"داغان" يقود حملة تفجير لبنان

أسعد العزوني

"داغان" يقود حملة تفجير لبنان

تمهيدا لغزوه مجددا

أسعد العزوني

[email protected]

ما لا يريد أن  يقوله أحد حول الحالة اللبنانية المتفجرة هذه الأيام ، هو ان رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية " الموساد " الجنرال الدموي الشاروني مائير داغان هو الذي يقود عملية التفجير الحالية من وراء "   حجاب " من خلال تحريك أدوات اسرائيل الانعزاليين مسيحيين ومسلمين في لبنان .

هذه هي الطريقة التى يعمل بها هذا الرجل كي يسهل على ضباطه وجنوده مهمة غزو جديدة للبنان من أجل " سحق " حزب الله الذي لقن اسرائيل وللمرة الأولى درسا لن ينساه قادتها على مر الزمن صيف العام 2006 .

وليس سرا القول أن حقد داغان الدموي- الذي يصفه الاسرائيليون بأنه يسير والسكين بين أسنانه كناية عن دمويته - بلغ درجة قصوى لعدة أمور منها مواجهة صيف 2006 ، وقيام الجهزة الأمنية اللبنانية ب" تلقيط " الساقطين اللبنانيين الذين جندوا أنفسهم لصالح اسرائيل ضد بلدهم وآخرهم احد مساعدي الجنرال عون ، وكذلك اتهام حزب الله بالأدلة القطعية اسرائيل باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري عام 2005 ، ولا أكشف سرا عندما أقول أن اسرائيل ليست وحدها في التطورات المستقبلية ، بل هناك شركاء عرب  تخندقوا معها في نفس الخندق.

كافة  الأدلة تفيد ان اسرائيل المدعومة  أمريكيا   والمدفوعة من قبل بعض الرسمية العربية ستقدم على تكرار تجربة  تفجير المنطقة ، للعديد من الأسباب أولها التخلص من التنظيمات خارج نطاق الدولة مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس  في غزة قبل الهجوم على ايران ، ولكي تخلص بعض الرسمية العربية مما يطلقون عليه " الخطر " الايراني المتمثل بالبرنامج النووي – علما ان أحدا لم يجرؤ على تحريك ساكن ابان كان شاه ايران المقبور حليفا مركزيا لاسرائيل ويشكل خطرا حقيقيا على منطقة الخليج ، وهو أول من سار في الدرب النووي .

من اهداف تفجير المنطقة أيضا طي ملف الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وتوطين اللاجئين الفلسطينيين حيث هم وتتويج اسرائيل ملكا على المطقة رمتها .

قادة اسرائيل أنفسهم هذه اليام وبعمليه  أشبه بالمقاومة يسربون يوميا أنباء عن حرب مقبلة تستهدف جنوب لبنان وغزة ، وبعد ذلك ايران  ، وآخر التسريبات وردت من مدير السي آي ايه حيث قال في دراسة له أن الحرب المقبلة التى ستشنها اسرائيل  سوف  تغير  خريطة المنطقة .

لا الوم قادة اسرائيل ولا أدواتها في الخارج ان هم مارسوا الترويع والصدمة على العرب العاربة والمستعربة ، ولكني ألوم قادة العرب من سياسيين وعسكريين لأنهم لم يقوموا بالرد على مثل هذه التصريحات ، ليثبتوا لشعوبهم على الأقل أن هذه الأرض الممتدة من الماء الى الماء ، ليست بهذه الصورة من الاستباحة ، ولو جاء ذلك  لتعكير صفو الأثير فقط ، لأننا نعلم أن الجيوش العربية لا تنجح الا في المهام الداخلية بينما نراها بل رأيناها ترفع الرايات الناصعة البياض في المواجهات الخارجية علما أن صفقات الأسلحة التى تشتريها الأنظمة العربية فاقت المئة مليار دولار ولا تدخل الصفقات الأخيرة في هذا الحساب .

عندما شنت اسرائيل عدوانها على جنوب لبنان  صيف العام 2006 ، كان ذلك لحساب أمريكا وبتمويل من بعض الرسمية العربية التى يهمها رؤية المنطقة العربية وقد تخلصت من كل ما ينغص على امريكا واسرائيل ، وقد صرحت السوداء الأمريكية رايس التى كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية بأن فجر مخطط الشرق الأوسط الجديد قد بزغ !! ولكن الله ردهم خائبين .

أما الهجوم الفاشل على غزة أواخر 2008 والتى هربت اسرائيل من خلاله من السلام مع سوريا فقد تم الاتفاق عليه مع قوى اقليمية لاعادة غزة الى السلطة وقيل أنها تستطيع انجاز المهمة خلال أسبوع ، لكنها امضت في وحل غزة أكثر من ثلاثة أسابيع دون أن تحقق الهدف رغم الفوسفور الأبيض .

لم يتعظ الجميع ، وها هم  يخططون لنفس المغامرة على لبنان وغزة ، والغريب في الأمر ان التحالف العربي – الاسرائيلي يتخذ صورا عديدة  ولكن النتيجة واحدة وهي الفشل  باذن الله .