سجن صيدنايا (وعدرا)

عبد الله شبيب

مجازر [نصيرية قرداحية ] بشعة جديدة

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

.. أدى التعذيب المنكر والتجويع والإهانة والبذاءة والتفنن في الكفر والأذى من زبانية سجن

 [ صيدنايا ] شمال دمشق إلى تذمر المساجين من ذلك الحال مما أدى إلى ردود فعل عنيفة جدا من السطة النصيرية القمعية العفنة فردت على التذمر بإطلاق النار - على عادتها – فقتلت عشرات المساجين – من الإسلاميين خصوصا – وهي بالطبع – على الطريقة الأمريكية – تتهمهم بالإرهاب ..  وجرحت عشرات آخرين .. في مجزرة بشعة ليست هي الأولى في النظام النصيري القرداحي ( ونحن هذه المرة ننسب الجرائم لعاصمتها ) حيث الأغلبية المؤيدة للقمع والسيطرة بل والانفراد المذهبي بالحكم من عائلة أو عائلات بعينها – حتى لا نعمم ونظلم سائر الطوائف النصيرية الذين منهم من لا يقبل بمثل هذا ومن ينكر ه ويتبرأ منه ..ومن يريد أن يكون مواطنا كالآخرين على قدم المساواة لا يستعبد سائر أكثرية الشعب السورية لطائفته الأقلية..!

  . وذكر ( عمار قربي ) رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان :" أن أعمال شغب أخرى اندلعت في [ سجن عدرا ] أكبر سجون سورية بعد وقت قصير من أحداث سجن صيدنايا!"

.. ولقد جرى التعتيم الكامل على هذا السجن الأخير ولم تصل أية معلومات عما جرى فيه ! .. لكن النظام الذي قتل نحو ( 1000سجين ) في الثمانينيات في [سجن تدمر الصحراوي  ]لا يتورع عن إبادة خصومه بكل قسوة ووحشية ( ضامنا إغماض منافقي حقوق الإنسان الأوروبيين – وحتى العرب - عن تلك الجرائم ..خصوصا إذا كانت موجهة ضد إسلاميين )* !

  كلنا يذكر ولا ينسى أبدا ماضي هذا النظام القمعي [ الوطني البائع للجولان مقابل الرئاسة والسيطرة على الحكم في سوريا ]..ماضيه في المجازر .. ولا ينسى أحد مجزرة حماة المأساوية سنة 1982 ..ولا مذبحة سجن تدمر على يد [ المجرم رفعت الأسد ] وأعوانه  في ما كان يسمى [ سرايا الدفاع ] ..وهاهو الآن منبوذ مطرود لم تفده جرائمه إلا اللعنات والعقاب الدنيوي والأخروي ..!!.. ولن تجديه [ الملايين ] التي نهبها من أموال الشعب السوري وهرب بها للخارج ليدعي – بكل صفاقة  وبلا أي خجل أو حياء - الوطنية والمعارضة !

   ...وقد بث الموقع الإلكتروني لهيئة الإذاعة البريطانية [ بي. بي. سي]باللغة العربية أن أحد السجناء في [سجن صيدنايا] قال في اتصال هاتفي مع مندوبة الهيئة :"  إن ما بين 150 و200 جندي اقتحموا حوالي الساعة السادسة صباحا – يوم السبت ( 5 تموز – يوليو -.. كل زنزانة في السجن وكبلوا السجناء .. إذ كان يوجد [ 12 سجينا في كل زنزانة جماعية] ثم جردوهم من ملابسهم وأخذوا نقودهم ..وأهانوا المصحف وداسوا عليه )!!!قطع الله أرجلهم ورؤوسهم ورؤوس من أمرهم ومن يوافق على كفرهم وقذاراتهم !!

.. هذا وقد استمرت المجزرة نحو 6 أيام جرى فيها من الأهوال ما لا يعلمه إلا الله !!!

وقد طالب الأستاذ ( مأمون الحمصي ) النائب السوري السابق المعارض وعضو ( أمانة بيروت لإعلان دمشق ) .. طالب ( اتحاد المحامين العرب )  الذي كان يعقد دورته في بيروت قبيل منتصف شهر المجزرة ( تموز) بالتحقيق في تلك الأحداث ..وقال " إن مجلسكم الكريم مطالب بأن يشكل فورا لجنة تضم ممثلين عن اللجان المدافعة عن حقوق الإنسان في سوريا لكشف هذه المجزرة " وأضاف " تمتد هذه المجزرة منذ ستة أيام وحتى اليوم ( 11/7/2008)وقد راح ضحيتها عشرات المعتقلين السياسيين "!!

  ..ووصف الحمصي المجزرة بأنها من "أبشع أنواع الإبادة التي يمارسها النظام السوري"  .. وطالب " بالسعي لمحاكمة مرتكبي المجزرة ..ومن أطلقوا الرصاص الحي على السجناء العزل الذين لا حيلة لهم ..كما طالب بالوقوف على أعداد وأسماء ضحايا المجزرة "

 وناشد ( الحمصي) اتحاد المحامين العرب قائلا " إن الشعب السوري يتطلع إلى موقفكم ودعمكم ".. ولكن الاتحاد [ العتيد ] لم ينبس ببنت شفة ..ولم نسمع منه شيئاحتى الآن ..وكأنه يريد مجاملة أعضائه السوريين ..ومجاملة النظام السوري القمعي الذي يلعب دور المعارضة والممانعة ..في مسرحية [ تثبيت الدولة اليهودية .وتنصيبها سيدة على المنطقة ودولها وشعوبها !]

  ولم نسمع – فيما نعلم – احتجاجا على ذلك إلا مقال اطلعناعليه في صحيفة ( الغد ) الأردنية ..للكاتب الأستاذ ( محمد أبو رمان) يحتج فيه على ذلك [ الصمت المطبق في الأوساط السياسية والإعلامية عن أحداث سجن صيدنايا العسكري في شمال دمشق ].. وينتقد خصوصا صمت المعارضة الأردنية  - وخاصة الإسلامية - التي تدعي غيرتها على الحريات وحقوق الإنسان ويذكر أن المواطن الأردني الذي قتل في نفس السجن – وفي نفس الوقت -  كان من ضمن ضحايا المجزرة ..لكن الدولة ادعت غير ذلك [ مجاملة لسوريا وحفاظا على العلاقة معها ] ولو على حساب دم مواطنيها ..لأنها واجهت كذلك تمردات في سجونها وأوقعت ضحايا .. ولكن أخف وأرحم كثيرا مما يفعل [النظام القرداحي الكافر الفاجر ]!!

مما قال الأستاذ محمد أبو رمان – بحق – لا فض قلمه – " لكن ما هو أمر وأسوأ أن تمر الأحداث في حالة من (الغموض الإعلامي ) والتجاهل السياسي ..وعدم السماح للجان ومنظمات حقوق الإنسان بالبحث والتحري !.. وربما  لو كان الضحايا [ ماشية ] لكانوا حظوا بتحقيق قضائي أكبر !! "

يضيف أبو رمان في يومية الغد كاتبا "بعض الأصدقاء السوريين يذكرون مؤشرات عديدة ومؤكدة على أن ما حدث بالفعل هو مقتلة كبرى بحق السجناء تُذَكِّر بمذابح السجون والمعتقلات العربية خلال العقود السابقة [ الحربي بمصر وتدمر بسوريا وغيرهما ] والتي ذهب ضحيتها العشرات ....وربماعدد كبير منهم كان مسجونا بداعي الشبهة فقط !!

  في ذلك الوقت أيضا لم يلتفت أحد إلى أؤلئك الذين اُهدِرت دماؤهم وسكبت على الأرض ، وأُزهقت أرواحهم بدم بارد [ وتحت التعذيب في كثير من الأحيان !] فقد كانوا في سجون الأبطال القوميين بينما النخب السياسية والإعلامية تتحدث عن البطل المخلص .. والشعار دوما ( لا صوت يعلو فوق صوت المعركة )!!

.. ويضيف الكاتب :" المعركة !! أي معركة تلك التي ستخوضها أنظمة استبدادية ؟! أي وطن سيدافع عنه إنسان مجرد من إنسانيته ؟! أو مواطن مغترب في وطنه أو اكثرية مضطهدة تتربص بأقلية حاكمة تستعد في أي لحظة لعقد صفقة مع الخارج لتأمين السيادة القمعية على الداخل ؟!!"

 وفي آخر مقاله يتساءل الأستاذ أبو رمان :"يا ترى هل ستحتفل الفضائيات العربية والقيادات السياسية بخروج هؤلاء من السجون والمعتقلات ؟! ..أم أن نضالهم وسنوات السجن الطويلة لا تعني شيئا ..؟! فلا صوت يعلو فوق صوت ( المعركة )؟؟!!"

.. ومعلوم أن سجون سوريا لا تقتصر على المساجين السوريين فحسب ..بل فيها جنسيات شتى من كثير من بلدان العالم العربي ..وخصوصا فلسطين والعراق والأردن ولبنان ..إلخ ..

وأقسى وأعتى سجون سورية هو القسم الخاص بالفلسطينيين .. – ومعظمهم من المتهمين بمعاداة اليهود ومحاولة التسلل لإيذائهم .. ويلقى نزلاء ذلك السجن ما لا يطاق من الأهوال .. ويكفي رعبا لأي سجين أن يهدد بالنقل إلى قسم فلسطين ..لأنه يعلم أنه ينقل إلى ما يشبه       [ جهنم ]!!..وفي سجون سوريا مئات المساجين الذين مرت عليهم عشرات السنين ..وكثير منهم لا يعلم عنه أهله شيئا ..ومنها حالات بعضها معروف من اقطار عربية !! وكثير منهم مجهول لا يعلم أحد عنه شيئا ..عدا عن المئات الذين صفتهم السلطة القرداحية بمزاج ودم باردين أو ماتوا تحت تعذيبها الفظيع المشبن !!

   لا يغرن أحد الدور [ التمنعي والحران ] الذي يبديه النظام المسيطر على سوريا .. فهي مسرحية متسلسلة الفصول – كما أشرنا غير مرة - .. ولربما اقترب دور ذلك النظام في دخول دوامات [مسرحية أو فصل المساومة والمفاوضة ] وهاهي النذر تلوح في الأفق ..من مفاوضات ولقاءات غير مباشرة ..بل وربما مباشرة سرا !.. وماذا يجدي وماذا يعني ..من نظام ماضيه معروف ..نظام يقتل شعبه ..وأجواؤه مفتوحة للعدو ...يقتحمها حين يشاء فلا يجد ردا ولا ردة فعل ..إلا نفي أن تكون النقطة المستهدفة التي نسفها الصهاينة جويا ..نفي أن تكون منشأة نووية !!..وكأن النشاط النووي عيب ومحرم على أي دولة غير اليهود ؟!!.. في الوقت الذي يجب أن تقف كل الدول العربية موقفا حازما في وجه أمريكا وأوروبا والعالم [ وخصوصا المحتكرين للسلاح النووي ] ليضعوهم أمام أحد خيارين : إما تجريد الدولة الصهيونية من السلاح النووي وتوابعه ..وإما التعاضد لبناء قوة نووية عربية رادعة !

.. نضيف إلى أن المحك الأهم والأصدق في الجولان المحتل ؛ ولسورية الحق الكامل في العمل على تحريره خصوصا بالمقاومة ..في بيئة جغرافية تصلح جيدا له – ربما أكثر من أية بيئة في لبنان أو فلسطين .. فأين هي المقاومة ..في مناطق وطبوغرافيا استراتيجية ..يمكن أن تنهك العدو وتأسر منه المقاومة فيها المئات وتقضي على الآلاف وتدمر نصف معدات الجيش اليهودي الجبان..لوكان هناك جد ونية حقيقية لإنقاذ الجولان واسترداده ! ! .. فلماذا تجمد تلك [ الحدود الاستراتيجية ] وتصمت كل هذه العشرات من السنين ..بل ويعاقب أشد العقاب كل من يفكر في المساس بها أو إزعاج [ا لعدو الجار الصديق ] من قبلها ؟!! وتجدد كل ستة أشهر لقوات الطوارئ الدولية والمراقبة ..منذ سنة 1967!!؟؟..إلا أن تكون هنالك اتفاقات سرية تنظم ذلك الأمر مبنية على الأساس الذي أشرنا إليه والذي تدل عليه الدلائل الواضحة والمتواترة !؟!

 ثم أين دور سكان الجولان من التبعية السورية ؟!   وأين هي مقاومتهم ..ولماذا لا يهبون كسكان فلسطين وجنوب لبنان ؟!! أم أن [ تركيبتهم السكانية الطائفية المعينة ] هي السبب ؟!..وكما هي عادتهم المعهودة [ من يأخذ أمي فهو عمي ]!!؟؟

  بقي أمران : 1-  لقد برر [ النظام القرداحي] جرائمه الأخيرة وقلل من أهميتها قائلا :" إن عددا من المساجين المحكومين بجرائم التطرف والإرهاب أقدموا على إثارة الفوضى والإخلال بالنظام العام في سجن صيدنايا- شمال دمشق – واعتدوا على زملائهم ..إلخ "

 ولا شك أن مثل تلك الروايات الرسمية المتهافتة – كسائر النظم المماثلة – لا يصدقها أحد ..حتى مصدروها الذين يعلمون يقينا بكذبها وتزويرها .. وتهافت تبريرها !

 .. وأن النظام الخاسر يريد أن يأخذ بجرائمه تلك شهادة[ حسن سلوك أو سوء سلوك ضد الإسلام والإسلاميين ] جديدة عسى أن يمدد له [ الأسياد  بعد أن نبذه معظم شعبه ..الذي ينتظر الخلاص منه بفارغ الصبر .. لكن قواه الوطنية والإسلامية لا تريد أن تستقوي بالخارج وتكون عميلة له ..كما فعل [ خونة العراق ]!!.. فهم يقدمون [الدماء المسلمة ] قرابين لأربابهم اليهود والأمريكيين – مانحيهم السلطة والنفوذ وبقاء التحكم في رقاب العباد !!

2- لشديد الأسف ..فإن مثل تلك الظروف تدل دلالة قاطعة على فساد وتهالك مثل تلك الأنظمة ..وأنها لن تصمد أمام أي عدو أياما أو حتى  ساعات !! فتلك نظم أبطال ما أسماه اليهود  [ بحرب الأيام الستة ]!!

.. لا يسرنا ذلك بالطبع .. ونود أن ينتصر [ أحقر عربي ] على جميع اليهود والأمريكان .. ولكن ..أنى.. ( ومعظمهم لمعظمهم عبيدُ )؟!!

اللهم الطف بنا وبالمسلمين والعرب ..من شر قد اقترب !!