  والمطالبين بحقوق الانسان في سوريا وايران في الداخل والخارج ،

تقارير صحفية اوروبية وامريكية وتواتر اخبار عن حصول اتصالات عديدة مباشرة بين حكومات ومنظمات غربية وعدد من حركات العمل  السياسي الايراني والسوري في المشرق والمغرب.

التقرير الذي قدمته العديد من الشخصيات في الاتحاد الأوروبي إلى وزير الخارجية السورية في اجتماعات عديدة حيث يتضمن التقرير إمكانية الحوار مع ما يعتبره الاوروبيون الحركات  المعتدلة.

جولة الحوارت والاستماع التي انعقدت  بين عدد من ممثلي الحركات السياسية والحقوقيه في سوريا وايران من ناحية وعدد من الشخصيات الأوروبية والأمريكية المعروفة بتأثيرها في الرأي والقرار من ناحية أخرى.

ندوات جمة حـول الحوار بين أمريكا  و المعتدلين في سوريا وايران و كيفية دعم مسار الإصلاح والتنمية السياسية التي تقترحها تلك القوى ،

لا يختلف متابعان او خبيران في السياسة الدولية بان سياسات الدول الكبرى تضع في اولوياتها المصالح أولا واخيرا  سوى للدول في حد ذاتها او  مصالح الساسة والاحزاب الحاكمة مما يعني أن " ... التحول الذي طرأ على علاقة الولايات المتحدة الامريكية ومعظم الحكومات الاوروبية مع الحكومة السورية او سيطرأ مع النظام الايراني يعود بالاساس الى ادراك هذه الاطراف بان مصالحها الآنية والبعيدة تدفعها الى هذا التغيير ربما  ، ذلك ان فشل ترسيخ مظاهر الديمقراطية المنادى بها عالميا وظهور حركات مناهضة للانظمه ونتيجة لسقوط جدار الخوف ودخول اليسار في ازمة هيكلية كبرى اضافة لجملة من الدواعي الاخرى الاساسية من منظور المحللين الغربيين:

نخبة الحركات  نضاليا وسياسيا السورية الاخلية منا و في اغلب البلدان العربية والاسلامية رغم سياسات المحاصرة والتضييق والقمع وارهاب الدولة المنظم وخطط تجفيف المنابع وسياسة ربح الوقت والعهود المنكوثة واساليب الاختراق والتفريق بين ابناء الحركة الاصلاحية ...ففي سوريا مثلا وبعد 10 سنوات من المحاصرة الامنية في السجون والمنافي وفي الداخل عجز النظام السوري عن القضاء على حركة التغيير أهم التمثلات السياسية للحركة السورية.

اهتزاز شرعية النظام السوري الحاكم وفقدانه لاي مصداقية شعبية نتيجة الوصول غير الشرعي لسدة السلطة او عبر انتخابات مزورة وهو حال السلطة السورية (اعتراف عبد الحليم خدام بتغيير الدستور السوري عام 2000 اعتراف كامل االسياسيين وعبر كتابات خطية وجهها المسؤولين بأنفسهم الى جهات مختلفة بل ان النظام زور حتى انتخابات مجلس الشعب   رغم شكليتها السياسية والاطار السياسي لها ، اما أحداث 2004 التي جرت في مدينة القامشلي فيعرف القاصي والداني انها على المقاس وجاهزة النتائج منذ اسبوع قبل حدوثها ...

تراجع اليسار  وفعالية القوى السياسية الاخرى غير القومية المسماة بالاصلاحية الجديدة وزنا وفعالية في تاطير الجماهير ومعايشة مشاكلها الاجتماعية لصالح الحركة الداعية الى التغيير 

فشل سياسة الحرب على قوى التغيير والاصلاح رغم التحالف البعثي الغربي ورغم أنّه لا سبيل إلى مقاومة ما يسمّيه النظام"بالإرهاب" المهدّد لمصالحه إلاّ بالقطع مع أسلوب المواجهة المباشرة والفرض والإملاء على السوري والعمل على استقطاب القوى الحقيقية المؤثرة في السّاحة وجرّها – قدر الإمكان – إلى أن تتحول إلى طرف فاعل ضمن الاستراتيجية الاسدية المتمحورة على جملة من النقاط المتداخلة ، إضافة الى تأكد الطبقة الحاكمة ان بعض الانظمة الغربية تدفع الى هذه الحركات الاستفزازية للنيل من بعض الاهداف التي تصبوا اليها من اجل تغطية قضايا الداخل واساس النظام السوري

تصاعد العداء العربي والإسلامي لحركات التغيبر الديمقراطي والتحرري الى الارقى من معاني الحرية في ظل الانحياز للصهاينة رغم رفضهم  لكلّ الحلول العادلة للصراع العربي الإسرائيلي ونتيجة لتصاعد هذا العداء ، أصبح العديد من المسؤولين في الغرب ينتبهون إلى الخطر الذي يتهدد مصالح أوروبا وأمريكا في المنطقة بقيادة حركات وقوى تتمتع بما يكفي من العمق الجماهيري لإحباط كل مظاهر فرض الأمر الواقع على شعوب المنطقة .

تورط سورية وحلفائها في المسرح العراقي حيث "تحول هذا البلد الى حقل من الالغام يستقطب وينتج في الآن نفسه كل اشكال افراد وجماعات وتنظيمات العنف والارهاب التي تدعي المقاومة  والتي توالي نظام الملالي في طهران قلبآ وقالبآ  ووصول اسراب من الشباب من مختلف البلدان العربية وخاصة من بلدان المغرب العربي للمساهمة في تحريف النهج الاسلامي في عيون الغرب و وعدم تمكنهم من تأدية دور في الحياة السياسية في بلدانهم... (أكثر من 2000شاب سوري توجهوا الى العراق هم من احياء دير الزور وحلب وحماة ومدن الجنوب الشرقي عموما، اضافة الى اكثر من الف موجودين هذه الايام في فروع الامن ومخافر وزارة الداخلية  علمآ ان الطريق الى الانتحار في العراق معبد من قبل بعض فروع المخابرات السوريه ؟؟....

حاولت السلطات السورية التعتيم على الموضوع والحدث اعلاميا والتشكيك في التقارير الصحفية المتحدثة عنه بل وانزعجت ازاء دعوة الحوار نتيجة انها تضرب حصارا اعلاميا الى كل ما يمت الى موضوع الحركة  فغاب الموضوع عن ملفات  وصفحات الصحف وندوات الشارع السوري على دعوة أحمدي نجاد الى سوريا. وإن انزعاج السلطات السورية مرده ان معنى جدية الحوار بين السوريين الراغبين في التغيير والغرب يعني فشلها في سياسة المقايضة بينها وبين الغرب وانه يستحيل عليها ادارة الشان العام بيد مطلقة مستقبلا ،، وهو ما يفسر في المدة الاخيرة سياسة الارتباك في توجهات السلطة بين عدم التنازل لجهة معينة وبين جملة اجراءات لا تدل على غير التنازل – تركيا مثلا -) وانها ستجد نفسها ملزمة باحترام الشعب والتقيد بالقانون وحقوق الانسان – فك العزلة عن المساجين وتخفيف الاحكام للشبان المعتقلين اخيرا مقارنة بمن سبقهم – ترك المجال الرياضي لرجاله من غير ابناء عمومة  الرئيس ....-  والا لماذا جلس جملة من بين ممثلي السلطة الى قيادات النهضة في الخارج بعد رفض وساطات عربية عدة وبعد ان قيل ما قيل للمرحوم عرفات حول موضوع الاسلاميين في تونس  ...  رغم ان وزير الخارجية وليد المعلم رفض ادراج الموضوع في لقاءه التوضيحي مع اطارات التجمع بعد جملة من التململ حول الحديث عن جملة من الاشكالات مركزيا  (وهو ما لم تفعله السلطة من قبل حيث تم سنة 2009  عزل المستشار السياسي ووضع سيدة مغمورة مكانه حينما طالب بتوضيح مسالة تسيير الرئيس التي تروج في الشارع السوري ،

وعادة ما تلجا السلطة السورية الى رفع الحرج عبر مقال صحفي  في مثل هذه المناسبات، فقد كتبت مقالات يعبر فيها الكتاب المأجورين عن ما تريد السلطة ان تقوله فيتم  ربط الصحفي  بموكب الحرس المخلص في غمرة الالتفاف الخاشع حول جثمان اجموع الشعب وشرود الأذهان والعيون نحو عالم السرمد والأرواح المنطفأة

بل ان محاميي السلطة غير المنتدبين كشفوا كل اوراقها مرة واحدة مذكرين باجندتها الفكرية كمناضل سابق وكليبرالي حديثا بعد ان اراد ان يكون تحريفيا عندما طلب يوما من السيدة أسماء الاسد الدخول ضمن التجمع الشعبي بعد منتصف 2005"لا أخفي سرا أن هذه المقالة ليست سوى مطارحة للتداعي السياسي الأهم لهذه المقدمات الفكرية الماثلة بخيط ارتباط مرهف بين هذا النقاش الفلسفي والفكري وبين مستجد الحدث السياسي في منطقتنا العربية والاسلامية ، ذاك المتصل تحديدا باعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تبنيها لما سمته سياسة الحوار والتي اثبتت فشلها قطعيآ واثبتت فشل سياسة الولايات المتحده في الشرق الاوسط بشكل كامل ،،