اختطاف البروفيسور عبد الستار قاسم
اختطاف البروفيسور عبد الستار قاسم
أجهزة عباس تلاحق فكر المقاومة مهما كان مصدره وتختطف حامليه
البروفيسور عبد الستار قاسم اختطفته أجهزة أمن السلطة في الضفة (أرشيف)
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام
أن تعتقل الأجهزة الأمنية الفلسطينية عناصر يشتبه بقربهم من حركة "حماس" أو الجهاد الإسلامي في الضفة بات أمراً مألوفاً للمواطنين ومؤسسات حقوق الإنسان، كون حماس والجهاد لديهم برنامج مخالف للسلطة ولحركة "فتح" يقوم على المقاومة والممانعة عكس برنامج السلطة وفتح القائم على المفاوضات؛ ولكن أن تعتقل الأجهزة المفكرين والعلماء وكتاب الرأي فهذا يذكر بأوروبا في العصور الوسطى حيث كانت تحرق العلماء.
اختطاف مفكر وكاتب
فقد وثق "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" ومؤسسة الحق وجميع المؤسسات الحقوقية العاملة في الضفة والقطاع اختطاف الأجهزة الأمنية فجر يوم الاثنين 2872008 للمفكر البروفسور عبد الستار توفيق قاسم الخضر، والمحاضر في جامعة النجاح الوطنية بنابلس شمال الضفة الغربية.
وقالت زوجته إن جهاز المخابرات اختطفه بعد الساعة الواحدة والنصف من فجر يوم الاثنين وحتى هذه الساعة لا تعرف مكان اعتقاله واختطافه وتخشى على حياته كونه يعاني من مرض مزمن على خلفية اعتقاله من قبل الأجهزة في أريحا قبل عدة سنوات، وهو ما يعرف بـ "الغرغرينا" في رجليه الاثنتين تحت الركبة.
رحلة علمية وفكرية
عائلة البروفسور قاسم استغربت ممن يخدم وطنه بعلمه وفكره ونتقد لصالح الوطن ويكون جزاؤه ليس التكريم والتبجيل بل زنازين الاحتلال التي ورثتها السلطة.
وأضافت الزوجة أن لرب العائلة "قاسم" عدة مؤلفات فكرية هي سقوط ملك الملوك (حول الثورة الإيرانية)، والشهيد عز الدين القسام، مرتفعات الجولان، التجربة الاعتقالية، أيام في معتقل النقب، وحرية الفرد والجماعة في الإسلام، والمرأة في الفكر الإسلامي، وسيدنا إبراهيم والميثاق مع بني إسرائيل والطريق إلى الهزيمة.
وله أكثر من ثلاثين بحثاً ومئات المقالات المنشورة في المجلات والدوريات والصحف، وهو مساهم نشط في ميدان المحاضرات العامة والندوات وجريء في الطرح، وحائز على جائزة عبد الحميد شومان للبحث العلمي وعلى درجة الأستاذية، ولديه القدرة على استعمال أربع لغات.
وفصل الدكتور من عمله في الجامعة الأردنية عام 1979 لأسباب سياسية على إثر اجتياح الاحتلال لجنوب لبنان، وتضيف العائلة "بعد كل هذا العطاء لامته وفلسطين يكون جزاؤه إحدى الزنازين؟!".
وبينت عائلته أنه اعتقل عدة مرات لدى الاحتلال، منها أربع فترات إدارية خلال الانتفاضة الأولى، ودُوهم منزله في نابلس وفي دير الغصون عدة مرات ووُضع تحت الإقامة الجبرية، ومُنع من السفر لحوالي عشرين عاما، ووجهت ضده ثلاث تهم تحريض. وتعرض لمحاولة اغتيال على أيدي رجال المخابرات الفلسطينية عام 1995، وأصيب بأربع رصاصات في يده على خلفية مقال فحواه ان عرفات فوق الديمقراطية كي يفرخ لنا ديمقراطيات جديدة وعديدة، حيث يعاني من شلل مؤقت في بعض اصابعه من يومها، واعتقلته السلطة الفلسطينية عام 1996، وعام 1999على خلفية بيان العشرين، كما اعتقلته في العام 2000 لأسباب غير معروفة بحسبهم.
ليلة الخطف
وفجر يوم الاثنين 2872008 تم اختطافه أمام زوجته وأولاده من منزله الجديد فوق جبل جرزيم بنابلس والمطل على المدينة والذي لم يفرح بافتتاحه إلا في سجون الأجهزة الأمنية التي لم توسع صدرها لنقده البناء فقامت بجعله يحتفل بمنزله في سجونها التي ورثتها عن الاحتلال وهو سجن جنيد.
وكان قاسم قد تعرض إلى إطلاق النار على مركبته وهي واقفة أمام منزله وتعرض للتهديد والوعيد لمجرد انه يفكر وينتقد بشكل علمي.