أوباما يناقض مبادىء رؤساء أمريكيين سابقين

أسعد العزوني

أوباما يناقض مبادىء رؤساء أمريكيين سابقين ؟!!!

أسعد العزوني

[email protected]

عندما ظهر الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما على الساحة مرشحا لماراثون السباق نحو البيت الأبيض طلع علينا بمشروع جرىء عنوانه " التغيير " وقال لمؤيديه وغيرهم من الشعب الأمريكي أنه حان وقت التغيير وكما هو معروف فان كلمة التغيير تعنى استبدال استراتيجية بأخرى وخاصة بالنسبة لتعامل واشنطن مع القضايا العالمية . وطريقة تحالفاتها واعتمادها – خاصة في عهد الجمهوريين المحافظين المتهودين – سياسة الحرب الوقائية .

استبشر البعض خيرا من هذا الطرح ، وعزز أوباما شعاره بخطوة أخرى ذات مغزى وهي تحالفه مع لوبي يهودي ناشىء في أمريكا اسمه "   J.STREET   " وشعاره " أنقذوا اسرائيل من نفسها " وهذا يعني بطبيعة الحال أنه وضع نفسه على النقيض من اللوبي الصهيوني التقليدي الذي يسيطر على الساحة الأمريكية  وهو " الايباك " .

لا شك أن ذلك يحسب لصالح الرئيس أوباما وخاصة أنه خاطب العرب والمسلمين من أنقرة والقاهرة وأرسل لهم رسائل المحبة والتصالح والأمل بموقف أمريكي جديد غير والغ  في الدماء العربية والاسلامية  مع انه كان يرتب لمصالحة عربية اسلامية – اسرائيلية من خلال جلب دول منظمة المؤتمر الاسلامي وعددها 57 دولة لانجاز هذه المصالحة وفتح فضاءاتها البرية والجوية والبحرية أمام اسرائيل لكن اسرائيل رفضت هذا المشروع كما رفضت مبادرة السلام العربية التى قدمتها العربية السعدوية وتبنتها جامعة الدول العربية ومن ثم أقرتها قمة بيروت عام  2002 ، لكن شارون ركلها وركل كل من له علاقة بها .

نجح باراك أوباما وبقي على شعاره ، وتعامل مع رئيس وزراء اسرائيل بيبي نتنياهو بالطريقة التى يجب أن يتعامل بها الى درجة أنه أهانه في القمة الأولى وطرده شر طرده ورفض ذات مرت استقباله ، لكن الغريب في  الأمر أن نتنياهو عاد الى واشنطن  والتقى   اوباما في قمة حميمية  أقدم أوباما  بعدها على مرافقة ضيفه حتى مرآب السيارات في البيت الأبيض أمام الكاميرات   وعاد نتنياهو منتشيا وانقلب اوباما على المفاوضات  غير المباشرة التى دعا اليها وكان يرعاها مبوعوثه للسلام السيناتور جورج ميتشل ، ليصر على ضرورة العودة الى المفاوضات المباشرة وذهب الى ما هو أبعد من ذلك بالقول ان على الفلسطينيين أن يعترفوا بيهودية اسرائيل !!

لماذا هذا التحول ؟ كافة  المعطيات المتوفرة تقول ان اوباما اكتشف قوة " الايباك " وصعوبة النيل منها ، وأنه لم يحسن تقديره للواقع الأمريكي .

الرد على هذه الترهات بسيط ، وهو هل جاء أوباما من غابات الأمازون على سبيل المثال ؟ وهل هو أمي لا يعرف القراءة والكتابة ؟ ألم يتخصص في دراسة القانون ؟؟  ويتقلد مناصب مهمة تؤهله للاطلاع على الواقع الأمريكي ؟ انه لكذلك وقد أخطأ الرئيس أوباما .

ليس صحيحا انه كافة الرؤساء الأمريكيين تهودوا حد نسيان مصالح بلادهم  والعمل على تفوق اسرائيل لتكون مستعدة على الدوام لاستقبال " المسيح الدجال " الذي سيشن حربا للقضاء على الاسلام والمسلمين كما جاء في العهد القديم " التوراة " . بل هناك رؤساء في مقدمتهم بنيامين فرانكلين وهو الأب المؤسس للدستور الأمريكي الذي عاش  في الفترة ما بين 1706-1790 .

 لقد حذر فرانكلين في خطابه أمام المؤتمر التأسيسي لاقرار الدستور في فيلادلفيا عام 1789 من خطر ترك الحبل على الغارب لليهود ، وجاء في الخطاب نصا :                         

 {...." في أية بقعة من العالم وَطَأتها أقدام اليهـود بأعداد كبيرة ، يظهر التاريخ أنهم كانوا يعمدون دائماً إلى طمس القيم الأدبية والأخلاقية لأصحاب الأرض ويبادرون الى زعزعة الصرح التجاري وإضعافه أوّلاً قبل الإمساك بمفاصله ، ثم يتداعون إلى تمييز أنفسهم في تجمّعات محصّنة من الذوبان أو الانصهار، عصيّة على الاختراق ، ثم يعمدون إلى نقض القيم المسيحية والاستخفاف بموروثاتها وتكذيب مسلّماتها ، ويشكّلون بُـؤراً فاعلة ذات نفوذ يفوق نفوذ الدولة داخل الدولة، حتى إذا ما واجهوا معارضةً ما، عمـدوا إلى خنق الدولة ماليـاً. ....انه إذا لم يتم استثناؤهم من الأهلية في دستور الولايات المتحدة الأمريكية ، فإنهم سوف يتمكّنون من التكتّل والتنامي بأعداد هائلة خلال أقلّ من مائتي عـام ، بحيث تصبح لهم اليد الطولى للاستقواء والتسلّط وابتلاع الأرض وافتراس النفوذ الذي يمكّنهم من تقرير الصورة التي يجب أن تكون عليها حكوماتنا مستقبلاً. .... إنكم إذا لم تسارعوا إلى استثنائهم ، فان ورَثَتَنا الذين سيَخلفوننا خلال أقلّ من مائتي عـام، سيتصبّبون عرقاً وهم يكـدّون في المزارع بحثاً عن الإنتاج ، بينما هم يجلسـون كالأسياد في مكتب التاجر يفركون أصابعهم شغَفاً كالسيد المتحكّم في تسويق المحصول...إنني أحذّركم أيها السادة بأنكم إذا لم تعملوا على استثنائهم بصورة دائمة فان أحفادكم سيلعنـونكم في قبوركم. .... إن اليهود أيها السادة آسيويون ولن يكونوا شيئاً آخر غير ذلك على الإطلاق"....}

أما الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي فطالب بفتح ملف اسرائيل النووي وقال : الى متى ستبقى اسرائيل دولة فوق القانون " ؟ لكنه قتل بعد ذلك ولم ( يتمكن ) القضاء الأمريكي منذ 66  عاما من الكشف عن المجرمين  علما أن الرئيس المتهود بوش الصغير أعلن ان منفذي هجمتا البرجين في 11أيلول 2001 في ذات اللحظة التي كانت تشهد اندلاع النيران في تانك البرجين وقد صهرت الفولاذ لكنها لم تتمكن على ما يبدو من التهام جوازات سفر ورقية؟!

ورفض الرئيس الأمريكي الثالث والثلاثين هاري ترومان الاعتراف بيهودية اسرائيل بعد انتهاء الانتداب البريطاني لفلسطين وتسليم بريطانيا فلسطين للعصابات الصهيونية في 1551948 ، وشطب كل ما يتعلق بيهودية الدولة وكتب بخط يده " دولة اسرائيل ".

لكن ردة الرئيس أوباما غيرت مجرى التاريخ  مجددا بخصوص يهودية الدولة وملف اسرائيل النووي اذ دعا الفلسطينيين للاعتراف بيهودية الدولة في اسرائيل وأوعز لمستشاره للشؤون النووية غاري سامور تحذير المندوبين العرب المعتمدين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية منأن طرح نووي اسرائيل سسيفشل المفاوضات الذرية ودعاهم الى الامتناع عن تقديم مشروع يطالب باخضاع منشآتها النووية لمراقبة الوكالة الدولية خلال مؤتمرها المقبل أواخر هذا الشهر وقد وعد هؤلاء المندوبون بنقل هذا التحذير الى حكوماتهم بقى القول أن اوباما خضع لادراة اللوبي اليهودي وخاصة أن هناك انتخابات نصفية في امريكا في شهر تشرين ثاني المقبل ، ولكن السؤال ": ماذا لو ان العرب والمسلمين أسسوا لوبي خاص بهم وهم اصحاب الثروات والفضاءات ؟ أجزم أنهم عند ذلك سيجبرون أعتى رئيس  دولة في العالم على الانصياع لأوامرهم ولكن ........؟!" ليس كل ما  يعرف يقال لكن الحقيقة تطل برأسها "